بعد سيطرة أفلام الرعب على خريطة السينمات خلال الشهرين الماضيين، يشهد شهر نوفمبر العديد من الإصدارات المرتقبة لهذا العام، حيث تستعد كبرى استديوهات هوليوود والمنصات الرقمية لطرح مجموعة من الأفلام تزامنًا مع موسم الأعياد وكذلك التحضير لبدء انطلاق موسم الجوائز الكبرى مع وجود مشاريع لأسماء مخضرمة كـ«ستيفن سبيلبرج ولوكا جوادانيينو وأليخاندرو جونزاليس إيناريتو» وآخرين.
ومن أبرز الأفلام المنتظرة خلال نوفمبر، الجزء الثاني والمنتظر من فيلم الأكشن والمغامرة ضمن عالم مارفل السينمائي «Black Panther: Wakanda Forever» للمخرج رايان كوجلر، والمقرر عرضه في السينمات المصرية في التاسع من الشهر، ويعتبر الفيلم واحدًا من أهم الأعمال المرتقبة خاصة بعد وفاة بطله الممثل تشادويك بوسمان، قبل عامين، وعلى ما يبدو أنه سيكون بمثابة تكريم للممثل الشاب، وهو ما عكسته ردود الأفعال عقب العرض الخاص الأسبوع الماضي، ووصفه النقاد بـ«ملحمة صادقة».
ويستكمل الجزء الجديد مغامرات «واكاندا» مستكشفًا العديد من أسرار وشخصيات العالم، بجانب المصير الجديد المرتقب لهذه الأمة، ودارت أحداث الجزء الأول الذي صدر عام 2018، في إطار تشويقي حول شخصية «تشالا»، الذي يحاول الدفاع عن مملكته والتي تسمى «واكاندا»، من مجموعة من الأعداء داخل وخارج البلاد، ويشارك في بطولته: شادويك بوسمان، لوبيتا نيونجو، مايكل بى جوردن، أندى سيركس، مارتن فريمان، فوريست ويتكر، والقصة مستوحاة من قصص الكوميك بوك لـ«جاك كيربى وستان لي».
فيلم الدراما المستند حول وقائع حقيقية «She Said» للنجمة كاري موليجان، يُعد من الأفلام المنتظر صدورها خلال نوفمبر أيضًا، تزامنًا مع بدء محاكمة المنتج الأمريكي الشهير هارفي واينستين، والذي تدور أحداث الفيلم حوله، ومن المقرر طرحه بصالات السينما في 18 من الشهر.
وتستند أحداث الفيلم عن كتاب لـ«جودي كانتور وميجان توهي» الصحفيتين في صحيفة «نيويورك تايمز»، ويسرد رحلتهما في التحقيق بقضية المنتج السينمائي هارفي واينستين، وكشف فضائحه وجرائمه الجنسية، وسيسرد الفيلم كيف تجمعت خيوط القصة وسيستعرض الأحداث مثلما فعل فيلم «spotlight» الذي فاز بجائزة أوسكار عام 2015 وتناول تغطية صحيفة «بوسطن جلوب» للانتهاكات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية، وتشارك في بطولته إلى جانب موليجان، الممثلة زوي كازان، ومن إخراج ماريا شريدر.
ونشرت «توهي» و«كانتور» تحقيقهما الاستقصائي بشأن سلوك «واينستين» المزعوم في أكتوبر من العام الماضي، وفازت الصحفيتان بجائزة بوليتزر، أكبر جائزة صحفية أمريكية، إلى جانب رونان فارو الذي كتب عن «واينستين» في مجلة «نيويوركر».
وسيكون عشاق الرعب والكوميديا السوداء على موعد في الـ18 من نوفمبر، مع فيلم «The Menu» للمخرج مارك مايلود، ومن بطولة الممثلة الشابة آنيا تايلور جوي، وتدور أحداثه حول زوجان شابان يسافران إلى جزيرة نائية لتناول الطعام في مطعم حصري يسمى «Hawthorne»، يدير المكان الشيف الشهير «سلوويك»، الذي أعد قائمة فخمة في فن الطهي الجزيئي حيث يتم التعامل مع الطعام على أنه فن مفاهيمي، لكن أسلوبه في المطبخ له مفاجآت مروعة وقاتلة، ويشارك في بطولته هونج تشاو، وجانيت ماكتيير، وجوديث لايت، وجون ليجويزامو.
وفي الـ23 من الشهر، يطرح المخرج المخضرم ستيفن سبيلبرج، فيلمه الأحدث «The Fabelmans»، المتوج بجائزة مهرجان تورنتو السينمائي، والذي يفتتح أيضًا فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في 13 من نفس الشهر.
أحدث أفلام «سبيلبرج» تدور أحداثه في ولاية أريزونا الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية. إنه فيلم شبه سيرة ذاتية لحياة المخرج المخضرم من سن السابعة وحتى سن الثمانين، ووفق موقع «فارايتي» الأمريكي، يقدم الفيلم صورة شخصية عميقة للطفولة الأمريكية في القرن العشرين، عن اكتشاف شاب لسر عائلي محطم واستكشاف قوة الأفلام لمساعدتنا على رؤية الحقيقة حول بعضنا البعض وأنفسنا.
وكانت آخر أعمال «سبيلبرج»، فيلم الموسيقى «West Side Story» الذي صدر العام الماضي، وترشح لـ7 جوائز أوسكار، حصد منها جائزة وحيدة في فئة أفضل ممثلة مساعدة لبطلته آريانا ديبوس.
ومن بين الأعمال الأخرى المنتظر صدورها في 25 من الشهر، فيلم «The Son» للمخرج فلوريان زيلر، وهو استكمال لأحداث فيلم «The Father» للنجم أنتونى هوبكينز، والصادر قبل عامين، وسبق وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي في سبتمبر الماضي. في الفيلم الجديد، يرصد «زيلر» الذي يقوم بالإخراج وكتابة القصة أيضًا، حياة بيتر جاكمان الذي يرى حياته تنقلب رأسًا على عقب بعد أن تظهر زوجته السابقة مع ابنهما المراهق المنفصل.
وفي فيلمه السابق «The Father»، من بطولة أنتوني هوبكينز وأوليفيا كولمان، غاص «زيلر» داخل أعماق وحش يهز أركان العقل البشري وهو «الخرف» مستكشفًا جوانبه المظلمة والقاسية، ليس فقط في الجوانب المادية لهذا المرض الذي يجهل الكثيرون التعامل معه، بل أعطي الجمهور لمحة عن الطريقة التي قد يفكر بها أو يعمل بها عقل الشخص المصاب بالخرف.
وفاز الفيلم وقتها بجائزة أفضل سيناريو وأفضل ممثل رئيسي لـ«هوبكينز»، الأمر الذي يجعلنا على موعد مع نسخة مميزة أخرى تضاهي نسخة هوبكينز وكولمان.