يغادر الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الأحد 30 أكتوبر 2022 منصبه الذي تولاه في عام 2016 تاركا وراءه تركة ثقيلة في بلد يعاني على كل الأصعدة، و80% من مواطنيه تحت خط الفقر.
وفشل مجلس النواب اللبناني بعد 4 جلسات في انتخاب خليفة لميشال عون، لتترك السلطات في قبضة حكومة نجيب ميقاتي التي تحولت "لتصريف الأعمال" منذ 6 أشهر.
وشهد لبنان في عهد عون، انهيارا ماليا كارثيا في عام 2019 حيث بدأت المصارف في خريف هذا العام، في فرض قيود على الودائع وبات من الصعب على المودعين التصرف في ودائعهم خاصة تلك المودعة بالدولار الأمريكي أو تحويلها الى الخارج.
وتسببت إجراءات المصرف المركزي في لجوء المواطنين إلى اقتحام البنوك واحتجاز رهائن للحصول على ودائعم.
وعلى وقع الأزمة التي صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، خسرت الليرة نحو 95 في المئة من قيمتها.
وكانت الكارثة الأكثر حدة على لبنان هو انفجار مرفأ بيروت في أغسطس من العام قبل الماضي 2020 ورغم مرور أكثر من عامين على تلك الحادثة المروعة التي راح ضحيتها مئات اللبنانيين بين قتيل وجريح إلا أنه لم يعرف المتسبب فيها إلى الآن.
وكان آخر الأحداث الكبرى في عهد عون، توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، في اتفاق وصف بـ"التاريخي".
وحذر ميشال عون في مقابلة مع وكالة "رويترز"، أمس السبت، أن بلاده قد تنزلق إلى "فوضى دستورية" بسبب عدم القدرة على انتخاب رئيس جديد خلفا له وفي ظل حكومة تصريف أعمال يتهمها بأنها غير كاملة الصلاحيات.
وظل منصب الرئيس شاغرا مرات كثيرة في الماضي، لكن لبنان يجد نفسه الآن على حافة وضع غير مسبوق حيث الرئاسة شاغرة وحكومة تصريف الأعمال لا تملك سوى صلاحيات محدودة.
وترتبط رئاسة عون ارتباطا وثيقا في أذهان الكثير من اللبنانيين بأسوأ أيام بلادهم منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، وذلك في ظل وجود أزمة مالية بدأت في عام 2019 وانفجار مرفأ بيروت الذي تسبب في سقوط قتلى عام 2020.