«ضحية الرجولة».. أقل وصف لطالب الثانوية العامة ياسين ممدوح، صاحب الـ 19ربيعا، الذي دفع حياته ثمنا لرفضه قيام صديقه، بضرب شقيقه الأصغر، ليقرر الجاني الانتقام منه بطريقة بشعة، بعدما سدد له الجاني طعنة نافذة بسلاح أبيض "مطواة"، أسقطته على الأرض غارقا في دمائه، ليفارق الحياة عقب وصوله المستشفى، في مشهد مأساوي أضحي حديث الساعة علي لسان أهالي منطقة القومية التابعة لمركز الزقازيق محافظة الشرقية.
«ياسين كان طيب وملوش في المشاكل» بكلمات الحزن التى فاضت بدموع الفراق، بدأت « بدور» شقيقة المجنى عليه تروى تفاصيل جريمة قتل شقيقها على يد صديقه «عمر»، قائلًة: « أخويا بيدرس ويعمل في نفس الوقت، فمنذ أن اشتد ساعده قرر أن يعتمد علي نفسه تاركاً خلفه كل أساليب الرفاهية، طامحا في مستقبل مشرق، وهو الأمر الذي جعله يحب عمله داخل ورشة الألوميتال التي يعمل بها».
وأضافت: «المتهم كان ضمن أصدقاء شقيقي «ياسين»، لكنه لم يكن مقربا منه، لأنه كان مشهوراً بالبلطجة والتعدي علي الآخرين، وهو ما دفع شقيقي للابتعاد عنه تنفيذا لرغبة أسرتي بالبعد عن رفقاء السوء، وهو ما أغضب المتهم، خاصة عندما طلب من شقيقي أموال ورفض، فكان دائما يطلب منه أموال لشراء سجائر، وأخي كان يرفض ذلك، وطالبه بالبحث عن فرصة عمل توفر له متطلباته، ورغم ذلك لم يبخل عليه ياسين، فعند قيامه بشراء الطعام كان يطلب منه أن يأكل معه».
وتابعت: «يوم الواقعة أنهي شقيقي «محمد» عمله داخل السوبر ماركت الذي يعمل به، وتوجه نحو محل ياسين وكانت الساعة حينها 10 مساء، وعقب وصوله قدم إليه المتهم «عمر» وكان يجلس فوق «موتوسكيل» خاص به، ووجه إليه السباب والشتائم، محدثا إياه قائلا: «واقف ليه هنا يلا»، ونزل من علي الـ «موتوسكيل» وتعدي علي شقيقي بالضرب.
وقتئذ خرج «ياسين» مسرعا وقال له «بتضرب أخويا ليه يا عمر» ليرد المتهم: «أسكت بدل ما اضربك أنت كمان»، فنشبت مشادة كلامية بينهما، تجمع الأهالي علي أثرها من كل حدب وصوب، وقاموا بفضها، إلا أن رغبة الانتقام سيطرت على المتهم والذي عقد العزم على تأديب الضحية فأسرع نحو الـ«موتوسكيل» وأخرج منه سلاحا أبيض "مطواة"، وهرول نحو أخي في المحل وسدد له طعنة نافذة في الصدر أسقطته على الأرض غارقا في دمائه، ليفارق الحياة عقب وصوله المستشفى.
وناشدت شقيقة الضحية المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بالوقوف إلى جوارها، حتى تسترد حق شقيقها الذي قُتَل غدرًا، خاصة أن هناك شهودا «أصدقاء المتهم» أكدوا أمام جهات التحقيق، أن الجاني كان يخطط لقتل ياسين منذ فترة، مختتمة بقولها: «لن يريح قلوبنا سوى إعدام القاتل».