أكدت الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة - الإمارات العربية المتحدة: «كنت أدرس مادة التغير الاجتماعي وهي من المواد القريبة لعقلي، وقرأت كتاب للدكتور عاطف غيث، وبحثت عن هذا المفكر، ووجدته في جامعة الإسكندرية، وسعدت جداً بلقائه».
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «أول العلم.. وأول الطريق» التي أقيمت ضمن فعاليات الملتقى الثقافي والإعلامي واستعرضت التجارب الدراسية لكثير من المسؤولين الإماراتيين في مصر، وهي الجلسة التي جاءت باليوم الثاني ضمن أجندة الاحتفال بـ50 عاماً من العلاقات الإماراتية- المصرية، المقام بمصر تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري.
وأشارت الشامسي: «طلبت من الدكتور غيث أن يقوم بالإشراف على رسالة الماجستير الخاصة بي، ولكنه اعتذر بسبب انشغاله، ولكنه قال لي جملة لن أنساها: (لقد قدرتي علمي، ولن أخيب ظنك)، والحمد لله، وفقت ونلت على يديه درجة الماجستير، لكن بعد وفاته وجدت أنني لن أستطيع الاستمرار في هذه الجامعة، وذهبت لجامعة عين شمس، ووفقني الله بالحصول على رعاية الدكتور محمود عودة وحصلت على درجة الدكتوراه».
وأضافت وزير الدولة: «تعلمت من المفكرين المصريين أهمية العمل الاجتماعي، وتعلمت كيف نفكر ونبحث، وكيف نرى الآخرين، ونكتب لأننا نكتب أنفسنا»، وتابعت: «الشعب المصري شعب ودود وكثير التعاون على مختلف أصعدة الحياة، لقد عشت بالإسكندرية، وتحديدا بمنطقة المنتزة، ولمست حينها طبيعة الأشخاص في المجتمع المصري من خلال تعاون الجيران معها، خصوصا وأن لديهم دائما مبادرات لمساعدة الآخرين».
كما نوهت أنها اكتسبت منهم عدد كبير من الموروثات الثقافية الخاصة بالعادات والتقاليد تحديدا في المناسبات الاجتماعية، ضاربة المثل ببداية معرفتها بطقوس الطعام في عيد الأضحى مثل «الفتة» ووفائهم لمن يرحلون.
وقد بدأ مدير الجلسة، الإعلامي محمد السالم، حديثه بأبيات «مصر العزيزة لي وطن، وهي الحمى وهي السكن»، مؤكداً أنها كانت ولازالت لسان حال كل عربي يزور مصر، قائلاً: «مصر فيها سحر وجاذبية، نحن في الإمارات ربطتنا خصوصية واضحة فيها الشجون والإحساس الدافئ اننا بين الأهل والعشيرة فلتحيا مصر».
أما علي ميحد السويدي، رئيس المجلس الاستشاري بإمارة الشارقة، فقال إن: «صاحب السمو الشيخ القاسمي رجل وفي اعترف بكل ما حدث له في مصر وعبر عن ذلك في كثير من المناسبات، وعن مدى الاستفادة التي حققها من فترة دراسته في مصر».
ووجه السويدي الشكر لكل من ساهم في إقامة هذه المناسبة، وتابع: «مصر أثرت فينا بشكل شخصي وفي كل جوانب حياتنا الثقافية والتعليمية وغيرها، وهناك الكثير من الأمور التي يمكننا أن نتكلم عنها. كان هناك اختلاف بين بيئة وأخرى، ولكن مصر كانت دولة متحضرة ونحن كنا مجتمع بسيط، وهناك شخصيات معينة قابلناهم وتعاملنا معهم بشكل مباشر أثروا فينا».
وقال السويدي: «استطعنا أن نفهم الحياة من خلال نماذج كثيرة، منها التعامل مع تبديل العملة، وفي سوق السمك، أذكر أن في يوم الجمعة أنا شخصيا كنت أذهب السوق واشتري سمك لنشويه، هذه مصر وهذه ثقافة، وكثير ممن عاشوا فيها مارسوا هذه الأمور».
أما خليفة بن شاهين خليفة المرر، وزير دولة بالإمارات العربية المتحدة، فقد تحدث عن المحطات الدراسية الخاصة به في القاهرة، وأوضح: «تخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في بداية السبعينيات، تلك الفترة التي كانت تعج بالحراك السياسي والاجتماعي بالدولتين، وكانت دولة الإمارات تشهد تأسيس وإعلان الاتحاد، كما أنها تزامنت مع احتلال دول إيران لجزر الإمارات، وصاحبها حراك طلابي نشط ومشهود وفي الوقت ذاته كانت هذه الفترة هي مقدمة لحرب أكتوبر 1973».
وأشار بن شاهين إلى «أن تلك الفترة كانت تعج بالنشاط الطلابي والعمل السياسي والتي شكلت وعيه السياسي والإسهام في اكتسابه خبراته في الحياة العملية ومع هذا الحراك وصل بمرحلة معينة إلى تغيير مستقبله الدراسي حيث ترك دراسته في كلية الطب بجامعة عين شمس واتجه لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة».