ذكر تقرير صحفي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن روسيا تسعى إلى تجنيد آلاف من القوات الأفغانية الخاصة التي كانت قد حاربت من قبل في صفوف القوات الأمريكية قبل انسحاب أمريكا من أفغانستان العام الماضي.
ويضيف التقرير الصحفي أن تلك المساعي تأتي في إطار صفقة بين الجانب الروسي والجنود الأفغان الذي فروا إلى إيران في أعقاب تولي حركة طالبان مقاليد الحكم في البلاد بحيث تضمن لهم موسكو عدم ترحيلهم إلى بلادهم مرة أخرى وبالتالي ضمان عدم تنكيل حركة طالبان بهم في حالة عودتهم مرة أخرى.
ويقول التقرير إن الجانب الروسي يسعى إلى ضم هؤلاء إلى فيلق يسمى "فيلق الأجانب" برواتب شهرية تصل إلى 1،500 دولار ووعود بتوفير الحماية لهم من العقوبات التي تنتظرهم حال عودتهم إلى أفغانستان والتي قد تصل إلى عقوبة الإعدام.
ويضيف التقرير أن تلك المساعي من جانب روسيا تأتي في أعقاب تحذيرات أمريكية على مدار الشهور القليلة الماضية من أن حركة طالبان تحاول جاهدة الوصول إلى هؤلاء الجنود الأفغان الذين حاربوا في صفوف القوات الأمريكية للقضاء عليهم.
وينوه التقرير بتصريحات ضابط المخابرات الأمريكية المتقاعد "مايكل مولري" التي يؤكد فيها أن القوات الأفغانية الخاصة تتمتع بقدرات قتالية عالية ومهارات فائقة، مشيرا إلى أنه لا يود أن يرى هؤلاء الجنود يحاربون مع الجانب الروسي ضد القوات الأوكرانية.
ويستطرد التقرير الصحفي بأن تفاصيل تلك الصفقة عرفت طريقها إلى مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الأسبوع الماضي عن طريق مصادر أمنية وعسكرية أفغانية رفضت ذكر اسمها، مشيرا إلى أن تلك المساعي الروسية تأتي في أعقاب إحراز القوات الأوكرانية بعض الانتصارات العسكرية في ميدان القتال على مدار عدة أسابيع تمكنت خلالها من استرداد أجزاء من المناطق التي كانت القوات الروسية قد استولت عليها في بداية العملية العسكرية هناك في أواخر فبراير الماضي.
وأضاف أن تلك المساعي تأتي أيضا في إطار جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز القوات الروسية في أوكرانيا من خلال تعبئة جزئية والتي كان قد أعلن عنها منذ عدة أسابيع بهدف ضم 300،000 مجند للقوات الروسية في أوكرانيا.
ويوضح التقرير في الختام أنه لم يصدر أي تعليق من جانب وزارة الدفاع الروسية حول التقارير الواردة بهذا الشأن بينما وصف المتحدث الرسمي لرجل الأعمال الروسي "يفجيني بريجوجين" المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، الفكرة بأنها "سخيفة ولا تعدو كونها هراء".