هناك ثورة كبرى في مجال الفضاء والوصول لمعلومات وأماكن في الكون لم يستطيع العلم الوصول لها من قبل ومن ضمن هذا التطور الضخم وصلت المركبة الفضائية نيوهورايزونز بعد عشر سنوات من التحليق في الفضاء إلى كوكب بلوتو، وهي أحد أبعد النقاط التي وصل إليها البشر في الفضاء في التاريخ حتى الأن.
ومركبة نيو هورايزونز هي مركبة فضائية تحلق في الفضاء الفسيح عشرة سنوات حتي وصلت الي أبعد كواكب المجموعة الشمسية كوكب بلوتو، بالرغم من أنه في 24 أغسطس عام 2006 أنزل الإتحاد الفلكي الدولي رتبة كوكب بلوتو من كوكب إلى كوكب قزم وأصبح نظامنا الشمسي يمتلك 8 كواكب رئيسية فقط بدلا من 9 أبعدها هو كوكب نبتون بحسب التعريف الجديد، وبسبب أن مدار كوكب بلوتو يشاركه أجسام أخرى عكس الكواكب الرئيسية التي يجب أن تسيطر جاذبيته على مدارة بحيث لو وجدت أجسام أخرى فهو إما يبعدها أو تندمج معه والموضوع لا علاقة له بحجم الكوكب.
وكوكب بلوتو الذي اكتشفه العالم الفلكي كلايد تومبو في عام 1930م في مرصد لويل في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية تم إكتشاف الكوكب القزم بلوتو وكان يعتبر في الأصل أصغر كواكب المجموعة الشمسية التسعة وله خمسة أقمار أكبرها قمر شارون وحجمه يبلغ ثلثي حجم بلوتو، ويبعد بلوتو حوالي 4.67 مليار ميل عن الشمس بينما يبعد بلوتو حوالي 5 مليار كيلومتر عن الأرض.
ويبلغ عرض الكوكب القزم بلوتو حوالى 1400 ميل وهذا يقدر بحوالى نصف عرض الولايات المتحدة، أو ثلثى عرض قمر الأرض كما أن مساحة سطحه هى تقريبا نفس مساحة روسيا أو أقل قليلا وتبلغ مساحة كوكب بلوتو حوالى 16.6 مليون كيلومتر بينما تبلغ مساحة روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة حوالي 17.1 مليون كيلومتر والمذهل أن كوكب بلوتو دورة واحدة حول الشمس كل 248 عام.
وكوكب بلوتو شديد البرودة لدرجة أنه استحالة الحياة علي سطحه و تتراوح درجة حرارته بين - 228 و - 238 درجة مئوية ، حيث أن الكوكب الجليدى هو أحد أبرد الأماكن فى النظام الشمسي، ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكي وصلت المركبة نيو هوريزون إلى أبعد كواكب المجموعة الشمسية كوكب بلوتو وإلتقطت المركبة عدة صور مذهلة لسطح الكوكب القزم وكشفت الصور أن بلوتو به سهل ضخم على شكل قلب وجبال شاهقة وبراكين جليدية حيث أظهرت الصور جبال من البراكين على هذا الكوكب القزم تطلق مزيجاً سميكاً ورطباً من الماء والجليد بدلاً من أن تقذف حمماً بركانية.
ويمثل جبل رايت الذي يبلغ إرتفاعه حوالي 5 كيلومتر وعرضه 150 كيلومتراً أحد أشكال هذه البراكين أما حجمه فمشابه لبركان مونا لوا في هاواي، وهو أحد أكبر البراكين الموجودة على الأرض، وقد طورت وكالة ناسا عدة مركبات فضائية من بينها مركبة الفضاء نيو هورايزونز وهى المركبة التي في حلقت بالقرب من بلوتو لأول مرة في 14 يوليو عام 2015 في رحلة إستغرقت 9.5 سنوات بعد أن قطعت المركبة 3 مليارات ميل لتصبح المركبة الفضائية الأولى والوحيدة التي تمكنت من القيام بذلك وكانت قد إنطلقت فى 19 يناير 2006 وإستغرقت الرحلة تسع سنوات ونصف.
نيو هورايزونز هي أول مركبة فضائية أرسلت إلى كوكب بلوتو القزم الذي يبعد عن الشمس حوالي 4.7 مليار كيلو متر بينما يبعد بلوتو حوالي 5 مليار كيلومتر عن الأرض ومركبة نيو هورايزونز هي أول المركبات الفضائية التي تمكن العلماء بواسطتها دراسة بلوتو وأقماره وكذلك دراسة حزام كايبر المتكون من قطع ثلجية تحيط بالمجموعة الشمسية وأنطلق المسبار من الأرض في 19 يناير 2006 ووصلت كوكب بلوتو في 14 يوليو 2015 أي بعد تسعة أعوام ونصف تقريبا بعد إطلاقها.
وتعتبر مركبة نيو هورايزونز أكبر حجما وأكثر تكلفة من مركبة ديسكفري حيث بلغت تكاليف المهمة بما في المركبات الفضائية من أجهزة فحص ومركبة الإطلاق وعمليات البعثة وتحليل البيانات والتعليم والتوعية العامة حوالي 650 مليون دولار، وإستغرقت نيو هوريزون تسع ساعات فقط للوصول إلى مدار حول القمر حلقت المركبة نيو هورايزونز بسرعة 59400 كيلو متر بالساعة مما يجعلها أسرع آلية صنعها الإنسان حتى الآن.
وأصبحت في ديسمبر 2009 أقرب إلى بلوتو منها إلى الأرض وذلك على مسافة 3.436 مليار كيلومتراً من الشمس وتبعد عن الأرض مسافة 2 مليار كيلو متر، وكوكب بلوتو أحد كواكب المجموعة الشمسية ووصلت المركبة لأدنى مسافة من بلوتو في 14 يوليو عام 2015 على مسافة 12472 كم من سطح الكوكب بعد رحلة طويلة إمتدت لقرابة ال 10 سنوات.
وأتت مركبة نيو هورايزونز بكل هذه الطاقة للتحليق أكثر من تسعة سنوات في الفضاء حيث زودت المركبة الفضائية (المسبار) نيو هورايزونز بمولد نظائر مشعة يحتوي على 10.9 كيلوجرام من البلوتونيوم-238 من نوع GPHS-RTG ويحتوي هذا المولد على 18 وحدة كل منها يحتوي على 4 كبسولات في كل واحدة 151 جرام من أكسيد البلوتونيوم وقد قام مختبر لوس آلاموس الوطني التابع لوزارة الطاقة الأمريكية بإعداد الكابسولات وما فيها من أكسيد البلوتونيوم .
والخواص الإشعاعية للبلوتونيوم-238 تجعله يتحلل إشعاعيا مع إصدار حرارة كبيرة يمكن إستخدامها في إنتاج التيار الكهربائي بواسطة مزدوجة حرارية كهربائية وفي نهاية 2005 قام مختبر لوس آلاموس الوطني بتوريد بطارية البلوتونيوم إلى ناسا وتم وضعها في المركبة الفضائية نيو هورايزونز.