قال أسامة يوسف القصيبي، مدير عام مشروع "مسام"، وهو مشروع إنساني لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام والذخائر غير المتفجرة، أطلقه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في يونيو 2018 ، إن أن اليمن شهد أكبر عملية زرع للألغام في الأرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأضاف القصيبي في حواره لـ "البوابة نيوز" أن ميليشيا الحوثي زرعت وبطريقة عشوائية في عدد من المناطق اليمنية تجاوزت المليون لغم مختلفة الأشكال والأحجام وبغياب تام للخرائط، وإلى نص الحوار:
كيف ترى الأوضاع في اليمن وكيف ساهم مشروع «مسام» هناك؟
تؤكد تقارير منظمات دولية ومحلية أن اليمن شهد أكبر عملية زرع للألغام في الأرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتشير التقديرات إلى أن ميليشيا الحوثي زرعت وبطريقة عشوائية في عدد من المناطق اليمنية تجاوزت المليون لغم مختلفة الأشكال والأحجام وبغياب تام للخرائط.
ويساهم مشروع «مسام» لنزع الألغام، بتخليص اليمن من الخطر المحدق بالمدنيين وحقن دماء مئات آلاف اليمنيين من خلال نزع أكثر من 360 ألف لغما وعبوة ناسفة وقذيفة غير متفجرة منذ انطلاق أعمال مشروع «مسام» في يوليو من العام 2018، في حصيلة تكشف مدى بشاعة الجرم الذي ترتكبه مليشيا الحوثي بحق الأبرياء، وفي المقابل الإصرار السعودي الذي لا يلين على حماية المدنيين من تلك الشرور.
جماعة الحوثي المدعومة من إيران تستهدف بشكل يومي توسيع دائرة القتل والتدمير، كيف يمكن إيقاف ذلك؟
يواصل أكثر من 550 رجل يشكلون الفرق الميدانية أعمالهم اليومية متسلحين بإيـمان عميق برسالة مشروع «مسام» الإنسانية لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الحوثية وعلى الرغم من غياب الخرائط لحقول زرع الألغام، وهو ما يعتبر تحدي هائل، تواصل فرق «مسام» إنجازاتها، التي تضعها أمام الرأي العام العالمي، بين عمليات نزع ألغام وعبوات ناسفة وذخيرة غير منفجرة، إضافة إلى تفجير وإتلاف كل ما يتم نزعه من الأراضي من الألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة.
ويمكن الحد من توسيع دائرة القتل والتدمير من خلال تسليم ميليشيات الحوثي لخرائط زرع الألغام والتي تمت بطريق عشوائي وعلى نطاق واسع في مناطق مأهولة بالسكان الأبرياء والعزل أدت إلى تزايد عدد ضحايا الألغام بشكل كبير وغير إنساني.
كيف ساهمت المملكة في اليمن على المستوى الإنساني؟
المملكة العربية السعودية تاريخها حافل بالعطاء والجهود الإنسانية الضخمة وغير المسبوقة في مد يد العون ومساعدة المتضررين في الحروب والكوارث على مختلف الجهات، وأيضاً حرصها الدائم في دعم الاستقرار والسلام للمنطقة عموماً وعلى مساعدة أشقائها في اليمن خصوصاً للتخلص من الدمار والإرهاب المتمثل في الألغام المزروعة والمنتشرة بشكل واسع في المناطق اليمنية.
ونحن هنا في مشروع »مسام« ننفذ ونعمل لتلبية نداء الإنسانية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان لمساعدة الأشقاء في اليمن وسوف نستمر على ذلك حتى يتم الإنتهاء من مشكلة الألغام وآثارها وخطرها على الشعب اليمني.
ما هي خطط المشروع في اليمن خلال الفترة القادمة؟
مشروع »مسام«حياة بلا ألغام، يهدف لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام ،فهو في المقام الأول مشروع إنساني وعملة مستمر لنزع وتدمير الألغام والذخائر الغير منفجرة، وتطهير المناطق في الداخل اليمني من الألغام الأرضية والتي زرعت في نطاق واسع وبعشوائية تتطلب بذل جهد كبير حتى يتم التخلص من آخر لغم تمت زراعته في اليمن، ويسعى مشروع «مسام» بشكل متواصل على تحديث قدراته وتطوير أساليبه في مجال نزع الألغام، والإستجابة السريعة للحالات الطارئة بعد تحديد أماكن الألغام في المناطق المحررة من خلال وضع وتجهيز الخطط التي تساعد الفرق المدربة في عمليات التطهير للأراضي الملغومة، وللسيطرة على الكارثة الإنسانية، والتي أودت بحياة الكثير من المدنيين العزل والأبرياء، حرصاً على عدم تحولها إلى فاجعة غير مسبوقة في العالم.
مما تتكون فرق عمل مشروع “مسام” ؟ وهل عددهم كافي لنزع الكمية الكبيرة جدا من الألغام التي زرعتها الميليشيات؟
فريق مسام مكون من مجموعة كبيرة تابعة للمشروع بإجمالي 32 فريق بخبرات عالمية وفرق محلية يمنية وبإشراف سعودي، وجميع الفرق دربت لإزالة الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية.
ويتكون مشروع »مسام« من العديد من الفرق المتمرسة لنزع وتدمير الألغام والعبوات الناسفة في الأراضي اليمنية، تضم ما يزيد عن 550 خبير ونازع للألغام وموظف، يعملون بكل دقة وإخلاص لروح الفريق لتحقيق هدف المشروع السامي بتطهير أرض اليمن من الألغام المنتشرة بشكل كبير وواسع في مختلف المحافظات اليمنية.
فهناك فرق خاصة لإزالة الألغام، وفرق التدخل السريع لإزالة العبوات الناسفة، وفرق خاصة للكشف عن المتفجرات وتدمير كل ما يتم نزعه من الألغام والعبوات غير المتفجرة حتى لا تتمكن أي جهة من إعادة زرعها.
بالإضافة لفريق الدعم اللوجستي الذي يعمل على مدار الساعة للتجهيز لأعمال المشروع ليكون دائماً على أهبة الإستعداد لتنفيذ المهمات الميدانية، وأيضاً فريق المكتب الإعلامي الذي يهتم بإيصال رسالة المشروع وبنقل أخبار المشروع للعالم بكل صدق وشفافية وإحترافية.
وجميع هذه الفرق تعمل يداً بيد وبإحترافية عالية لتحقيق غاية المشروع والوصول لهدفة في جعل الأراضي اليمنية خالية من الألغام وبيئة آمنه على حياة المدنيين.
ما عدد الضحايا من فريق مسام حتى الآن؟
مجال نزع الألغام مجال خطر ونحن نعلم خطورة هذا الموقف، ففي كل يوم تنزل فيه إلى الميدان تكون عرضة لأن تفقد حياتك أو تتعرض لإصابة قاتلة أو إعاقة دائمة، ولكن عندما تعرف انه في كل عبوة أو ذخيرة غير منفجرة يتم تدميرها يكون في مقابل ذلك حياة تنقذها على أرض الواقع ويكون الهدف الأسمى والأنبل هو سيد الموقف.
فمنذ بداية المشروع في العام 2018م تسببت عمليات إزالة الألغام في وفاة 30 من العاملين في «مسام» بينهم 5 خبراء أجانب، فيما أصيب 52 آخرين أثناء أدائهم واجبهم في نزع الألغام.
ماهي آخر الإحصائيات لديكم التي حققها المشروع؟
تمكنت الفرق الهندسية لمشروع »مسام« منذ بدأ المشروع في منتصف يونيو عام 2018 بنزع حتى اليوم 368,351 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
وقد بينت غرفة عمليات مشروع »مسام« أن فرق المشروع نزعت حتى الآن 222,041 ذخيرة غير متفجرة و7,536 عبوة ناسفة و133,094 لغماً مضاداً للدبابات و 5,680 لغماً مضاداً للأفراد.
ووفقاً لغرفة عمليات مشروع »مسام« فإن الفرق الهندسية تمكنت من تطهير 39,444,793 متراً مربعاً من الأراضي في اليمن كانت مفخخة بالألغام والذخائر غير المنفجرة.
وجميع تلك الألغام والعبوات الناسفة والقذائف تم نزعها من قبل فرق مشروع »مسام« الهندسية منذ انطلاق المشروع في 11 منطقة يمنية وهي: صنعاء، الجوف، شبوة، مأرب، الحديدة، تعز، عدن، البيضاء، صعدة، الضالع، لحج.