وسط حالة الإصرار داخل مصر بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة خلق فرص الاستثمار وتحقيق أعلى معدلات اقتصادية وزيادة الصادرات المصرية للخارج، كانت أفكار الشباب المصري تحكي عن قصص نجاح كبيرة في مجالات مختلفة وبمبادرة ناجعة لحياة أفضل، خلال فعاليات القمة العربية لريادة الأعمال بالأردن.
وتحت شعار "فرص عابرة للحدود"، انطلقت هذه القمة التي تنظمها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالتعاون مع المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، بمشاركة شباب مصري يعرض أفكاره ومشروعاته ليعبر عن فرص الاستثمار في مصر في ظل مناخ استثماري يحظى ببيئة جاذبة للاستثمار العربي والأجنبي في مختلف القطاعات.
تهدف القمة التي تتضمن 20 جلسة رئيسية و10 فعاليات جانبية، إلى مساندة ومساعدة المشاريع الصغيرة والمتوسطة العربية في الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، والتعامل مع مصادر التمويل المتنوعة، والاستفادة من الشبكات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى زيادة قدرتها على التوسع العالمي.
وتعد القمة، التي تشارك مصر فيها عبر الجهاز التنفيذي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، ممثلا في نائب المدير التنفيذي للجهاز المهندس طارق شاش، منبرا إقليميا يجمع بين القادة الوطنيين والدوليين من القطاعين العام والخاص للدعوة إلى وضع سياسات واستراتيجيات شاملة تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي.
شارك نحو 600 مشارك يمثلون عددا من الوزراء الاقتصاديين في الدول العربية ومدراء الهيئات الاقتصادية الرسمية وخبراء اقتصادين ورواد الأعمال وأصحاب الاستثمارات والأعمال التجارية، بالإضافة إلى الخبراء الاقتصاديين وممثلي المنظمات الحكومية الدولية والمجتمع المدني في مختلف الدول العربية والأجنبية.
وعلى هامش هذه القمة، أقامت الجهات المنظمة، معارض تضم العديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية لعرض الأفكار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة كنماذج ناجحة استطاعت أن تواجه التحديات الاقتصادية والعالمية وحققت المعادلة الصعبة بالاستمرار ومواجهة تلك الموجات العاتية من الصدمات الاقتصادية التي تواجه العالم وليس دولة وأصبحت عابرة للحدود.
وخلال جولة لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، بهذه المعارض، كان العلم المصري حاضرا معبرا عن أفكار وطموحات الشباب المصري الذي عبر بأفكاره ومشروعاته الحدود وشارك في هذه المحافل الإقليمية والدولية، برسالة مصرية للعالم مفادها: "عفوا الشباب المصري يشارك باقتدار وينافس باحترام".
الدكتور رامي حمادي مدرس مساعد بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، هو أحد المشاركين بفكرة جديدة، ابتكرها عبر استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي أو الـ mented reality technology واستخدامها في المتاحف وبالأخص المتحف المصري.
حمادي، قال في تصريح لـ"أ ش أ"، إنه يهدف في المقام الأول إلى الترويج للآثار المصرية حول العالم من خلال استخدام هذا الابتكار ليكون شاهدا على أن أبناء الفراعنة مازلوا يبدعون وأن الآثار المصرية كانت نتاج فكر وإبداع من المصري القديم الذي مازال في جعبته الكثير.
وأضاف حمادي، أن البرنامج يعمل بارتداء الزائر للمتحف نظارة الواقع الافتراضي على الرأس وتظهر له الآثار قطعة قطعة وكأنه يتحدث معها، بل وتتجول معه وتحكي له عن التاريخ، موضحا أن نظارة الواقع الافتراضي المستخدمة من إنتاج شركة مايكروسوفت في العام ٢٠١٦، وتحتوي على عدسات للخداع البصري تظهر لمن يرتديها "هولوجرامات ثلاثية الأبعاد"، وكأنها كائنات حقيقية.
وأعرب عن أمنيته أن تتعمم تجربته في كافة المتاحف المصرية والمنشآت السياحية لتكون مواكبة لأحد أساليب العرض العالمية ولتكون رسالة للعالم بأن التكنولوجيا المصرية لا تقل قدرة وقوة عن العالم.
وبجوار العالم الافتراضي، الذي يظهر المتاحف المصرية أمام الزائرين لمعرض قمة ريادة الأعمال العربية بالأردن، كانت مبادرة "كلمني إشارة" وهى مبادرة مصرية خالصة عبر منصة مصرية أيضا بأفكار شباب مصري واجهت التحديات والأزمات بالإصرار على النجاح وعبور الحدود.
المهندس أحمد فتحي، مؤسس مبادرة "كلمني إشارة"، قال لـ"أ ش أ"، إن المبادرة هي أحد مخرجات مبادرة وزارة التخطيط "كن سفيرا"، إذ تم ترجمة 17 هدفا بلغة الإشارة لأول مرة في مصر والوطن العربي، تركز أغلبها على أهداف التنمية المستدامة وهي القضاء على الفقر والتعليم الجيد والدمج والمساواة والابتكار.
ولفت إلى أن مبادرة "كلمني إشارة" تحتوي على 3 اختراعات تساعد على الإتاحة لذوي الهمم، وبها براءات اختراع نهائية تصلح للتصنيع فورا ومنها كرسي متحرك يصلح للعمل مباشرة، مشددا على ضرورة تقديم الدعم لمثل هذه المبادرات لأنها نموذج لمساعدة فئة كبيرة من مواطني العالم.
الباحثة إسراء النحاس، إحدى مؤسسي مبادرة "كلمني إشارة"، أكدت لـ"أ ش أ"، أن المبادرة تعد أول كيان يقدم خدمة سريعة وتوعوية لأصحاب إعاقة التخاطب، مشيرا إلى أن العالم لديه ملايين من هذه الفئة ويجب العمل على مساعدتهم.
ونوهت إلى أن فريق عمل المبادرة، على استعداد تام للمساهمة والمساعدة مع الجهات الحكومية المحلية والدولية لتطوير هذه المبادرة وتقديم المزيد من الخدمات لهذه الفئة، معربة عن أمنيتها أن تتوسع هذه المبادرة داخل مصر ويكون لها العديد من المساهمات كالتي تقدمها مع وزارة التربية والتعليم لأننا في خدمة إنسانية في المقام الأول.
وأكدت أن التحديات والأزمات الراهنة وخصوصا التحديات المناخية تحتم علينا جميعا، أن نتحرك سريعا لمواجهة هذه الأزمات عبر سلاح الوعي، مناشدة كافة الجهات في مصر مساعدة المبادرة على الانتشار.
وانطلقت الأحد الماضي في العاصمة الأردنية عمان فعاليات القمة العربية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، بمشاركة عدد من الوزراء العرب العاملين في قطاع الأعمال وتطوير المشاريع.
وحضر رئيس مجلس الوزراء الأردني بشر الخصاونة نائبا عن الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأردني والتي تعقد القمة تحت رعايته، الجلسة الافتتاحية.
وتهدف القمة إلى التعامل مع مصادر التمويل المتنوعة، والاستفادة من الشبكات الإقليمية والدولية، وزيادة قدرتها على التوسّع، في ظل تحديات تواجه هذه المشاريع خلال السنوات الأخيرة، وبات من الضروري التغلب عليها عبر إتاحة فرص جديدة، ووضع هذه المشاريع على مسار من النمو والازدهار.