الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

نحو قمة المناخ COP27 هنا مصر.. العالم فى شرم الشيخ (5)

•• قسوة الأعاصير على القارة السمراء •• خبير فرنسى يدق الأجراس •• أطول مسيرة تتابعية عبر 18 دولة من جلاسكو حتى شرم الشيخ •• علماء أوروبيون يحتجون: حكوماتنا لا تسمع صوتنا.. يجب إلغاء ديون دول الجنوب •• الغابات «تكييف هواء طبيعى» ودورها أساسى فى تنظيم المناخ •• مصر تدعم إفريقيا فى مبادرة المرأة والتكيف المناخي •• «ماما إيرين».. داعية «الطبيعة الأم»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نحو قمة المناخ  COP27

هنا مصر..  كل العالم فى شرم الشيخ ( (5

العالم مع موعد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ المقرر عقده فى مدينة شرم الشيخ فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل.. العالم كله، بلا مبالغة، سيكون هنا فى ضيافة مصر، لتتحول المدينة إلى خلية نحل تنبض بالحياة على مدار 24 ساعة فى اليوم، بحضور قادة العالم ومسؤوليه ونوابه البرلمانيين ونشطاء المنظمات غير الحكومية من دول عديدة، ليتناقش الجميع حول أزمة المناخ والبيئة والاحتباس الحرارى وتنصل الدول الغنية من مسؤولياتها فى هذا الشأن.

«البوابة» تواصل تقديم هذه الصفحة، لتهيئة الرأى العام لهذه القضية المهمة من خلال متابعات شاملة حول العالم، تضع القارىء العزيز فى قلب الحدث قبل أن يبدأ.. ومعًا نقرأ الصفحة.                                                                                       محمود حامد

التغيرات المناخية تعصف بإفريقيا.. أين الدول الغنية؟

قسوة الأعاصير

فى الأعداد السابقة، أشارت «البوابة» إلى «الظلم المناخى» التى تعانى منه قارتنا الإفريقية.. الأعاصير تزداد قسوتها فى القارة السمراء بسبب التغيرات المناخية.. كان آخرها حتى الآن، إعصار جومبي في مارس الماضى وسبقه إعصار آنا في يناير الماضى.. لم تعد تضرب مدغشقر وموزمبيق مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات، ولكن كل عام، بل مرتين في العام. بعد إعصار إيداي، الذي أغرق مدينة بيرا، أصبح الإعصار، أكثر حدة، ودمر موزمبيق مع رياح تجاوزت سرعتها 185 كم / ساعة.. يتسبب "ثنائي القطب الموجب"، وهو اختلاف درجة حرارة سطح البحر بين الأجزاء الشرقية والغربية من المحيط الهندي بسبب التغيرات المناخية، في حدوث فيضانات متكررة في كينيا وفي موزمبيق. وقد نزح كثيرون هذا العام إلى جنوب إفريقيا بعد وفاة 443 في أبريل الماضى.

نفوق الأغنام والماعز بعد تعرضها للجفاف في كينيا

خبير فرنسى يدق الأجراس:

على إفريقيا «تنسيق أولوياتها» استعدادًا لمؤتمر نوفمبر المقبل

الافتقار إلى الإرادة السياسية ونقص التمويل الدولى يؤثر على تنفيذ مبادرات الإصلاح

كتبت – فاطمة بارودى

أرونا ديديو، مدير أول للأبحاث في المعهد الوطني الفرنسي لبحوث التنمية (IRD) والمدير المشارك لمختبر NEXUS  الدولي المشترك بشأن تغير المناخ وآثاره، ومقره أبيدجان، يدق ناقوس الخطر، وينبه: «يجب على إفريقيا، قبل مؤتمر الأطراف المقبل فى شرم الشيخ، تنسيق استراتيجياتها وتطبيقاتها وأولوياتها فى العمل ضد آثار تغير المناخ، في وقت يمكن أن تتفاقم فيه أزمات الطاقة والغذاء التي تلوح في الأفق بعد الصراع في أوكرانيا».

 يقول أرونا ديديو عن أسبوع المناخ الذى شهدته ليبرفيل عاصمة أبيدجان: كانت هذه خطوة أساسية لنجاح مؤتمر COP27  في نوفمبر المقبل بمصر. ويتابع: لسوء الحظ، فإن المجتمع العلمي الأفريقي أو الذي يعمل على إفريقيا بشأن هذه الموضوعات منخرط بشكل ضعيف في هذه العملية، في حين أنه يمكن أن يوفر جميع الأدلة من جانب تغير المناخ في ضعف القارة، ويقترح طرقًا لمعالجة الخسائر والأضرار والمساهمة في التحديد الموضوعي لاستراتيجيات التكيف أو التنمية منخفضة الكربون التي ستكون مناسبة لمختلف البلدان الأفريقية. 

ويؤكد على أنه يجب أن يكون COP27 المقبل فرصة لأفريقيا لاستعادة السيطرة، من أجل الحصول على التزامات صارمة لوقف الانبعاثات في البلدان الغنية من خلال أطر زمنية واقعية. ويرى، فى حديث مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن هذه الفترة مواتية لأنه مع الأحداث المناخية القاسية التي شهدتها هذا الصيف أوروبا والولايات المتحدة، وحتى الصين، فإن الرأي العام في هذه البلدان مستعد لوضع صانعي القرار وجهًا لوجه مع مسؤولياتهم. لكنه، يخشى أن تعود هذه البلدان إلى الوقود الأحفوري فى ظل اشتعال أزمة الطاقة.

ويضيف أن إفريقيا تتمتع بالإمكانات الهائلة من الأراضي التي يمكن استعادتها وتطويرها لعزل الكربون، والتقاط فائض مياه الأمطار التي يمكن استخدامها في موسم الجفاف للزراعة المستدامة التي تضمن الأمن الغذائي، والإنتاج في الطاقات المتجددة أو الهيدروجين الأخضر لتحقيق تلبية الاحتياجات المحلية وحتى احتياجات القارات الأخرى.. ويؤكد أنه على المستوى العلمي، هذا ممكن، لكن يجب علينا دعم القيادة الأفريقية في مكافحة تغير المناخ، باستثمارات استراتيجية مستدامة.. خذ على سبيل المثال مبادرة «4 لكل 1000»، التي أطلقتها فرنسا قبل COP21 في 2015. وهى تركز على الممارسات الزراعية التي تتكيف مع الظروف المحلية التي تساهم في زيادة محتوى المواد العضوية في التربة، وعزل الكربون. ولكن بسبب الافتقار إلى الإرادة السياسية والتمويل، تباطأ توسيع نطاق هذه المبادرة. 

مسار المسيرة التتابعية

7767 كيلو مترًا

 أطول مسيرة تتابعية عبر 18 دولة من جلاسكو حتى شرم الشيخ

مؤسس المبادرة: Cop 27 أهم مؤتمر مناخى ويجب على قادة العالم وضع الأقوال موضع التنفيذ

جيمس هاي هو المؤسس المشارك لمبادرة «الوقت ينفد Out of Time»، يقول: إن مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ هذا العام  COP 27  سيكون أهم مؤتمر مناخي في هذا العقد. يجتمع قادة العالم في شرم الشيخ بمصر في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، ويجب عليهم وضع الأقوال موضع التنفيذ لإبقاء الزيادة في درجة الحرارة العالمية عند حد 1.5 درجة مئوية.

ويتابع: سألنا أنا وفريقي أنفسنا في مواجهة أزمة المناخ: «ماذا يمكننا أن نقدم كرمز للوحدة والتآزر إلى قادة العالم في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP 27)؟ كيف يمكننا تقديم هذا الرمز بطريقة غير عادية تمثل التعاون؟ وكيف يمكننا المساعدة في رفع صوت الشباب الذين سيتأثرون أكثر من غيرهم بهذا العالم المتغير؟». يستكمل قائلًا: جوابنا هو مبادرة «الوقت ينفد Out of Time».

مسيرة (Running Out of Time) تعتبر أطول مسيرة تتابعية بدون توقف على الإطلاق (7767 كيلو مترًا) بمشاركة الآلاف من العدائين وراكبي الدراجات والبحارة، حيث يقومون بتمرير هراوة تحتوي على رسالة قوية عن تغير المناخ من الشباب إلى صناع القرار في مؤتمرشرم الشيخ، وتستمر المسيرة التتابعية ليلًا ونهارًا لمدة 38 يومًا وتسافر عبر 18 دولة.

بدأت المسيرة التتابعية بحفل افتتاح في مدينة جلاسكو المضيفة للدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف  (COP 26)في إسكتلندا في 30 سبتمبر الماضى، حيث تم تثبيت الرسالة بإحكام في الهراوة التى بدأت تنتقل عبر اسكتلندا وويلز وإنجلترا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود وألبانيا واليونان وقبرص ومصر، لتصل شرم الشيخ في 6 نوفمبر المقبل، في الوقت المناسب لافتتاح الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف  (COP 27).

على طول الطريق، ما تزال الهراوة تعبر البحار وسلاسل الجبال والأنهار الجليدية والصحاري بالإضافة إلى القرى والبلدات والعواصم. وستزور مئات المدارس والمواقع المعرضة للخطر ومشاريع تغير المناخ لإلهام العمل المناخي المحلي ومناصرته. واتسع نطاق التضامن مع المسيرة التتابعية ليشمل أكثر من 50 منظمة من جميع أنحاء العالم.

قام حتى الآن أكثر من 434299 تلميذًا وتلميذة من 736 مدرسة في 82 دولة بالتسجيل للمشاركة في المسيرة التتابعية، ومن المتوقع أن يتخطى العدد المليون مشارك.

يقول جيمس هاى: «أعتقد أنه يمكن أن تصبح المسيرة رمزًا للأمل مع قصص وحياة الأشخاص الذين سيلتقون بها على طول الطريق. وآمل أن يكون هذا الرمز بمثابة تذكير لزعماء العالم بأن كلماتهم يجب أن تؤدي إلى أفعال».

علماء  يغلقون طريقًا في برلين احتجاجًا على التقاعس الأوروبى فى مواجهة تغيرات المناخ

من المعامل إلى الشوارع

علماء أوروبيون يحتجون: حكوماتنا لا تسمع صوتنا.. يجب إلغاء ديون دول الجنوب 

في مواجهة حالة الطوارئ المناخية، وبدافع الإحباط من عدم سماع صوتهم بشكل كافٍ، يرى العديد من الباحثين أنه من الضروري الانخراط في أعمال أكثر فاعلية، فاختاروا الاحتجاج فى الشارع.

شارك ستون عالما من جميع أنحاء أوروبا، من الأحد 16 أكتوبر إلى الثلاثاء 18 أكتوبر في الاحتجاج المدني في برلين لتوجيه أصابع الاتهام إلى «فشل الدولة الألمانية في التخفيف من تغير المناخ».

وقف المحتجون أمام وزارة المالية في ألمانيا للمطالبة بإلغاء ديون دول الجنوب. تم اختيار الدولة الألمانية كرمز للتأثير والحيوية داخل الاتحاد الأوروبي، لأنه على الرغم من ذلك، فقد «فشلت مع الدول الأخرى في الحفاظ على الاحترار العالمي دون علامة 1.5 درجة مئوية» حسبما يقول، بصوت متعب لشخص «لم ينم كثيرًا لمدة ثلاثة أيام»، بنيامين موروي المتخصص في الرياضيات المطبقة على علم الأحياء بجامعة نيس كوت دازور في ألمانيا. 

بالنسبة لعالم الرياضيات البالغ من العمر 46 عامًا، يعد هذا الإجراء، تتويجًا لتفكير طويل في التحذيرات المتكررة لعلماء المناخ، وتقاعس الحكومات. يقول «مع كل تقرير من تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، كان لدي شعور بأنه لا يتم الاستماع إلينا. في مرحلة ما، قلت لنفسي: لم يعد ذلك ممكنًا، أردت أن أكون نشطًا، وأدركت أنه لا ينبغي للعلماء بعد الآن تقييد أنفسهم بأعمال المختبرات فقط»، معتبرًا أن التزام العلماء بقضية المناخ لم يعد مقصورًا على المنتديات التي يشاركون فيها بانتظام. 

يعتقد جزء كبير من المجتمع العلمي اليوم أن التزامه يجب أن يمر عبر الشوارع، وأن يتصرف بقوة، بعد أن ظل محصورًا منذ فترة طويلة في مختبراته ونشر التقارير عن تدهور حالة العالم. الأمثلة الأخيرة كثيرة: في 11 أكتوبر، وقفت جوليا شتاينبرجر، إحدى المؤلفين الرئيسيين للتقرير الأخير للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، لأول مرة على طريق مزدحم في برن، بالتنسيق مع إجراء من قبل إحدى الجمعيات.. في أبريل الماضى، أعلن بيتر كالموس عالم المناخ في وكالة ناسا عن احتجاجه من خلال تقييد نفسه بالسلاسل فى أحد الأبواب!.

ولفجانج كرامر مدير أبحاث المركز الوطني للبحوث العلمية في معهد البحر الأبيض المتوسط للتنوع البيولوجي والمؤلف المشارك للتقرير السادس للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، يثير القضية من وجهة نظر أخرى، ويقول: «يشعر العديد من العلماء بالإحباط بسبب الافتقار إلى الإجراءات الكافية، والجميع يطرحون الآن سؤالًا عن التزامهم، مع وجود انقسامات بينهم وتفاوتات في طريقة التصرف». بالنسبة للكثيرين، فإن المشاركة في أعمال من هذا النوع، حيث تكون الرؤية أكبر، ولكن أيضًا المخاطر الشخصية كبيرة، الأمر الذى يثير تساؤلات عديدة.

لكن الباحث الفرنسى فرانسوا جيمين المساهم في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، يرى ضرورة الحاجة إلى الانخراط في نقاش عام، حتى لو لاحظ «انقسامًا متزايدًا بين الباحثين والناشطين حول كيفية إيصال الرسائل»، ويؤكد: «اليوم نملك الوسائل.. ليس فقط داخل مختبراتنا».

الغابات رئة طبيعية يجب الحفاظ عليها 

«تكييف هواء طبيعى»

دور الغابات أساسى فى تنظيم المناخ.. ومكافحة إزالتها ضرورة علمية وإنسانية 

بالإضافة إلى وظيفة الغابات الحاسمة كأحواض للكربون، فإن لهذه النظم البيئية تأثيرات كبيرة على درجات الحرارة وهطول الأمطار، ومع ذلك يتجاهلها غالبية صانعي القرار.

إذا كان لا يزال من الضروري الإقناع بالحاجة إلى تسريع الجهود في مكافحة إزالة الغابات، فإن تقريرًا نشره يوم الأثنين الماضى  معهد الموارد العالمية (WRI) وهو مركز أبحاث أمريكي متخصص في القضايا البيئية، يقدم حججًا إضافية وضرورية. تؤكد هذه الدراسة، المعنونة «ليس الكربون فقط»، على أن الغابات أكثر أهمية مما يعتقده صانعو القرار عادة فيما يتعلق بتنظيم المناخ: بعد دورة الكربون، لها تأثيرات على درجة الحرارة وهطول الأمطار، والتي تؤثر على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي وتكاد لا تؤخذ في الاعتبار.

وتقول الدراسة «من خلال تجاهل آثار تدمير الغابات، فإن السياسات الحالية تقلل بشكل منهجي من أهمية الخدمات المناخية التي توفرها الغابات، وتفشل في توقع جميع المخاطر المرتبطة بإزالة الغابات وتؤدي إلى توزيع غير عادل للمسؤوليات والموارد».

اليوم، تعتبر الغابات في المقام الأول مصدرًا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون فهي تطلق الكربون عندما يتم تدميرها أو حرقها، وهى مصرف للكربون حيث تحبسه الأشجار عندما تنمو. وبالتالي يمكن أن تساهم حمايتها بشكل أفضل في حوالي ثلث جهود التخفيف المطلوبة بحلول عام 2030 للحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية. لكن النظم الإيكولوجية للغابات لها تأثيرات أخرى كثيرة على عمل نظام المناخ ككل. توضح فرانسيس سيمور أخصائية الغابات في معهد الموارد المائية، أن «لها أيضًا تأثيرات فيزيائية حيوية من خلال لعب دور في نقل الحرارة والرطوبة بين سطح الأرض والغلاف الجوى».

كل هذه التأثيرات مجتمعة لها تأثير على إنتاج السحب التي تساهم في تبريد الكوكب وتعمل كنوع من تكييف الهواء الطبيعي، حسبما يؤكد دينيس لوستو مدير الأبحاث في المعهد القومي للبحوث للزراعة والغذاء والبيئة بفرنسا والمتخصص في التفاعلات بين الغابات والمناخ. وفقًا للدراسات العلمية، عندما يتم أخذ هذه الديناميكيات غير الكربونية في الاعتبار، فإن تأثير تدمير الغابات الاستوائية على الاحترار العالمي يزيد بنسبة 50٪. وتصر فرانسيس سيمور على أن «الغابات الاستوائية هي بالتالي أكثر أهمية بكثير لتنظيم المناخ مما كان يُعتقد سابقًا، مما يعني أنه «يجب تخصيص نصيب أكبر من التمويل المخصص لمكافحة إزالة الغابات».

كما تشير دراسة معهد الموارد المائية بالولايات المتحدة إلى أن تدمير الكتل الصخرية في بلد ما يمكن أن يؤثر على دورة هطول الأمطار ويسهم في حدوث حالات الجفاف في الدول الأخرى. تولد الغابات هطول الأمطار محليًا، ولكنها أيضًا تسهل انتقال الرطوبة عبر القارات، والتي يمكن أن تتحول إلى أمطار على بعد مئات الكيلومترات من نقطة انطلاقها. يقدر العلماء، على سبيل المثال، أن غابات البرازيل توفر 13٪ إلى 32٪ من هطول الأمطار السنوي في بوليفيا وباراجواي وأوروجواي والأرجنتين. 

تعمل الغابات أيضًا في درجات الحرارة المتوسطة والقصوى على المستوى المحلي. تشير الدراسات إلى أن تحويل الغابات الاستوائية إلى أراضٍ زراعية يمكن أن يرفع درجات الحرارة المرتفعة خلال النهار بأكثر من 7 درجات مئوية، مما يؤثر على إنتاجية المحاصيل وكذلك على صحة الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في هذه المناطق. بالنسبة لهؤلاء، فإن التأثير المحلي لإزالة الغابات هذا أكبر من تأثير الاحتباس الحراري.

معاناة السكان فى إفريقيا مع أزمة المياه

مصر تدعم إفريقيا (5)

مبادرة المرأة والتكيف المناخي تعزز دور النساء فى ترشيد استهلاك المياه

كتب - وسام حمدي

تعتبر القارة الأفريقية هي الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية وتداعياتها فيضرب الجفاف في أغلب دولها وتجف البحيرات التى تهب شعوبها الحياة، كما ستتأثر إنتاجية المحاصيل ما يُنذر بنقص في الغذاء كما ستتأثر المحميات الطبيعية ويتهدد التنوع البيولوجي بفقدان أنواع نادرة من النباتات والحيوانات، وهنا تكون القارة الأكثر احتياجًا لمشروعات التكيف مع التغيرات المناخية.

ومع اقتراب مؤتمر المناخ العالمي في شرم الشيخ القادم 27COP، أطلقت مصر عدة مبادرات لحشد التمويلات  المناخية لدعم الدول النامية وخاصة الإفريقية، ومن بين المبادرات المصرية المهمة للحد من تأثيرات التغيرات المناخية بالقارة السمراء، تأتي «مبادرة المرأة والتكيف المناخي» التي تهدف إلى تعزيز قدرات المرأة نحو بيئة أكثر مرونة وتوفير المزيد من فرص العمل الخضراء.

وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة فاطمة الزهراء رمضان، الباحثة بمعهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية: «من الضروري إقامة ندوات توعوية للسيدات وورش عمل ومحاضرات وتدريبات، خاصةً أننا لا نبالغ أن أمان المجتمع مرهون بوعي المرأة التى تشكل وجدان المجتمع بقرابة 90%».

وتضيف فاطمة الزهراء لـ«البوابة»: مبادرة «وعي المرأة آمان مجتمع» مبادرة تتكون من عدة محاور أساسية، أهمها الوعي بشكل عام وخاصة بترشيد المياه وتقليل الاستهلاك مما يحافظ على الموارد الطبيعية ويقاوم أثار الجفاف نتيجة التغيرات المناخية، والسيدة بوجه خاص هي الأكثر استخداما للمياه المختلفة ما بين المأكل والاستخدامات المنزلية وإدارة أمور الأسرة ناهيك عن دورها فى تربية الأطفال على عدم إهدار الموارد والاستهلاك المفرط للمياه والاسراف فى استخدامها ورش الشوارع، وهذه الصفات تنطبق على كل السيدات باختلاف مستوياتهم بداية من المرأة الريفية أو العاملة أو سيدة المجتمع.

وتواصل «الزهراء»: تهتم دول مثل ألمانيا والهند بعقد ورش عمل شاركت فيها عن دور الجنسين وبالأخص المرأة في إدارة المياه علاوة عن اتجاه الدولة لتمكين المرأة ومن هذا المنطلق يجب تعميمها في القارة السمراء، ونقل تجربة توعية الرائدات الريفيات للتركيز على التغذية الصحيحة وتنظيم النسل ومقاومة الأمراض المعدية على أن تقوم الرائدات بنقل الوعي لباقي القري.

وفى السياق ذاته، تقول أسماء محمود، معالج نفسي وماجستير صحة نفسية وإرشاد تربوي: «بالطبع يؤثر التغير المناخي على حياة  الإنسان عمومًا، وخاصه المرأة، حيث تنتشر حالات التشرد كما  يتعرضن للعنف وزواج القاصرات، فالمرأة نصف المجتمع، فهي الاخت والزوجة والأم والابنة، وهى المسئولة عن البيت وتربيه الاطفال، كما يؤثر تغير المناخ أيضًا سلبا عليها عاطفيا واقتصاديا واجتماعيا، ويعرضها لضغوط نفسية وتشتت الانتباه واضطرابات النوم أو الأكل وقلة الثقة بالنفس والضعف، والهشاشة النفسية، والفقر، وترك التعليم».

وتضيف أسماء لـ«البوابة»: يدفع التغير المناخي المرأة  لاكتساب أنماط تفكير خاطئة وخوف وتوتر وقلق، مما يجعلها تحتاج إلى المشاركة  والمساعدة فى حياتها وتلبيه احتياجاتها وخاصه النفسية وتوفير الأمن والأمان، ولا يقتصر الدعم فقط على الماديات، إذ يجب نشر الوعى وتوعيه المرأة ودعمها نفسيا، والمحافظة عليها من الابتزاز النفسي والضغوطات، لكى تكمل حياتها، وتتكيف مع بيئتها وتربى اطفالها وتدعم اسرتها، يجب المطالبة، بحمايه المرأة من العنف، وحقوقها، علينا التوعية، لتتأهب المرأة لتغير المناخ وكيفيه التعامل مع تأثيراته وتوفير بدائل لها تعليم أو عمل.

إيرين وابيوا بيتوكو 

شعلة نشاط 

«ماما إيرين».. داعية «الطبيعة الأم» تحذر من إزالة غابات حوض الكونغو

كتب – مازن محمود

في بعض قرى جمهورية الكونغو الديمقراطية، على حافة الغابات، ينمو القليل من أشجار «إيرين». تم تسميتها على اسم «ماما إيرين»، أو المحامية والناشطة الكونجولية إيرين وابيوا بيتوكو منذ أن دافعت عن السكان المهددين بالجوع بسبب إزالة الغابات. في ذلك الوقت، كانت إيرين وابيوا واحدة من القلائل الذين قاموا بمسح هذه المجتمعات النائية الذين «يرون الأجانب يقطعون غاباتهم». قال السكان: نحن لسنا معتادين على رؤية النساء يتحدثن هناك. لكن بالنسبة للكثيرين منا، أصبحت «ماما إيرين» أملًا.

في عام 2008، شاركت هذه المحامية في إنشاء واحدة من أولى الجمعيات الكونجولية للدفاع عن حقوق المجتمعات المتضررة من قطع الأشجار، ومنذ ذلك الحين، تطور نضالها من الدفاع عن القانون إلى الدفاع عن «الطبيعة كأم».. في عام 2010، انضمت إلى منظمة السلام الأخضر، حيث قادت المعركة ضد إزالة الغابات في حوض الكونغو، الرئة الثانية للكوكب بعد الأمازون، حيث يهدد قطع الأشجار والزراعة والتعدين، والآن صناعة النفط، ما يقرب من 300 مليون هكتار من الغابات الاستوائية الممتدة عبر ستة بلدان.

على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، نتابع معارضتها لخطة الحكومة فى التنقيب عن النفط  فى حوض الكونغو المركزي.. وتحذر: «هذه الأراضي هي قنبلة كربونية. إذا تحقق مشروع النفط وأزيلت الغابات، فسنشهد كارثة مناخية ولن نكون قادرين على فعل أي شيء»، وعرضت تلك القضية فى مؤتمر جلاسكو العام الماضى.. ورغم وعود الحكومة بتنفيذ «أحدث التقنيات» من أجل الحفاظ على البيئة، إلا أن إيرين وابيوا نظمت العديد من الفعاليات وما زالت تشعر بالقلق وتقول: «التلوث أمر لا مفر منه وسيؤدي نقل هذا الزيت إلى إزالة الغابات».