معبد أبو سمبل أحد أشهر المعابد التاريخية في العالم، ولم يبحث علماء الآثار عن السبب الذى جعل الملك رمسيس الثانى ينشئ معبده الشهير فى أقصى جنوب مصر فى أبوسمبل، إذا كان هناك من يدعى أن قدماء المصريين كانوا يعبدون آلهة متعددة و أن مكان تلك العبادة هو المعابد، فلماذا يقوم الملك رمسيس الثانى بإنشاء مثل هذا الصرح المعمارى الفريد فى هذا المكان البعيد عن العمران أبوسمبل حيث عدد السكان قليل جدا وما زال عدد سكان أبوسمبل قليل جدا حتى يومنا هذا.
وتساءل العلماء هل من المعقول انشاء مثل هذا الصرح الذى يعتبر معجزة معمارية بكل المقاييس بهدف عبادة إله أو آلهة معينة فى منطقة ليس بها سكان أصلا اذا كان الهدف من انشاء المعبد هو عبادة إله أو آلهة، أليس من الأجدر اقامته فى ممفيس مثلا حيث عدد السكان أكبر و بالتالى عدد المنتفعين باستخدام المعبد فى العبادة سيكون أكبر، وهل يعقل أن تقام دار عبادة بمثل تلك الضخامة و الأبهة فى مكان شبه خالى من العابدين.
فموقع معبد أبو سمبل بالتأكيد يدحض تلك الفرضية و يفرض علينا أن نبحث فى اتجاه آخر غير العبادة، حيث كان المعبد فى مصر القديمة وثيقة لتسجيل علوم كونية ومحطة للتخاطب مع القوى الكونية باستخدام الهندسة المقدسة (sacred geometry) و النسبة الذهبية وعلم الفلك والدورات الزمنية الكبرى، ويقول المهندس البلجيكى روبرت بوفال: "كان المعبد فى مصر القديمة هو وسيلة للتعبير، والتعبير عن علاقة الانسان بقوى كونية ونرى ذلك واضحا فى معبد أبو سمبل حيث علاقة الانسان (متمثل فى شخص الملك رمسيس الثانى) بكل من بتاح، رع-حور-آختى.
وكان بتاح هو القوة الكونية التى بدأت خلق الحياة على سطح الأرض و"آمين" هو العقل الكونى الخفى الذى منه جاء كل الخلق والذى يحرك كل الموجودات بينما يظل خفي، أما رع-حور-آختى فهو القوة الكونية التى تمكن الانسان من التحول من صورته المادية الحيوانية الى كائن الهى.