كرم مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته الـ 30 والتي تقام خلال الفترة من 20 أكتوبر وحتى 3 نوفمبر المقبل عدد من الشخصيات الفنية والتي أثرت الحياة الثقافية والموسيقية بأعمالها الإبداعية، وأسهمت في تكوين الوجدان للشعب المصري والعربي.. وكان من ضمن مكرمي دورة هذا العام الموسيقار العبقري «مودي الإمام» والذي تمثل موسيقاه أيام الصبا، فعندما نتذكر فوازير رمضان حاجات ومحتاجات، أفلام عادل إمام، الإرهاب والكباب، و«سمع هس» لممدوح عبد العليم، و«الهروب» لأحمد ذكي فهو صاحب عالم متفرد مليء بالصخب والثورة والدفء في الوقت ذاته.
تبدو ملامحه مصرية بامتياز البشرية الخمرية المقاربة للسمرة الشعر الأجعد الوجه المنحوت بالعظام وكأنك أمام تمثال الملك «اخناتون» ذو الملامح البارزة صاحب فكرة توحيد الديانه، وكما فعل الجد، فعل الحفيد في عالم الموسيقى إذا عمل على جمع كل المتناقضات ليخرج إلينا بمقطوعات موسيقية معبرة عن الشخصيات وما تحمله من مشاعر متشابكة، لا نستطيع نسيان موسيقى أغنية «هتشوفوا طريقنا مودي لفين» أو «أنا حمص حمص وحلاوة» وغيرها من الموسيقى التي شكلت وجدانًا.. وكما حمل التكريم درع واسم ووسام لأحد عباقرة الموسيقى وهو الموسيقار الراحل «على إسماعيل» كان لنا حوار مع الموسيقار «مودي الإمام» حول الموسيقى والفن والمهرجان وكيف تشكل وجدانه الفني ليصبح أحد البصمات والعلامات الفنية في عالم الموسيقى سواء الموسيقية التصويرية أو الأغاني.. وإلى نص الحوار..
* كيف ترى اقتران اسم حضرتك باسم الموسيقار الكبير الراحل على إسماعيل؟
هذا شرف كبير جدًا.. اقتران اسمي باسم أستاذنا على إسماعيل له فخر كبير، فأستاذنا على إسماعيل هو مطور عظيم في تاريخ الموسيقى السينمائية والدراما والأغنية العاطفية والوطنية والاستعراضية، وعمل شكل ولغة في السينما المصرية والعربية وتاريخه مع فرقة رضا هو تاريخ ملحمي، كما أن مساهمته في توزيع الأغاني كانت سباقة لاسيما وأنه تعامل مع ملحنين ومطربين عظماء، وهذا أوجد أنماط جديدة في عالم الموسيقى، وهذا يرجع إلى أنه كان لديه خبرة في الموسيقات العالمية من جاز وإتقانه ومعرفته بالموسيقى الشرقية والشعبية، فكان يعرف جيدًا ما يقدمه للعالم، وهذا ما نعرفه من الخارج، وليس هنا فحينما نسافر إلى الخارج نعرف أن له موردين كُثر ومحبين، فقد استطاع أن يغزو العالم بموسيقاه العربية والشرق أوسطية من خلال استخدام أساليب مبتكرة وجديدة.
فكان يمتاز بالجرأة الشديدة من خلال استخدام الإيقاعات والآلات النحاسية والكورال فكان عبقري وغير مسبوق في الحقيقة، فهو بلا شك استطاع أن يستخدم خبرته في الفولكلور والموسيقى الشعبية وجعل من الفولكلور أن يمتد ويعيش، وقد كنت من أشد المعجبين بالموسيقار على إسماعيل والذي أسهم في تشكيل وجداني وهو أحد أهم الأسباب في أن أكون مؤلف موسيقى هو على إسماعيل فأنا اعتبره ملهم ومن كبار الملهمين في الموسيقى العربية.
*حدثنا تكريم حضرتك بمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية هل كنت تتوقع هذا التكريم؟
في الحقيقة لم أكن أتوقع هذا التكريم، وهذا شرف كبير جدًا، وأن الفنان يشعر بأن هناك تقدير من الدولة بمجهوده ومساهمته في عالم الإبداع، فهو أمر يُسعد الروح ويُسعد القلب، وتكريمي بمهرجان الموسيقى العربية هو أمر مهم في حياتي المهنية.
*ما هي أقرب أعمالك الفنية إلى قلبك؟
هذا أصعب سؤال في العالم.. من وجهة نظر إنسان مؤلف هذا يكون صعب فدائما أعز وأقرب عمل إلى هو العمل الذي أقوم به في الوقت الراهن، وهو يكون الأقرب إلى قلبي، حتى أنتهى منه، حيث سيكون كل ذهني ووجداني مع العمل الذي أقوم به الآن، فكل لحظة تمر على هي اللحظة الأهم، ولهذا لا أستطيع أن أقول أي من أعمال هي الأقرب إلى.
* كيف ترى ظاهرة أغاني المهرجانات ؟
في الحقيقة ليس لدى أي رأي، أو أي توجه ضد أي نوع فن، لأن الفنان عمله الأساسي في أن يبتكر، ويجب أن يعمل على الفنانين على الابتكار، وليس لدي أي موقف تجاه ما يقدم، وموقفى الوحيد هو أن أستمتع مثلي مثل أي مواطن.
*تميزت أعمال مودي الإمام أنه بمجرد سماعها تعرف أنها تحمل توقيعك.. كيف ترى هذا الأمر، وقد تجلت تلك الموهبة وتلك البصمة في فيلم «سمع هس» حدثنا عن تلك التجربة الفريدة؟
في الحقيقة أن صاحب البصمة الكبيرة في فيلم «سمع هس» تعود للمخرج الكبير «شريف عرفة» والشاعر العبقري «بهاء جاهين»، فحينما أعمل مع المخرج شريف عرفة فهو يعطيني الفرصة الكبيرة لممارسة عملي كمؤلف موسيقى، فهو مخرج يمتاز بانه لديه رؤية، كما أن لديه اهتمام كبير بالموسيقى، ولديه أذن موسيقى رائعة بالإضافة إلى التخيل والتصور، وهي الأمور التي عملت على إيجاد لغة تجمعنا سويًّا في منتهى السهولة.
وان أعمل مع المخرج شريف عرفة وكأنني أعمل مع مؤلف موسيقي أيضًا، أو كأنني أعمل مع عازف سوليست من الدرجة الأولى ولهذا يصبح التعامل بيننا سهل وسلس فهناك لغة مشتركة، وفي الحقيقة المخرج شريف عرفة هو من أوجد تلك المساحات الموسيقية وهذه الفرصة التي أفرح بها، و هي فرصة للاستمتاع.
*ماذا عن الملحنين الآخرين.. من هو المفضل لديك؟
في الحقيقة أن هذا السؤال يحتاج إلى نهاية.. وان عقليتي كفنان لا أرى الأمور وكأنها فيلم سينتهي، فكل فنان سيقوم بعمل ويخرجه للناس، ودوري هو أن استمع إليه، وفي الغالب أنني أكون سعيد أن هناك فنان لديه ما يقدمه.
فأنا لا أستطيع تقييم فنان آخر، لا أجيد عمل ذلك وما أجيده هو الاستمتاع بما يقدمه.