قلادة ميلاد الشمس في الأفق هي إحدى مقتنيات الملك توت عنخ أمون الثمينة وطول القلادة 50 سم وعرضها 11.8 سم وهي خلاصة من الذهب، لازورد، فلسبار، عقيق، فيروز وعجين الزجاج الملون، وموجودة بالمتحف المصري بالقاهرة، ضمن قطع كنوز توت عنخ أمون، ورمزية تفاصيل هذه القلادة تتجسد في الشمس التي رمز إليها بقرص أحمر والتي تنبثق فجرا مثل خنفساء الجعران، "خپري"، الذي يظهر قبالتها كما لو كانت كرة من الروث التي يدحرجها جعل عملاق.
تظهر الشمس بين تلال، في أفق الصحراء الشرقية وهذا المشهد هو الذي يتوسط القلادة ذات التفاصيل المبهرة، والجعل الذي يحمل قرص الشمس يظهر داخل قارب الشمس الصباحي والمسمى "معنچت" الذي يقابله ليلا قارب "مسكتت"، وتحيط بالقارب علامات وتمائم ذات قوى سحرية منها أفاعي الصّل الحامية ورمز "چد" رمز الاستقرار والعمود الفقري للرب وزير (أوزيريس) رب الموتى وحاميهم وعلامة "عنخ" رمز الحياة، وعلامة "نفر" رمز الجمال.
وظهر اسم توت عنخ آمون في القلادة بطريقة الكتابة المعماة (كريبتوجرافي) فنرى على طول الأشرطة تكرار لعلامة الجعران التي تقرأ "خپر" وتحتها علامة تقرأ "نب" بمعنى "الكل-جميع" وقرص الشمس الذي يقرأ "رع" ليكونوا معا عبارة "نب خبر(و) رع" وهو اسم العرش للملك توت عنخ أمون ومعناه "سيد تحولات رع".
استخدم في صناعة هذه القلادة اللازورد المجلوب من أفغانستان البعيدة، وعقيق، فلسبار وفيروز الصحراء الشرقية وسيناء، كما استخدم الحرفيون في المشغولات الذهبية عجين الزجاج، أما عند كتفي القلادة فنرى أنثتا طائر العقاب وهن يرمزن للربة "نخبت"، والربة الحامية للملك كحاكم لمصر العليا، وتربط عند هذه النقطة أربع خيوط من الخرز الزجاجي القلادة بمشبكها والمشبك يعمل بمثابة الثقل كي تبقى القلادة في صدر الملك متوازنة وهذه القطعة البديعة عثر عليها في كنز الملك داخل صندوق من العاج وخشب الأبنوس.