الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"كارنيجي للسلام الدولي": مصر تقدم نفسها في "كوب-27" كقوة إقليمية

كوب 27
كوب 27
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكدت مؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولي، أن مصر تقدم نفسها من جديد للعالم، وهي بصدد استضافة فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27) على أرضها الشهر المقبل، على أنها القوة الإقليمية في قارة إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط والصوت الرائد لجنوب الكرة الأرضية.

وقالت المؤسسة (في مقال رأي نشرته صباح اليوم عبر موقعها الرسمي للباحث الإستراتيجي العالمي محمد سليمان) إن مصر تأمل، من خلال استضافتها لكوب-27، في تحقيق بعض أولوياتها المتعلقة بقضية مكافحة تغير المناخ، كما أنها تتطلع إلى القمة باعتبارها فرصة لصقل مكانتها الدولية والتأكيد على هويتها الأفريقية العربية ووضع القاهرة في موقع الصدارة ومنشئ الجسور بين الجنوب العالمي والشمال.

وأضافت: أن النسخة الحالية لكوب-27 تأتي في وقت حرج تتفاقم فيه الأزمات الدولية من بينها استمرار تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد وارتفاع أسعار الطاقة والأزمة العسكرية بين أوكرانيا وروسيا وما تسببت فيه من اضطرابات كبيرة في الإمدادات الغذائية العالمية..وجميع هذه الأحداث من شأنها أن تضع مصر في قلب الدبلوماسية الدولية ليس فقط كممثل لأفريقيا والشرق الأوسط ولكن كممثل للجنوب العالمي. 

وأبرزت المؤسسة في مقالها للباحث محمد سليمان أهمية القاهرة في حقيقة أنها تتمتع بهوية مزدوجة فهي دولة أفريقية وعربية كبيرة، ومن هذا المنظور فإنها تأمل من خلال استضافة كوب-27، الذي يعد بجذب مستويات عالية من الظهور السياسي والإعلامي، في طرح كفاحها لتأمين مواردها المائية على الخريطة الدولية..وتابع المقال: يجب أن يُنظر إلى استضافة مصر لمؤتمر كوب-27 على أنه استمرار للتطور الأخير في الأدوار التي تلعبها القاهرة؛ حيث عادت مرة أخرى إلى إفريقيا كلاعب بارز تقدم نفسها كبوابة لأفريقيا ولاعب استراتيجي له بصمة متنامية في القارة..وهذا المحور بدأ مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام 2019، والذي استخدمته القاهرة لتعزيز مكانتها خارج حوض النيل وشمال إفريقيا وكذلك، في تمثيل وجهات نظر القارة على المسرح العالمي في المنتديات المهمة مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤتمر ميونيخ للأمن وقمة مجموعة السبع في فرنسا وقمة مجموعة العشرين في أوساكا ومؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية وغيرها من الفعاليات الدولية المهمة.

وأستطرد قائلًا: إنه بعد انتقال رئاسة الاتحاد الأفريقي من مصر إلى جنوب إفريقيا في فبراير 2020، واصلت القاهرة زيادة اندماجها في المشهد الاستراتيجي الأفريقي وتجلى ذلك في أمور عديدة، من بينها ابرام الشراكة مع غانا لإطلاق شركة الطيران الوطنية الغانية وتعزيز التعاون مع نيجيريا في مواجهة جماعة بوكو حرام المتشددة وبناء سد جوليوس نيريري في تنزانيا وصولًا إلى متابعة المواءمة الاستراتيجية مع السودان، كذلك سعت مصر إلى استراتيجية أفريقية متعددة المستويات تركز على تعميق التعاون الدبلوماسي والاقتصادي والتعاون الطبي والأمني ​​والدفاعي. علاوة على ذلك، أطلقت مصر سلسلة من الاتفاقيات العسكرية والأمنية مع بوروندي وكينيا وأوغندا وأقامت علاقات دبلوماسية واقتصادية مع جيبوتي ورواندا والسنغال وجنوب السودان وتنزانيا وزامبيا. أطلقت مصر أيضًا منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، وهو عبارة عن منصة تركز على إفريقيا حيث تطرح القاهرة نفسها كمنظم للقاء "رؤساء الدول والحكومات الأفارقة وقادة الحكومات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني". 

ومن ثم، فإنه من خلال توسيع هذا المسار من المرحلة القارية إلى المرحلة العالمية، تتطلع القاهرة في كوب-27 إلى حسن استغلال القمة وجعلها فرصة لإظهار ريادة مصر العالمية في مجال تغير المناخ - وهي قضية محددة أصبحت أكثر أهمية للدبلوماسية العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، تأمل مصر (حسبما أبرز المقال) في استخدام الأضواء لزيادة الوعي بتداعيات أزمة المناخ التي تواجهها نفسها فمصر دولة لديها موارد مائية محدودة وتواجه واقعًا مظلمًا يتمثل في انخفاض إمدادات المياه من نهر النيل بسبب سد النهضة الإثيوبي، الذي من المتوقع أن يؤثر على حصة مصر من المياه حيث تعتمد القاهرة على النهر في أكثر من 90 في المائة من مواردها المائية..الأمر الذي وصفه وزير الخارجية المصري سامح شكري بأنه "تهديدا وجوديا" للأمن المائي لمصر، علاوة على ذلك، فإن الساحل الشمالي لمصر مهدد بارتفاع منسوب مياه البحر، وهي مشكلة تطرق إليها رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون خلال كلمته في كوب-26 الذي استضافته اسكتلندا العام الماضي، قائلًا إن مدينة الإسكندرية تواجه تهديدا وجوديا إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 4 درجات مئوية (7.2 درجة فهرنهايت) خلال العقود القادمة!.