أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ، أن الدول العربية في حاجة ماسة لاستراتيجية شاملة للتعامل مع "حالة الأزمة الممتدة"، حيث يحتاج الأمر إلى تفكير طويل المدى من أجل تحصين المجتمعات العربية وتعزيز صمودها في مواجهة صدماتٍ داهمة ونوازل مفاجئة، معربا عن اقتناعه التام والراسخ بأن مثل هذا التفكير لا يُمكن إلا أن يتبلور في إطار جماعي وبنهج تكاملي.
وقال أبو الغيط ، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية الحادية والثلاثين في الجزائر مساء اليوم /الثلاثاء/ ،"إن الجميع يتابع جميعاً الآثار المزدوجة للجائحة والحرب في أوكرانيا، وما أفرزته ولا تزال من تبعاتٍ اقتصادية سلبية، صار واضحاً أن العالم أجمع سيضطر للتعامل معها لفترةٍ طويلة قادمة". واعتبر أبو الغيط أن في مقدور العرب فعل الكثير إن هم حشدوا الإمكانيات العربية، وهي كبيرة ومتنوعة، على نحو صحيح وبمنهج علمي، وليست استراتيجية الأمن الغذائي العربي، المعروضة على القمة، سوى نموذج ومثال واحد لما يُمكن أن تقوم به الدول العربية بشكل جماعي في مواجهة أزماتها
. وأشار الى أن الأوضاع العالمية تفاقم متاعب دولنا ،فهي تداهم المنطقة العربية وهي لم تخرج بعد من واحدةٍ من أخطر الأزمات والتحديات في تاريخها الحديث، مشيرا إلى أن المنطقة العربية مرت بعقد صعب، ولا زالت بعض الدول تعيش أوضاعا لا تهدد فقط أمنها واستقرارها، بل وجودها ذاته، حيث لا زالت الدولة الوطنية، ذات السيادة والاستقلال والقرار المستقل، تتعرض لهجمة شرسة في بعض أركان منطقتنا من الإرهاب والمليشيات والجماعات المسلحة، وأيضاً من أطراف غير عربية، في جوار الإقليم العربي، تحرض وتمارس تدخلاتٍ غير حميدة في المجتمعات العربية بهدف بسط النفوذ والهيمنة. وأضاف أن الدفاع عن الدولة الوطنية، دولة المواطنة وحكم القانون، التي لا يكون ولاء مواطنيها سوى لعلمها ومصالحها وعروبتها، هو دفاع عن مستقبلنا جميعاً، وهذه الصراعات الدامية التي تُدمي قلب الأمة هي تهديد لنا جميعا،
وناشد زعماء الأمة وقادتها ألا يتركوا هذه "الجراح النازفة" تأتي على حاضر الأمة ومستقبلها.