"الطائر أصبح حرًا".. بهذه الكلمات أعلن الملياردير إيلون ماسك استحواذه على موقع التدوينات القصيرة، وقالها ماسك في أول تغريدة عبر صفحته على تويتر بعد إتمام الصفقة، في تعبير عن اعتزامه تحرير الموقع من القيود ومنحه مزيدًا من الحرية بعدما أصبحت الإدارة في جعبته.
ضد التيار
وفي أول قراراته بعد الاستحواذ، أقال الرئيس التنفيذي للموقع باراغ أغراوال ومديرين تنفيذيين آخرين، وذلك بعدما زار مقر "تويتر"، في وقت سابق مساء الخميس، ونشر تغريدة تتضمن مقطع فيديو يظهر فيه مبتسما بينما يحمل "حوض غسيل"، الأمر الذي أثار الكثير من ردود الفعل، وذلك قبل إتمام صفقة الشراء.
أسباب الاستحواذ
وأكد الملياردير الكندي – الأمريكي البالغ من العمر 51 سنة، أن سبب استحواذه على الموقع يعود إلى "أهمية أن يكون للحضارة المستقبلية ساحة رئيسية إلكترونية مفتوحة حيث يمكن مناقشة عدد كبير من المعتقدات بطريقة صحية ودون اللجوء إلى العنف".
وأضاف "ماسك" قائلا: "هناك خطر كبير حاليا بأن تنقسم وسائل التواصل الاجتماعي بين أقصى اليمين وأقصى اليسار ما قد يفرز المزيد من الكراهية والفرقة في مجتمعنا"، حسب تعبيره.
مساعدة للبشرية
وأضاف ماسك قائلا: "في عالم السعي وراء جذب القراء للدخول إلى المواقع الإلكترونية، غذت الكثير من وسائل الإعلام التقليدية هذا الاستقطاب بين الطرفين، لأنها تؤمن بأن هذا ما سيجني لها الأموال، لكن بهذه الطريقة، سيُفقد الحوار"، حسب قوله.
وأشار إلى أنه لم يشتر تويتر ليجني الأرباح بل لـ"يساعد البشرية"، وشدد على أهمية عرض الإعلانات المناسبة لمستخدمي تويتر كي يستفيدوا منها.
44 مليار دولار.. صفقة الـ 8 أشهر
وتبلغ قيمة صفقة الاستحواذ على شركة تويتر 44 مليار دولار، وهي الصفقة التي جاءت بعد 8 اشهر من الجدال الكبير حول استحواذ الملياردير "ماسك" على منصة التدوينات القصيرة، ومن المقرر أن يتم تعليق تداول أسهم "تويتر" اليوم الجمعة، وفقا لموقع بورصة نيويورك على الإنترنت.
وقال ماسك إنه يستهدف من الصفقة التخلص من الحسابات المزيفة والحفاظ على المنصة كمكان لحرية التعبير، إلا أن الشهور الأولى من 2022 شهدت تخبط حول استحواذ ماسك على المنصة.
ولكن بحلول منتصف شهر مايو، بدأ ماسك وهو مستخدم نشط على منصة تويتر، في تغيير رأيه بشأن الصفقة، وكشف عن مخاوفه من أن عدد الحسابات المزيفة أكبر مما أعلنت عنه تويتر.
كما قام ماسك بتغيير ملفه الشخصي على تويتر ليصبح "رئيس تويتر"، وأعلن في يوليو أنه يرغب لفترة أطول لإنهاء الاستحواذ على الشركة. ومع ذلك، دفعت شركة تويتر بأن الملياردير ملزم قانونا بشراء الشركة.
ورفع موقع تويتر في النهاية دعوى قضائية لحمل ماسك على إتمام الصفقة، ولكن في أوائل أكتوبر، أعاد ماسك إحياء خطط الاستحواذ على الشركة بشرط إيقاف الإجراءات القانونية ضده مؤقتا.
ترامب أول المهنئين
وفي أول رد فعل على الصفقة، علق الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، معبرا عن سعادته، حيث قال "الآن تويتر بات في أيد أمينة".
ولا يزال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ممنوعا من المنصة وحسابه موقوفا، وهو قرار قال ماسك سابقا إنه "أحمق" وإنه سيلغيه.
وفي تغريدة موجهة إلى المعلنين على تويتر، قال ماسك إن المنصة لا يمكن أن تصبح "ساحة مسيئة مجانية للجميع" ويجب أن تكون "دافئة وترحب بالجميع".
تهديد للعاملين
وبصفته مالك تويتر، ترددت أنباء عن أن ماسك يخطط لإجراء تخفيضات كبيرة في عدد الموظفين. ومع ذلك، أفادت بلومبرغ بأن الملياردير الأمريكي نفى أنه سيتخلص من 75 % من موظفيه في اجتماع معهم.
لكن العمل في تويتر قد يصبح أكثر صعوبة. وغرد ماسك سابقا أنه يجب على الموظفين توقع أخلاقيات عمل "صارمة".
غرامة الإطاحة بمسؤولي "تويتر"
وكشفت تقارير أمريكية أن إطاحة إيلون ماسك المالك الجديد لمنصة تويتر، بكبار المسؤولين بشركة تويتر قد يكلفه الكثير، حيث شملت الإطاحة الرئيس التنفيذى باراج أجراوال، ونيد سيغال المدير المالي، والمحامي فيجايا جادي مسؤول الشؤون القانونية، وسارة بيرسونيت كبيرة مسؤولي خدمة العملاء.
ونظرًا لأن ماسك أصبح رئيس تويتر الجديد، فإنه سيجلب مدراء جدد إلى الشركة، لكن إذا كنت تشعر بالأسف لطرد كبار المسؤولين التنفيذيين على تويتر من وظائفهم، فانتظر حتى تسمع تعويضاتهم.
فبحسب تقرير لـ Business Insider، فإن "أجراوال" حصل على 38.7 مليون دولار، و"سيجال" حصل على "25.4 "مليون دولار، و"جادي" على 12.5 مليون دولار، و"بيرسونيت" على 11.8 مليون دولار، ورغم أن "أجروال" لم يكمل حتى عامًا واحدًا في تويتر لكنه تلقى ما يقرب من 40 مليون دولار لعمله، فى هذه الأثناء، لن يتلقى باقي الموظفين هدية فراق جميلة كهذه عندما يريحهم ماسك من تويتر.
