كتب - توفيق رجب
أثار قرار روسيا بتعليق مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود" مخاوف عالمية من رفع الأسعار والتسبب في أزمة غذائية، وهو الاتفاق الذي أبرم بوساطة الأمم المتحدة للسماح بمرور آمن للسفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية.
من جهته حذر الرئيس الأميريكي جو بايدن من أن الجوع العالمي قد يزداد بسبب تعليق اتفاق تصدير الحبوب، متحدثا في ويلمنغتون بولاية ديلاوير "إنه أمر مشين حقا.. ليس هناك أي ميزة لما يفعلونه.. تفاوضت الأمم المتحدة على ذلك الاتفاق، وقد تكون هذه نهاية له".
جاءت تصريحات بايدن بعد ساعات من إعلان روسيا أنها ستوقف على الفور مشاركتها في الاتفاق، بزعم أن أوكرانيا شنت هجوما بطائرات مسيرة السبت على سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود قبالة سواحل شبه جزيرة القرم المحتلة. ونفت أوكرانيا الهجوم.
سمحت مبادرة الحبوب لأكثر من 9 ملايين طن من الحبوب في 397 سفينة بمغادرة الموانئ الأوكرانية بأمان منذ توقيعها في يوليو. كان من المقرر تجديدها في أواخر نوفمبر.
نجح اتفاق الحبوب في خفض أسعار المواد الغذائية عالميا، لتتراجع بنحو 15 بالمئة عن ذروتها في مارس، وفقا للأمم المتحدة.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القرار بأنه متوقع، وقال إن روسيا تعمدت تفاقم أزمة الغذاء منذ سبتمبر. كما قال إن نحو 176 سفينة محملة بالحبوب ممنوعة حاليا من الإبحار من موانئ أوكرانيا.
أثار الموقف الروسي إدانة دولية. فقد حث منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، روسيا على التراجع عن قرارها، وذلك في تغريدة نشرها الأحد.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث، باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية على اتصال بالسلطات الروسية، ومن المهم أن تمتنع جميع الأطراف عن أي عمل من شأنه إعاقة مبادرة الحبوب.
ووفقا لدوجاريك: أن الأمين العام أنطونيو جوتيريش "يواصل إجراء اتصالات مكثفة تهدف إلى إنهاء تعليق روسيا مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود"، وقال، إن هذه الاتصالات تهدف أيضا إلى استئناف وتنفيذ مبادرة تشجيع تصدير المواد الغذائية والأسمدة من أوكرانيا، وكذلك إزالة العوائق المتبقية أمام تصدير المنتجات والأسمدة الروسية.
ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى بذل كل ما هو ممكن للحفاظ على الاتفاق المتصل بتصدير الحبوب الأوكرانية.
كما دعا حلف شمال الأطلسي (الناتو)، روسيا إلى إعادة النظر في قرارها وتجديد اتفاق الحبوب الأوكرانية بشكل عاجل.
تفاصيل الأزمة
كانت روسيا قد أرجعت قرارها بالانسحاب من اتفاق الحبوب إلى استهداف الأسطول الروسي في البحر الأسود بشبه جزيرة القرم.
وفي يوليو الماضي، وقعت روسيا وأوكرانيا في إسطنبول على اتفاقية برعاية الأمم المتحدة وتركيا، تتيح لأوكرانيا إعادة فتح موانئها على البحر الأسود من أجل تصدير الحبوب، بما يسمح بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب العالقة في أوكرانيا بسبب الحرب.
ونص الاتفاق على إنشاء ممرات آمنة للسماح بإبحار السفن التجارية في البحر الأسود، وتصدير ما بين 20 و25 مليون طن من الحبوب.
لكن حتى 27 أكتوبر الجاري، تم تصدير أكثر من 9.2 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى بموجب الاتفاقية، وفقا للبيانات التي نشرتها الأمم المتحدة.
وكانت المدة الأولية للاتفاق بشأن الصادرات الأوكرانية هي 120 يوما من تاريخ توقيع الاتفاق الذي سمح بتمديده تلقائيا في 19 نوفمبر "إذا لم يعترض أي طرف".