شهد العالم منذ فجر التاريخ العديد من الحروب التي كانت تهدف للاستيلاء على الثروات او الاستعمار او استرداد الاراضي، واختلفت الهدف من تلك الحروب التي شهدها العالم واختلفت ايضًا مدة تلك الحروب من ايام لاسابيع واشهر ووصلت الكثير منها لسنوات، ولكن اقصر حرب في التاريخ كانت مدتها 38 دقيقة فقط وهى الحرب التى نشبت بين زنجيبار وبريطانيا والتي أشتعل فتيلها بعد أن توفي السلطان “حمد بن ثوينى” الموالى لبريطانيا فى 25 أغسطس 1896م وذلك بعد تسلمة السلطة لمدة ٣ سنوات ثم تولى قريبة “خالد بن برغاش” الحكم من بعده بعد وفاة حمد.
تقع جزيرة زنجبار بالقرب من ساحل تنجانيقا في المحيط الهندي وقد كانت دولة ذات سيادة أما الآن فهي تابعة لدولة تنزانيا، وكانت بريطانيا تسيطر على الكثير من المستعمارات في ذلك الحين وكان يحكم زنجبار في ذالك الوقت السلطان "حمد بن ثويني البوسعيدي" وكان مواليا لبريطانيا، ولكن بعد وفاته تم تعين "حمود بن محمد" سلطانا على العرش، ولكن استولي "خالد بن برغش" على الحكم بعد أيام قليله وكان هذا سبب في الحرب وذلك لأن بريطانيا أعتبرت هذا تمرد عليها وذلك أن تعين سلطان على زنجبار يجب أن يتم بموافقة بريطانيا وذلك بموجبه "اتفاقية 1886".
وكانت بريطانيا ترسل إلى خالد بن برغش من حين إلي آخر تحذيرات لتنازل عن الحكم ولكنه رفض ومن هنا بدأت تشتعل الحرب بين الطرفين ولكن الحرب ليست عادلة وبدأت الحرب بين الطرفين في الساعة 9:2 من صباح يوم 27 أغسطس 1896 وانتهت في تمام الساعة 9:40 دقيقة، وخسرت زنجبار العديد من الخسائر البشرية فقتل اكثر من 500 شخص، ولكن القوات البريطانية لم تصب منها غير واحد فقط وبعد انتهاء الحرب قامت بريطانيا بتولية السلطة الى "حمود بن محمد".
وكانت بريطانيا ترغب في تولي “حامود بن محمد” الحكم بعد وفاة السلطان “حمد بن ثوينى” بدلاً من “خالد بن برغاش” فقامت بمنحه مهلة حتى الساعة التاسعة صباحاً ليوم 27 أغسطس 1896م لإخلاء القصر الملكي والتخلي عن الحكم لصالح الوريث الموالى لبريطانيا وأمر “خالد بن برغاش” جنوده بأن يحيطون بالقصر الملكي مجهزين بقوات المدفعية الثقيلة للدفاع عنه إثر ذلك أحاطت خمسة سفن حربية من أفضل ما أنتجت البحرية الملكية في ذلك الوقت تابعة للبحرية الملكية بالميناء القريب من القصر ثم تم إنزال القوات البحرية الملكية وتوزيعها فى المنطقة وجعلها على أهبة الإستعداد فى إنتظار الأوامر من الأدميرال هارى راوسون الظابط المسؤول عن العملية.
وحانت التاسعة صباحاً ولم يخلي خالد بن برغاش القصر فبدأ قصف السفن الحربية البريطانية يدوي في السماء موجهاً ضرباته نحو القصر الملكى ولم يكن ذلك الهيكل الخشبي يملك أي فرصة لمواجهة عظمة البحرية الملكية البريطانية ولم يكن “خالد” يملك سوى سفينة واحدة وهي “الغلاسكو” الذى لم يتعدى كونة مجرد يخت فاخر أهدى إليه من الملكة "فيكتوريا" ولم يكن مصنوعاً للقتال.
دمرت السفن الحربية الملكية البريطانية الخمسة بقيادة المدمرة " HMS ساينت جورج " تحت قيادة الأدميرال “راوسون” يخت "الغلاسكو" في غضون لحظات وبعد 38 دقيقة فقط من بدأ المعركة فر جنود خالد بن برغاش وأخلو الساحة جاعلين من هذه الحرب أقصر حرب في التاريخ، وخسرت القوات الزنجيبارية الموالية للقوات البريطانية رجلاً واحداً من أصل ألف رجل بينما خسرت قوات خالد بن برغاش 500 رجل من أصل 3000 بالرغم من تفوق قوات خالد في العدد على القوات البريطانية إلا أن القوات البريطانية كانت مجهزة بأحدث التجهيزات مما جعلها أكثر تفوقاً وأكثر خطورة .
وبعد سيطرة القوات البريطانية على الوضع جعلت من ولى العهد الموالى لها سلطاناً على زنجيبار وقامت بعد ذلك بجعل تجارة العبيد جريمة يعاقب عليها القانون، وأستمر الاحتلال البريطاني لزنجيبار 67 سنة بعد هذه الحرب وصمد حتى خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية حتى انتهت الوصاية البريطانية على زنجيبار عام 1963م ، وفى السنة الموالية لإستقلالها اندمجت دولة زنجيبار مع جمهورية تانغانيكا ثم أعيد تسميتها بعد اندماجهما بتنزانيا.