تستعد مصر بكافة أجهزتها لاستقبال أكبر قمة عالمية بتاريخ البلاد، إلا وهي قمة المناخ cop 27 بداية نوفمبر المقبل، وتتطرق البلاد إلى طرح العديد من المشكلات على طاولة الاجتماعات الخاصة بالقمة على رأسها تأثير تلك التغيرات المناخية وتقلبات الطقس على الزراعة.
وتواصلت “البوابة نيوز” مع الدكتور أيمن فريد أبو حديد رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية، ووزير الزراعة الأسبق، لطرح تأثر تلك التغيرات المناخية على الزراعة وكيف سيتم العمل عليها بمؤتمر المناخ.
وقال الدكتور أيمن فريد أبو حديد رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية، ووزير الزراعة الأسبق، إن الدول النامية ومن ضمنها مصر والقارة الأفريقية، من أكثر بلدان العالم تأثرا بالتغيرات المناخية؛ موضحا، إنه لخطورة التغير المناخي وتقلب الطقس، وتأثيره على كافة القطاعات الحيوية بالبلاد، وارتباطها الوثيق بالتنمية وتأثيراتها عليها، سعيت لانشاء وحدة للتغيرات المناخية بالفعل مابين عامى ٢٠٠٢ و٢٠٠٣ بجهاز شؤون البيئة أثناء ترأسي للجهاز سابقا، ثم إنشاء مركز للمعلومات عن التغيرات المناخية بوزارة الزراعة أثناء ترأسي لتلك الحقبة.
وأكد أبو حديد، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، بأن مشاريع استصلاح الأراضي الزراعية تحتاج الى دعم كبير من مختلف المؤتمرات البيئية، والتنموية بالعالم؛ لأن هذا يساهم وبشده في امتصاص النبات الناتج عن الأراضي المستصلحة لغاز ثانى أكسيد الكربون الناتج من الأنبعاثات الكربونية الكبيرة التى تتسبب فيها الدول الكبرى؛ لذلك تعد الزراعة وسيلة كييرة للتخفيف من الانبعاثات الكربونية والحد من التغيرات المناخية وتقلبات الطقس بالعالم.
وتابع: أن استصلاح الأراضي بمناطق جغرافية متواجدة عن أرتفاع سطح البحر هام جدا، لذلك لم تتاثر من أرتفاع سطح منسوب المياه، منوها بأن الفلاح هو الركيزة الاساسية للعبور إلى الاستقرار بالأمن الغذائي بمصر وبالبلدان النامية، لذلك لابد من عمل شبكة آمنه للمستثمر والمزارعيين والفلاحين العاملين بالقطاع الزراعي، حيث من الممكن انشاء صندوق خاص بتعويض الفلاح من تغيرات المناخ التى تؤثر على محصوله، وإلا سيضطر إلى هجرة أرضه وبيعها، وهنا تظهر مشكلة جديدة تعانى منها البلاد منذ فترة وهي مشكله البناء المخالف على الأراضي الزراعية وتجريفها.
وأوضح إلى أن كل مايحدث على الأرض تتأثر به الزراعة، ويظهر ذلك من خلال الجفاف الذي يحدث فجأه وندرة سقوط الأمطار والسيول، وأرتفاع مستوى سطح البحر وتاثيره على المناطق المنخفضة والأنهار، بالإضافة إلى الظواهر الجوية المختلفة وتأثيراتها على الزراعة، حيث أن الموجات الجوية المفاجئة من الحرارة تسفر عن جفاف الأراضي وتلف المحاصيل، كما أن الموجات المفاجأة من البرودة تتسبب عن أحتراق الأوراق وتساقط الأزهار والمحاصيل؛ لافتا إلى مصر تعد من أكثر البلدان القارة الإفريقية تأثرا بتغير المناخ.
وشدد علي أن أرتفاع درجة الحرارة يعمل علي أختلال موسم الزراعة، ويؤثر ذلك على المحاصيل والنباتات، ولا يستطيع أن يكمل دورته الزراعية الطبيعية، بالإضافة إلى كثرة الاستهلاك المائي الذي يسفر إلى زيادة عمليه التبخر، موضحا إذا كان الفدان يستهلك 4 آلاف متر مكعب مياه، سيجعله يحتاج إلى.4.500 آلاف متر مكعب خلال هذه الفترة، وهذا يشكل عبئا كبير على الدولة؛ منوها إلى أهمية الاهتمام بالري الحقلي، وانشاء مشاريع استثمارية كبيرة له.
وتابع: أن أرتفاع منسوب سطح البحر بسبب زيادة درجة الحرارة، سيتسبب إلى غرق بعض الاراضي من العالم، وكذلك من المؤكد بانه يتسبب في تشبع رسوبة الأراضي المتواجدة بدلتا مصر بالماء المالح، وهذا سيؤدي إلى تقليل الإنتاج الزراعي ويهدد الأمن الغذائي، والتنمية بالبلدان خاصة مصر.
مركز معلومات التغيرات المناخية
وأوضح الدكتور أيمن فريد أبو حديد ، أنه فى عام 1996 تم انشاء المعمل المركزي للمناخ الزراعي بمركز البحرث الزراعية، وكانت بداية التحاور عن تأثير التغير المناخي على العالم وخاصة البلدان النامية والقارة الافريقية، مؤكد بان التغيرات المناخية تصاعدت بشكل ملحوظ جدا؛ لذلك شددنا على ضرورة انشاء قاعدة للمعلومات تجمع كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالتغيرات المناخية دوليا ومحليا، داخليا وخارجيا، وتكون على اتصال مع مراكز البحوث الزراعية ومختلف الكليات الزراعية بالبلاد.
استضافة cop 27 بشرم الشيخ
وصرح الدكتور أيمن فريد أبو حديد، وزير الزراعة الأسبق، بأن عقد قمة المناخ بمصر، يمثل أهمية بالغة لنا وللقارة الأفريقية بأكملها، لأن مصر سوف تمثل أفريقيا في هذه القمة، مؤكدا بأن المشكلة التى تواجه العالم بقمة المناخ تتمثل في أن الدول الصناعية الكبرى هى المسؤولة عن التغيرات المناخية وتقبات الطقس واختلاف دراجات الحرارة، ومايحدث بالأرض؛ وفي الوقت نفسه حققت مكاسب كبيرة من ذلك والمتمثل في الثورة الصناعية؛ ولكنها لم تفي آيا من التزاماتها نحو تعويض الدول المتضررة التى تاثرت بالسلب جراء هذه الأفعال.