بعد مشوار طويل في العمل العام ضمن حزب المحافظين البريطاني، تم اختيار المصرية المهندسة ميرفت خليل عضوا في السلطة التنفيذية في المجلس المحلي لمقاطعة هندن في لندن بالمملكة المتحدة، ضمن عدد كبير من المرشحين لهذا المنصب من عرقيات مختلفة.
"البوابة" أجرت حوارًا مع المهندسة ميرفت خليل، رئيس الاتحاد العام للمصريين في بريطانيا، وهي من قيادات المصريين في أوروبا، وعضو مجلس إدارة بالاتحاد العام للمصريين في الخارج، ورئيس فرع بريطانيا، والمتحدث الرسمي للاتحاد في أوروبا، وعضو حزب المحافظين البريطاني، والتي عاشت في المملكة المتحدة ما يقرب من 32 عامًا.
المزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
* ما أعداد الجالية المصرية في لندن؟ وما أهم مشكلاتهم؟
** أعداد الجالية المصرية فى لندن غير معلومة بالتحديد؛ حيث إنه لا توجد قاعدة بيانات بالأعداد الرسمية، وذلك بسبب عدم حرص الجميع على تسجيل نفسه في القنصلية المصرية عند تواجده في بريطانيا، إضافة إلى الهجرة غير الشرعية، والتي لا نعرف عددها، ولا يمكن حصرها، لكننا نستطيع القول بأن الأعداد تتراوح بين 150 إلى 200 ألف مصري، قد تزيد أو تقل.
* ما خططكم لمواجهة المشاكل التي يتعرض لها المصريون في لندن؟
** هناك خطة للتعامل والقضاء على المشاكل التي يتعرض لها المصريون، والتي تنحصر أسبابها في: عدم التوائم مع المجتمع الجديد أو مشكلة اللغة أو مشاكل أسرية تستحق الدعم، أو الدعم عند الوفاة، والمساعدة فى نقل الجثمان، بعيدًا عن قراصنة استغلال المصريين فى الخارج.
ونحاول التواصل الدائم مع القنصلية والسفارة المصرية فى لندن، وهم يعملون بجهد كبير لصالح كل مصرى، ونتواصل معهم حتى خارج الأوقات الرسمية، ونجد كل ترحيب بذلك، وأيضًا نتواصل مع وزارة الهجرة، ونرسل لها جميع المشاكل التى يتطلب حلها من مصر، وفى الحقيقة نجد دائمًا كل ترحيب من السفيرة سها جندى، وزيرة الهجرة، والتى لا تتوانى فى الرد علي جميع المشاكل، سواء على المستوى الشخصي أو المستوي العام.
* هل يمكن أن نتعرف منكم على طبيعة الجالية المصرية، وما يمكن أن يقدم لهذه الجالية وما مشاكلهم؟
** نحاول التواصل دائمًا مع كل المصريين فى بريطانيا بصفة مستديمة، وبناء علاقة طيبة حتى يكون من السهل عليهم الوصول إلينا ويكون من السهل علينا الوصول إليهم، وذلك يسهل علينا عند التعرض لأى من المشاكل السابق ذكرها والتى تحتاج التدخل أو تقديم المساعدة.
وننظم دائمًا الاجتماعات والاحتفالات والندوات وجمع شمل الجالية المصرية، وتفيد تلك التجمعات فى دمج المصرى فى الخارج بالمجتمع الغربي وثقافتهم وعاداتهم.
* وما أهم إنجازات المصريين في لندن؟ وما الذي قدموه سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي؟
** هناك كثير من المصريين فى بريطانيا ولهم إنجازات على مستوى التخصص أو على المستوى الاجتماعي أو على المستوي الشخصي، وبالطبع لن ننسي الدكتور مجدي يعقوب وإنجازاته الطبية الكبيرة، وأيضًا الكثير من الأطباء والعلماء وأساتذة الجامعات والمدرسين فى المدارس والمهندسين والاقتصاديين، ومؤخرًا جاء النجم المصري لاعب الكرة المصرى محمد صلاح ليضفي على الجالية المصرية فى بريطانيا بريقا من نوع خاص.
وعلى المستوي السياسي؛ لا نزال نحاول جاهدين أن يكون لنا ثقل مصري سياسي فى بلاد الغربة، بصفة عامة، وبصفة خاصة فى بريطانيا وأمريكا.
وبالطبع هناك تعاون وتواصل دائم مع جميع الجاليات وأبناء الشعوب العربية، مثل الإمارات والمغرب والجزائر وسوريا ولبنان والعراق وليبيا واليمن والسودان، ودائما نتشارك الاحتفالات ونتواصل فى القضايا العامة.
* جاء اختياركم لمسئولية الجالية المصرية في لندن ترشيحاً للمجهودات التي تقومين بها على المستوى الإنساني والسياسي والاجتماعي؛ فما هي خطتكم لدعم أنشطة الجالية لدعم أنشطة الجالية والمتميزين ف بعض المجالات في بريطانيا؟
** على المستوى الشخصي أحاول أن اندمج مع المجتمع البريطاني، وأنا عضو في حزب المحافظين البريطاني، وأشارك فى جميع الأنشطة الخاصة بالحزب، وهو الحزب الحاكم فى بريطانيا، كما اشترك فى معظم الجمعيات النسائية الموجودة فى المنطقة، بالإضافة إلى متابعة الملف السياسي فى بريطانيا عن قرب، وأعتقد أن ذلك من الأشياء المهمة جدًا لأى مغترب فى الخارج أن يتابع سياسة البلد التى يقيم فيها.
وقد سعدت مؤخرًا لاختياري في لجنة من لجان المجلس المحلي بالمقاطعة التى أعيش فيها، لأن ذلك يدل على أن المصري ينجح دائمًا فى جميع المجالات اذا أتيحت الفرصة له، حيث أنني كنت ضمن عدد كبير من المرشحين لهذا المنصب من عرقيات مختلفة، ولكنني استطعت أن أفوز بالمنصب نتيجة المساهمة المتنوعة في الخدمة المجتمعية التطوعية فى عدة مجالات مختلفة، ويأتي أبرزها فى مجالات المرأة والطفل وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
* يُعرف عن لندن أنها حوت وجود جماعة الإخوان الإرهابية بعد حل التنظيم في مصر في عام 2013 وأنها ما زالت ترحب بوجود القائم بأعمال مرشد التنظيم إبراهيم منير، وما السر وراء ترحيب بريطانيا بالجماعة الإرهابية رغم ما ثبت عليهم من ارتكاب أحداث عنف في المنطقة العربية؟
** يعرف عن بريطانيا أنها دائمًا تتحدث عن حقوق الأنسان وعن الديمقراطية وحرية الرأي، وأعتقد أن هذه هى الأسباب وراء تواجد مثل هذه الجماعات فى بريطانيا، لأنهم يتقدمون بطلب االلجوء السياسي، مبررين ذلك بتعرضهم لخطر يقع عليهم فى بلادهم ويأتون من عدة دول مختلفة، ومن هذا المنطلق تقبل بريطانيا طلب اللجوء إليها، ولكن هم يعلمون جيدًا خطر هؤلاء الشخصيات ويضعونهم تحت المراقبة الشديدة خاصة القيادات منهم.
ولن ننسى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المملكة المتحدة، وكان وقتها ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، حيث ألقي الرئيس السيسي كلمة قال فيها: "إن الإرهاب ذراعه طويلة وسيطول كل البلاد الأوروبية كما طال الدول العربية، وأن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، وبالفعل وبعد سنوات ليست بعيدة عن زيارة الرئيس فى عام 2015 تعرضت جميع الدول الأوروبية لهجمات إرهابية ومنها فرنسا وبريطانيا وبروكسل المانيا ونيوزيلاندا وامريكا، وعندها بدأت بريطانيا فى اتخاذ عدة خطوات للتصدى لتلك الجماعات واتخاذ الحذر منها.
وفى الأعوام الأخيرة وبعد تلك الهجمات الغشيمة انتشر الجنود فى كل ربوع المملكة المتحدة وخاصة فى لندن العاصمة والأماكن الاستراتيجية، وذلك تجنبًا لأى حادث متطرف يحدث فى البلد، واعتقد أن المملكة المتحدة تعلم جيدًا فى هذا الوقت ما هو خطر هذه الجماعات على الأمن الوطني والقومي وعلى الأمن الدولي أيضًا.
* كيف تتعامل الجالية مع مثل هذه القضايا خاصة وأنها ذات تأثير كبير على الأمن القومي المصري والمتهم فيها مصريون، وما الذي يمكن أن تقدمه الجالية دعما للمصريين ومواجهتها لتواجد بعض المتطرفين داخل بريطانيا؟
** الجالية المصرية فى بريطانيا يُعرَف عنها أنها محبة لوطنها مصر، وبالطبع عند تجمعاتنا لا يوجد بها أى فرد من تلك العناصر وذلك أعلانا منا على رفض انضمام مثل هؤلاء الجماعات ورفضنا التام لهم.
كما يظهر رفضنا هذا جليًا على صفحات السوشيال ميديا عندما يقوم أحد عناصر هذه الجماعات بذكر الأكاذيب المستمرة عن مصر وأهلها، وعلى الفور يقوم المصريون هنا بالتصدى لهم دائمًا على صفحات السوشيال وكشف أكاذيبهم، ودائمًا المصريون فى الخارج حائط صد شديد جدًا يحمى مصر واسمها دائمًا فى بلاد الغربة.
