ألقي قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الثلاثاء كلمة طويلة وكان مضمونها يدور حول السلام، وذلك ضمن احتفالية عيد القديسين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان؛ وحضرت أعداد غفيرة للمشاركة في هذا الحدث.
كيف نصبح صانعي سلام إذن؟
طرح بابا الفاتيكان سؤالاً في كلمته قائلاً كيف نصبح صانعي سلام؟
وبادر بالإجابة:
أولاً من الضروري أن ننزع سلاح القلب. نعم ، لأننا جميعًا مجهزون بأفكار عدوانية وكلمات قاطعة، ونعتقد أننا ندافع عن أنفسنا بسلك الشكوى الشائك وجدران اللامبالاة الاسمنتيّة. إن بذرة السلام تطلب منا أن ننزع سلاح القلب. كيف؟ من خلال الانفتاح على يسوع الذي هو سلامنا؛ والمثول أمام صليبه الذي هو منبر السلام، وبنوالنا منه في الاعتراف المغفرة والسلام. من هنا نبدأ ، لأن كوننا صانعي سلام وكوننا قديسين، ليس من قدراتنا، وإنما هو عطيّة منه، إنه نعمة.
تابع قداسته قائلاً: «أيها الإخوة والأخوات، لننظر إلى داخلنا ولنسأل أنفسنا: هل نحن بناة السلام؟ هل نحمل حيث نعيش وندرس ونعمل التوتر والكلمات التي تجرح، والثرثرة التي تُسمِّم، والجدل؟ أم أننا نفتح درب السلام: هل نسامح الذين أساءوا إلينا ، ونعتني بالذين هم على الهامش، وهل نعالج بعض الظلم من خلال مساعدة الذين لديهم موارد أقل؟ هذا هو بناء السلام.
وأختمم متسائلاً هل من المناسب أن نعيش هكذا؟ ألا يعيش الخاسرون بهذه؟
لكن المسيح هو الذي يعطينا الإجابة: إن صانعي السلام "أبناء الله يُدعون": ربما في العالم قد يبدون في غير محلهم، لأنهم لا يخضعون لمنطق السلطة والتسلّط، ولكنهم في السماء سيكونون الأقرب إلى الله، والأكثر تشبُّهاً به. ولكن، في الواقع، حتى هنا يبقى المتنمر فارغ اليدين، بينما الذين يحبون الجميع ولا يجرحون أحداً ينتصرون: كما يقول المزمور، "إن العقب لإنسان السلامة"(راجع مز ٣٧ ، ٣٧).
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا العذراء مريم، سلطانة جميع القديسين، لكي نكون بناة سلام في حياة كلّ يوم.