انتخب سينودس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في دورته التي انعقدت في دير سيدة النجاة بالشرفة البطريركي في لبنان في الفترة من 17 إلى 22 يوليو 2019، الأب فراس دردر، كاهن السُريان الكاثوليك في الأردن، مطرانًا نائبًا بطريركيًا على البصرة والخليج العربي، وقد ثبّت قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان هذا الانتخاب اليوم الخميس 10 سبتمبر 2020.
وفي زيارته إلي مصر لحضور حفل مراسم تنصيب المطران إيلي ورده علي إيبارشية الأقباط السُريان الكاثوليك بمصر، انفردت «البوابة نيوز» بإجراء حوار صحفي معه فذهبت إليه في كاتدرائية السُريان الكاثوليك بحي الضاهر وجدته في ريعانه لم يتجاوز الخمسين من عمره مرتديًا زيه الكهنوتي مملوء وجه بالابتسامة الخلابة مضيافًا لزائريه مُرحبًا بكلماته العفوية، وإلى نص الحوار..
* حدثنا عن نفسك؟
- أنا من مواليد قره قوش بنينوى، العراق في 1975، وتلقيت فتره الابتدائيّة في مدرسة قره قوش الأولى، وفترة الإعدادي في مدرسة ضرار ابن الأزور في بغداد، والثّانويّة في مدرسة نبوخذ نصّر في بغداد، حيث حصلت على شهادة الثانوي- الفرع الأدبيّ «1994»، والجامعيّة في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد وحصلت علي شهادة الإجازة في الفنون الجميلة في عام 1997.
ثم دخلت إكليريكيّة سيّدة النّجاة بلبنان «2004»، وتابعت دراستي الفلسفيّة في معهد القدّيس بولس بحريصا، واللاهوتية في كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس بالكسليك، وحصلت علي شهاده في الفلسفة واللاهوت «2008»، كما تابعت الدّراسة لسنتين في اختصاص الإعلام الكنسيّ في جامعة «الصليب المقدس» في روما.
* كيف تمت رسامتك فيما بعد؟
- سُيمت شمّاسًا إنجيليًا في 2008، ثمّ سُيمت كاهنًا في 30 إبريل 2009، علي يد المطران باسيليوس جرجس القسّ موسى، وذلك بتفويض خاص من البطريرك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، في كنيسة الطاهرة الكبرى في قره قوش.
* العراق دولة متعددة الطوائف كيف حال المسيحيين بها؟
- الموصل كانت منبع المسيحيين، وهي لأول مرة في تاريخها خالية من مسيحييها بسبب المجموعات المسلحة التي تصادر البيوت، وتجبر ساكنيها على اعتناق الاسلام أو دفع الجزية، فالموصل أصبحت خالية، و٦٠ عائلة مسيحية فقط بقيت في الموصل، بينما العائلات الأخرى هجرت إلى المناطق المحيطة بالموصل والتي تحميها القوات العراقية وقوات البشرمكة الكردية، وهذه المناطق يهددها الخوف وهي مناطق متنازع عليها بين كردستان وبغداد، حيث الأمان متذبذب، والخدمات سيئة لأن يحسد عليها أبدًا.
* أين ذهب هؤلاء المهاجرين؟
- معظم الناس هجروا إلى الأردن ولبنان وتركيا للانتظار قبولهم إلى بلد ثالث عن طريق الأمم المتحدة أو إحدى السفارات، لأن الوضع السياسي من سيء إلى أسوأ، ولا حلول في الوقت الحالي، والكنيسة هي الملجأ الوحيد لهم للعائلات المسيحية التي بقيت في سهل نينوى في الموصل.
* العراق فيه الغالبية العظمى من أبناء الكنيستين الكلدانية والسُريان الكاثوليك، ما وضع الكلدان وعدد أبرشياتهم؟
- الأبرشيات الكلدانية الكاثوليكية في العراق عددهم مضاعف للسُريان الكاثوليك، وهم يشكلون القسم الأكبر من المسيحيين العراقيين، ويقطن غالبيتهم في بلدات الموصل وعموم شمال العراق، مثل تكليف وباطنايا وتلسقف والقوش وعينكاوا، كما أن لهم حضورا أيضًا في بغداد، ويبلغ عدد أبرشياتهم ما يقارب السبعة تقريبًا.
* ماذا عن عدد السُريان وأيبارشيتهم؟
- أبرشيات السُريان الكاثوليك هما أبرشية السريان الكاثوليك في بغداد، وفي الموصل وفي الكردستان وفي البصرة، أربع أبرشيات.
ويقطن معظم سكان أو أبناء كنيستنا في منطقة قرة قوش، وفيها حوالي ٢٥ ألف نسمة، وتعتبر اليوم أكبر تجمع مسيحي في العراق، وعلى مقربة من بلدة بغديدا حوالي ١٧ كم يف دير عريق يرجع للقرن الخامس الميلادي اسمه دير مار بهنام، وهو عامر حتى يومنا وفيه رهبان، يحتوي على مخطوطات ثمينة ترجع البعض منها إلى القرن الخامس والسادس الميلادي.
* كيف رأيت زيارة البابا فرنسيس للعراق؟
- زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، هي الزيارة البابوية الأولى إلى العراق وهي أول زيارة لبابا روما، واستغرقت أربعة أيام، ووصل البابا فرنسيس إلى مطار بغداد الدولي من مطار العاصمة الايطالية روما يوم 5 مارس 2021 وغادر بغداد يوم 8 مارس 2021 وسبق الزيارة تحضيرات رسمية وشعبية كل تلك الأحداث عاشتها العراق في سلام تام وخاصة زيارته للمسلمين سواء سُنة أو شيعة فكانت زيارة رائعة جدًا.
* هل زيارة البابا فرنسيس إلى العراق أثمر عنها تعايش سلمي؟
- لسنوات طويلة اعتادت وسائل الإعلام على نقل صور الموت والدمار والتفجيرات والدماء والسبي والخطف من العراق، البابا فرنسيس زيارته إلى العراق كانت بمثابة رحلة حج لكون أرض العراق هي أرض مقدسة للأديان السماوية وخاصه مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار جنوب العراق حيث مسقط رأس النبي إبراهيم، وكانت زيارته إلى العراق حظيت بأهمية كبيرة في العراق حيث أعلن الكاظمي يوم لقاء السيد علي السيستاني والبابا فرنسيس يومًا وطنيًا للتسامح والتعايش في العراق، وأتت الزيارة في وقت يشهد العراق فيه تحديات أمنية، وصحية بسبب انتشار جائحة كورونا في العالم.
* ما رأيك في البلدان المتعددة الأديان؟
- أنا أرى في نفسي شيئًا مهما لابد من أن يراه الجميع وهو الوئام والانسجام بين أتباع الديانات والتعايش المشترك بينهما لأن ذلك هو السبيل الوحيد لنهوض البشرية وتقدمها، والطريقة المُثلى لمواجهة التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم وخاصة العراق ولبنان.
* لماذا لا يوجد «كاريتاس» في البصرة؟
- في البداية دعينا نُعلم البعض أن جمعية كاريتاس الدولية هي تقوم بتقديم المشورة الفردية والجماعية والدعم النفسي الاجتماعي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، والمحتاجين وهناك أدوية وصرف الأجهزة التعويضية والمواد والمستلزمات التي تعمل على تحسين جودة الحياة ولكن البصرة خالية تمامًا من كاريتاس وهذا لأننا مدينة البترول والأمور المالية مُيسرة هنا إلي حد ما فـ«كاريتاس» تقوم بمهامها في بلدان أخري لكن البصره لا، فيعتبروننا أغنياء، ولكن من يزور البصرة أو المناطق الجنوبية لوجدها أردأ الأماكن للعيش في العراق.
* كيف ترى أحوال المسيحيين في مصر؟
- أنا أرى أن مصر حققت مؤخرًا لأبنائها المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات بين جميع الفئات دون نظر إلى دين أو جنس أو عرق، وهذا التلاحم والتناغم جعل الإدارة السياسية والسلطات التنفيذية تتسم بسيادة القانون، وتنظيم العلاقات بين كافة المواطنين دون تحيز أو تمييز.
والرئيس السيسي رجل عظيم قاد دولته في حقبة مُرة وقاسية فقد كثير من أبنائه فهو أب للجميع فودع بيديه شهداء كُثر ولكنه لم يُهزم بل ذلك الألم جعله حريصا أكثر على الدخول بمصر فى عهد جديد من المواطنة والمساواة، وبدأ عهده بحب وتسامح وتآخي ووحد المصريين على هدف واحد هو إعلاء مصلحة الوطن فوق أى اعتبار.