أثارت قرية الحطيب اليمنية حيرة الكثيرين، بسبب موقعها الجغرافي الذي جعلها ضمن الغرائب التي قد لا يصدقها عقل بشرى، حيث تعد القرية الوحيدة في العالم التي لا تسقط عليها الأمطار.
ويرجع ذلك نتيجة ارتفاعها الذي يصل إلى 3200 متر فوق سطح الأرض، حيث يتميز جوها بالدفء والاعتدال، ففي فصل الشتاء، يكون جوها بارد جدًا في الصباح الباكر، إلا أنه سُرعان ما يجعل شروق الشمس جوها دافئًا جميلًا وممتعًا.
وتعد قرية "الحطيب" التي تتميز بالتنوع بين الطابع المعماري القديم والحديث وسمات الريف والحضر، معقلا لطائفة البهرة أو "المكارمة" كما يُطلق عليهم في المجتمع اليمني، ويبلغ عددهم ٤٤٠ نسمة.
ويمكن من خلال قرية الحطيب رؤية قمم جبالها لوحات ربانية جمالية غاية في الإبداع، حيث بُنيت على سفح جبل مرتفع جدا، إلى درجة أن السحب تجري والأمطار تتساقط من تحتها.
كما يبهر الناظر منظر ضباب يزحف ببطء ليُعانق تلك القرية المعلقة على صدور الجبال، حتى تتحول الى تحفه فنيه نادرة.
وبحسب روايات تاريخية، فقد كانت يومًا ما معقلًا لآل الصليحي الذين بنوها في القرن الحادي عشر الميلادي لحماية أنفسهم من هجمات العدو.
كما تشتهر قرية "الحطيب" منذ القدم بإنتاج أجود أنواع البن اليمني، حيث تُزرع أشجار البُن في وديانها، كما أنها تسقى من أنهارها وبالتالي ليس من الغريب أن تكون هذه المدينة من أهم المعالم السياحية والأثرية في اليمن.
