تنطلق اليوم الثلاثاء أعمال القمة العربية الحادية والثلاثين والتي تعقد في الجزائر تحت عنوان لم الشمل.
ومن المقرر أن يناقش زعماء القمة استراتيجية الأمن الغذائى العربى والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والسودان والصومال ودعم لبنان إضافة إلى القضية الفلسطينية والتدخلات الإقليمية في شئون الدول العربية.
وواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم التشاورية أمس الاثنين، لليوم الثالث على التوالي للتحضير لأعمال القمة.
وأكد المستشار جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه تم خلال اجتماع وزراء الخارجية التوافق على جميع بنود جدول الأعمال، والتوصل إلىحلول توافقية تخاطب جميع الشواغل للدول العربية.
وأوضح رشدي في تصريحات صحفية له، أن التمثيل في القمة غدا «سيكون جيدًا وذا مستوى يؤشر لقمة ناجحة».
وحول مشروع القرار الخاص بالتدخلات التركية في الشؤون العربية والذي طرحته مصرخلال الاجتماعات التحضيرية للقمة، أكد «رشدي» أنه تم التوافق عليه بصيغة تجيب على الشواغل المصرية المتعلقة بالأمن القومي، وتم التوصل إلى حلول توافقية تستطيعكل الدول العربية أن تتعايش معها.
أشار المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، إلى أن اجتماع وزراء الخارجية لم يشهد خلافًا حول الملف السوري، موضحًا أن الاجتماع الوزاري اعتمد كافة القرارات للمجالس الوزارية السابقة، وكان مطروح على المجالس الوزارية دائمًا بند وقرار متعلق بسوريا، وبالتالي الموقف المعبر عن الموقف العربي الموحد إزاء الأزمة السورية مستمر وتمت إعادة إقراره.
وردًا على سؤال حول مناقشة وزراء الخارجية عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية مرةأخرى، قال «رشدي» إنه لم يُناقش هذا الموضوع.
فيما أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أهمية القمة العربية المقبلة التي ستستضيفها الجزائر برئاستها غدا الثلاثاء في لم الشمل العربي ومواجهة التحديات والضغوط والتهديدات التي تواجهنا جميعا، والتي تقتضي إزالة كافة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة إزاء مختلف القضايا في المنطقة، مشددا على أن القمة ستعطي دفعة مهمة للموقف الفلسطيني وتتخذ قراراتٍ لتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم.
وحول أهمية اجتماع القادة العرب في هذا التوقيت وما له من أهمية خاصة لا سيما وأن القمة العربية لم تلتئم منذ عام 2019، قال أبو الغيط: "إن القمة العربية هي الآلية الأهم في منظومة العمل العربي المشترك، فهي التي تضع الاستراتيجية العامة وتصوغ الرؤيةالكُلية، وبحيث يتحرك العمل العربي بفاعلية في كافة مساراته المعروفة، ولهذا فإن الحرص على دورية انعقاد القمة يعد عنصرا جوهريا في عمل الجامعة العربية"، مشيرا إلى أن القمة العربية تعطلت لظروف خارجة عن الإرادة جراء جائحة كورونا، وقد عملت الأمانة العامة للجامعة العربية بشكل وثيق مع الجانب الجزائري عبر الشهور الماضية.
وأضاف أبو الغيط في تصريحات صحفي عن الأزمة الليبية، أن هناك جهودا عربية محمودة لمساعدة الأطراف الليبية على إجراء الحوار المطلوب، سواء من جانب مصر ودولأخرى.. وهدفنا جميعًا هو الحفاظ على وحدة ليبيا، والعمل على توحيد مؤسساتهاالأمنية والسياسية، والحيلولة دون مفاقمة الانقسام".
وردا على سؤال حول الأزمة السورية واستمرارها بما يمثل نقطة ضعف لمنظومة الأمن القومي العربي.. والحديث عن عودة مقعد سوريا للجامعة العربية، قال أبو الغيط: "ما رصدته خلال الشهور القليلة التي سبقت القمة هو أن التوافق العربي لم يتحقق بعد في شأن عودة سوريا للجامعة.. التوافق في هذا الأمر مطلوب، لأننا لا نريد أن تكون عودة سوريا موضوعًا خلافيا تنقسم الدول العربية بشأنه".
ويعاني العالم العربي فجوة غذائية هائلة، قد تكون هي الأكبر بين مناطق العالم المختلفة، وهناك حاجة لحشد الإمكانيات العربية، وهي كبيرة ومتنوعة، من أجل تعزيزالأمن الغذائي العربي وفق استراتيجية واضحة وشاملة وطويلة الأمد.
وتابع: "هناك من جانب آخر حاجة ملحة للتعامل مع الأوضاع الطارئة الخطيرة من انعدام الأمن الغذائي، كما هو الحال في الصومال الذي عانى أربعة مواسم جفاف متوالية، ويقف نحو نصف سكانه - أي سبعة ملايين إنسان- على شفا المجاعة".
وردا على سؤال حول مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للعالم العربي وجهود كسر الجمود الحالي في عملية السلام، قال أبو الغيط إن ما نرصده اليوم هو حالة من التصعيد الخطير في الأراضي المحتلة جراء إمعان الاحتلال الإسرائيلي في سياسة القتل والقمعوالتنكيل والإغلاق، ونرى على الجانب الآخر، صمودًا هائلًا من الطرف الفلسطيني، وتفعيلًا لأساليب النضال السلمي من الإضراب وغيره، منبهًا إلى أن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار، ومرشحا للمزيد من التدهور.
وأضاف: "إذا كان الطرف الإسرائيلي يتصور أن الحل الأمني أو ما يُعرف بالسلام الاقتصادي تمثل بدائل عن إطلاق عملية سلمية جادة تقود إلى إنهاء الاحتلال، فهو مخطئ في حساباته، وسوف تؤدي هذه السياسات الإسرائيلية، التي تتبع أجندة يمينية شديدة التطرف، إلى المزيد من اشتعال الوضع".
وأكد أن العالم كله مطالب بالدفاع عن حل الدولتين، ليس فقط بالكلام والخطب كما نرى، ولكن بالضغط على إسرائيل لكي تُقدم أفقًا سياسيًا للفلسطينيين على أساس محددات هذا الحل التي تحظى بالإجماع الدولي، وبما يُفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال أبو الغيط إن البديل لحل الدولتين هو حل الدولة الواحدة الذي أرى أن إسرائيل-لغرابة الأمر- تدفع الأمور في اتجاهه بسياساتها العنصرية، وأظن أنها ستكون أولا الخاسرين إذا اختفى حل الدولتين من الأجندة.