تحتفل مصر والإمارات بمرور 50 عاما على العلاقات التاريخية بين البلدين والذي جاء توثيقا لمرور 5 عقود على العلاقات بين الطرفين كانت نتاجا كبيرا لتوطيد والتأكيد على هاتين الدولتين هما قلب واحد ولم يكن هذا الأمر هباء إنما هو واقع على الأرض ومعروف لدى الجميع فالدولتان قلب واحد الذي هو شعار الاحتفال بمرور خمسين عاما على العلاقات بين البلدين لان هذا الترابط لم يكن ناجما في مجال واحد انما تحققت العلاقات على كافة المجالات سواء كانت هذه العلاقات سياسية أو اقتصادية أو تاريخية أو ثقافية والحديث عنها يطول وفي هذا التقرير نستعرض الجانب الثقافي بين البلدين الذي امتد على مدار السنين وما زال قائما بشكل كبير بين الطرفين والشاهد في ذلك دار الكتب المصرية ومكتبة الاسكندرية .
فالجانب الإماراتي اختار في عام 2019 الماضي مكتبة الإسكندرية ليقام بها عام التسامح لدولة الإمارات وهذا ما يؤكد على أن هناك تبادلا للمشاعر الطيبة بين الشعب المصري والإماراتي، ودائما الإماراتي لا يشعر بالغربة بل يشعر بأنه في وطنه عندما يأتي إلى مصر.
وكانت أول زيارة من الإمارات من قبل الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة لدار الكتب المصرية عام 1966 ووقتها كان طالبا في جامعة القاهرة وصفها في ذلك الوقت بكلمات من حروف من ذهب لا تنسى وهي “ إن دار الكتب بأنها العتمة التي تشع نورا في الظلام لما تحتويه من كتب أدبية وتاريخية ” وهذه الزيارة كانت لها عظيم الأثر خاصة سور الأزبكية الذي كان يتردد دائما على زيارته الذي استمد منه كثيرا من ثقافته لما يحتويه من كنوز معرفية.
وتمر الأعوام والسنوات حتى طالت يد الإرهاب الغاشم دار الكتب المصرية في عام 2014 لكن دائما ما نجد دولة الإمارات سندا وعونا لمصر وقت الأزمات ليعيد الشيخ القاسمي افتتاح دار الكتب مرة اخرى في عام 2019 والتي وصفها بأنها طاقة نور جديدة تصون التراث القومى العربي.
ويقيم كلا من البلدين العديد من الأنشطة الثقافية المشتركة فدائما ما تكون مصر حريصة على المشاركة بكل الفعاليات والمعارض الدولية في الإمارات الى جانب ذلك نجد ايضا ان دولة الامارات قد حرصت على تطوير الجانب الثقافي في مصر فقدمت ما يقرب من 200 مليون درهم امارتي كمنحة لترميم متحف الفن الإسلامي في مصر، كما حرصت الإمارات على دعم مشروع تطوير مكتبة الإسكندرية بتقديم أكثر من 77 مليون درهم، لتصبح على ما هي عليه اليوم.
على الجانب الآخر شهدت العلاقات الإماراتية - المصرية توقيع 18 اتفاقية ثقافية بين مؤسسات إماراتية، ومكتبة الإسكندرية في مصر.
وكانت الحكومة الإماراتية قد أعلنت عن الاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات الرسمية الإماراتية المصرية، بالتعاون مع الحكومة المصرية خلال الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري بمصر.
وتواكب تلك الاحتفالات تغطيات شاملة ومتنوعة في وسائل الإعلام المصرية، بما فيها الصحف والمواقع الإخبارية، التي خصصت مساحات واسعة لإلقاء الضوء على خصوصية العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتاريخها، وأبرز محطاتها.
