الزئبق الاحمر، المادة التي قتل بسببها المئات وانخدع بها الألوف والبداية من عام 1940 مع اكتشاف مقبرة أحد القادة العسكريين من الأسرة 27 في منطقة سقارة واسمه "آمون تف نخت"، كانت الغرفه مبعثرة ومهملة ويبدو انه تم دفن الميت على عجل، وداخل المقبرة تم العثور على تابوت مغلق يضم مومياء القائد، وحولها بقايا سوائل غامضة، لونها احمر وكانت شديده اللزوجة، وقام مكتشف المقبرة "زكي إسكندر" والذي كان مدير المعمل الكيميائي بمصلحة الآثار آنذاك ورافقه الكيميائي الإنجليزي "ألفريد لوكاس" بتجميع هذا السائل الأحمر اللزج داخل زجاجة صغيرة.
وضعت الزجاجة في المتحف المصري (في متحف الأقصر الآن)، ونشر لوكاس الكيميائي الانجليزي مقالا عن هذا السائل الغريب في الصحف الانجليزية وكأن الموضوع عاديا ثم في عام 1968 زار مصر عدد من العلماء الروس وزاروا جمال عبد الناصر وطلبوا منه السماح بدراسة المادة الحمراء اللزجة المكتشفة والموجودة بالمتحف المصري وكانوا اعلنوا انهم جاؤوا لمصر للبحث عن مادة سموها الزئبق الأحمر.
وكان قبل ذلك بسنة او اكثر احد الصحافيين الانجليز نشر تقرير سرى عن مسئول روسى يقول فيه: "ان وكالة (دوبنا للابحاث النووية) اكتشفت مادة تبلغ كثافتها 23 جرام، ويتم استخدامها بدل اليورنيوم الذى يبلغ كثافتة 20 جرام فقط وبالتالى يمكن صنع قنبلة ذرية بسرعة عالية وبطريقة افضل من المعتادة بتلك المادة الجديدة افضل من مادة اليورنيوم فأخدث التقرير ضجة فى اوربا، وربط العالم زيارة العلماء الروس لمصر بهذه المادة اللزجه الحمراء، وشاعت الاخبار والشائعات عن الزئبق الأحمر.
وحلل الروس هذه المادة ولم يجدوا سوى “ملح النطران، نشازة الخشب، رانتج صمعى، دهون عطرية، لفائف كتانية، وترنتينا”، ونتيجة لتحنيط المومياء داخل التابوت نفسه فبسبب غلق التابوت بأحكام أدى هذا الى تفاعل بين الجسدومواد التحنيط وهذا التفاعل نتج عنة سوائل ادمية دم مع محلول صابونى وماء واملاح وانسجة رقيقة مما ادى الى هذا السائل اللزج ولكن الخبر قد انتشر في مصر وجدوا الزئبق الأحمر في تابوت احد المومياوات وحدثت محاولات كثيرة لسرقة هذه الزجاجة، فأمر جمال عبد الناصر بغلق الزجاجة وختمها بالختم الجمهوري وايداعها في المتحف.