تتأهب مصر وتستعد حاليا لاستضافة الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022، خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022 والذي يقام في شرم الشيخ.
وقال دكتور عمرو السماك، أستاذ كلية علوم جامعة الإسكندرية، ورئيس جهاز شؤون البيئة سابقا، واحد المسؤولين بمبادرة بلدنا تستضيف cop27، أن منظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية لهما دور كبير وفعال في إنجاح مؤتمر شرم الشيخ حيث إن هناك فرصة كبيرة لتعزيز مشاركة المجتمع المدني؛ منوها الى ان « بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27» هو عنوان المبادرة الوطنية التي أعلنت عنها جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة رسميًا خلال الاحتفال باليوم الوطني للبيئة خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير 2022.
ولفت السماك إلى أن المكتب العربي للشباب والبيئة يستهدف من هذه المبادرة حشد أكبر عدد من الشركاء من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والجامعات، إضافة إلى السلطات المحلية في مختلف المحافظات، مشيرًا الى أن هذه المبادرة تعد هي الأولى من نوعها للمجتمع المدني في مصر، في إطار التحضير للقمة بهدف تعزيز دور المشاركة المجتمعية والمؤسسات المعنية، وزيادة البنية المعرفية بأهم المحاور التي ستركز عليها مصر خلال المؤتمر، في ضوء توصيات قمة المناخ السابقة، ومحاولة الوصول الى بلورة موقف موحد للمجتمع المدني، بالإضافة إلى عرض قصص نجاح المنظمات غير الحكومية في الحد من تداعيات التغيرات المناخية.
وأوضح السمّاك في تصريح خاص" البوابة نيوز"، أن أهم أهداف المبادرة يتمثل في التوعية بالقضايا التي سيتم طرحها على قمة المناخ 27-COP، في ضوء ما أسفرت عنه القمة السابقة في جلاسجو بالمملكة المتحدة في نوفمبر 2021 26-COP، ضمن أهداف المبادرة الوطنية «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، بالإضافة إلى التوعية بقضايا البيئة إبراز أهمية الدور المجتمعي والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات والأفراد بشأن ما يجب عليهم ويمكنهم القيام به من أجل إنجاح هذه القمة.
ونوه بانه تم عمل خطوات تتعلق بالدعم الفني واللوجستي، وقد حظيت المبادرة برعاية من وزارة التضامن الاجتماعي، حيث انطلقت فعاليات المبادرة اثناء إحتفالية يوم البيئة الوطني، والذي نفذته جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة في السادس والعشرون من شهر يناير 2022 بحضور كبير من ممثلي الجمعيات الاهلية والخبراء والاكاديمين والمتخصصين وممثلو للجهات الحكومية المعنية (وزارات التضامن الاجتماعي – التربية والتعليم – البيئة - الخارجية) بالإضافة الى عدد كبير من ممثلي الاعلام البيئي، والذي تم فيه طرح عرض وافي لفكرة المبادرة وأهدافها وكيفية تأسيسها على جميع المشاركين.
وأضاف السماك، أن المبادرة اشتملت كذلك على الإعلان عن فكرة "ميثاق شرف مواجهة التغيرات المناخية" والذي يهدف الى الدعوة إلى عدد من الممارسات الإيجابية، منها عدم قطع الأشجار، والعمل على زيادة أعدادها، وعدم الإسراف في استخدام المياه، والحفاظ على مياه نهر النيل نظيفة، وعدم حرق المخلفات، والتخلص منها عبر الطرق الآمنة بيئيا، بالإضافة إلى الدعوة لترشيد استهلاك الطاقة، وتبني استخدامات مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة الجهات.
وأوضح أنه جرى إعداد خريطة مدنية لجميع محافظات الجمهورية حيث قام فريق عمل المبادرة بإختيار جمعية اهلية من داخل كل محافظة، وذلك طبقا لمعايير محددة أهمها أن تكون للجمعية المستهدفة الصفة القانونية السليمة وصاحبة خبرات في مجال العمل البيئي عامة والتغيرات المناخية خاصة، وان يكون لديها القدرة كذلك على الوصول مع الجهات المحلية المعنية داخل المحافظة.
كما أنه تم اعداد خطابات رسمية موقعة من المكتب العربي للشباب والبيئة والجمعية الرئيسية بكل محافظة وتوجيهها إلى المسئولين من الشركاء المحليين بكل محافظة بغرض تعريفهم بفكرة المبادرة واهدافها ودعوتهم لترشيح ممثل لهم داخل المنصة المحلية بالمحافظات.
وأكد على أهمية قيام كل منصة محلية من محافظات الجمهورية بتيجة تأثيرات التغيرات المناخية بالإضافة الى اقتراح مجموعة من المشروعات والأنشطة اللازمة للتكيف مع هذه التأثيرات او التخفيف من حدتها، وذلك في إطار وضع مسودات لخطط تنفيذية مقترحة، كما تم دعوة المنصات الى تنفيذ مجموعة من الانشطة التوعوية في سياق عمل المبادرة وبجهودهم الذاتية داخل محافظتهم.
وتستضيف مدينة شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر بجنوب سيناء، قمة المناخ 2022، في الفترة بين 6 نوفمبر و18 نوفمبر المقبل، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
هذه القمة هي السابعة والعشرون منذ دخول اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي حيز التنفيذ في 21 مارس 1994، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.
ويأتي مؤتمر المناخ بحضور 197 دولة من أجل مناقشة التغير المناخي، وما ينبغي أن تعتمده بلدان العالم من سياسات واستراتيجيات مستدامة لمواجهة الأضرار الناجمة عن التغييرات المناخية كالاحتباس الحراري، وزيادة الانبعاثات الكربونية وسبل معالجتها، بشكل عاجل.
وتسعى الدول المشاركة في مؤتمر المناخ 2022 للاتفاق على زيادة نسبة تخفيض معدلات انبعاثات الغازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون، بما يتماشى مع تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.