أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن القمة العربية ستعطي فرصة فريدة لتعبئة الجهود والنوايا الحسنة لكافة الأطراف الفاعلة قصد تعزيز التضامن العربي بشأن القضايا الجوهرية وبلورة رؤية مشتركة من أجل وضع المنطقة في منأى عن التوترات وتوفير مستقبل واعد للشباب العربي.
وأكد الوزير الجزائري -في كلمته بمناسبة إحياء يوم الأمم المتحدة اليوم الأربعاء- أن هذه القمة ستكون كذلك فرصة لتجديد انضمام وتمسك الجميع بمبادرة السلام العربية وبالحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، مضيفا أن الأمر سيتعلق كذلك بتعزيز مسار التسوية السلمية للأزمات في الدول العربية، لاسيما في ليبيا وسوريا واليمن، وذلك للحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضي هذه الدول الشقيقة.
وأوضح أن مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش في هذه القمة من شأنها تعزيز العمل العربي المشترك والتعاون المثمر بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية حول المسائل المدرجة في جدول أعمال المنظمتين، وقال إنه في عيد الأمم المتحدة تؤكد بلاده التزامها بالتصالح مع نفسها والمحافظة على تمسكها بهذا البيت الأممي المشترك لكافة الشعوب كملجأ دائم لأملهم في مستقبل أفضل.
وجدد وزير الخارجية الجزائري تمسك بلاده بالدور المحوري لمنظمة الأمم المتحدة وبتعددية الأطراف من خلال إقامة تعاون مثالي مع منظومة الأمم المتحدة وأعمال متعددة الأبعاد تهدف إلى تعزيز مساهمتها أكثر في الحفاظ على السلام والأمن، وأوضح أنه على غرار كل الأمم المحبة للسلام والمتمسكة بالقيم والمبادئ المتضمنة في ميثاق منظمة الأمم المتحدة، تحيي الجزائر هذا العام يوم الأمم المتحدة الذي شهد، قبل ٧٧ عاما، بداية مرحلة مفصلية في التاريخ المعاصر.
ولفت إلى أن هذا الاحتفال يأتي في ظرف موات بالنسبة للجزائر كونه يتزامن مع التاريخ المزدوج الرمزي للذكرى الستين لاستقلالها وانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة عضو، وأن البشرية تحتفل بهذا اليوم المرجعي في ظرف عالمي متوتر يضع مبادئ وقيم هذه المنظمة العالمية على المحك، مضيفا أن هذا الظرف الدولي الحساس يستدعي توحيد الجهود وتعزيز التضامن والتعاون بين جميع الدول لاستعادة السلام والاستقرار في العالم والقضاء على الفقر والحد من الفوارق، والسماح بتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.
وأكد أن الجزائر تحافظ على تعاون مثالي مع منظومة الأمم المتحدة من خلال أعمال متعددة الأبعاد تهدف إلى تعزيز مساهمتها أكثر في الحفاظ على السلام والأمن وحماية حقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة.
وأوضح لعمامرة أن التزام بلاده وعملها قد توجا هذا العام بانتخابها عضوا في مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2023-2025، مما يشكل اعترافا من المجتمع الدولي بدورها في حماية وتعزيز حقوق الإنسان والحقوق الأساسية.
وقال إن تطلع الجزائر للانضمام إلى مجلس الأمن كعضو غير دائم للفترة من 2023-2024 يترجم طموحها في المساهمة في العمل العالمي من أجل السلام، من خلال تركيز الجهود على تعزيز الحلول السلمية وتعزيز مبادئ عدم الانحياز وإعادة بعث نظام تعددية الأطراف.
وأضاف أن هذا العام يتميز كذلك "باستضافة القمة ال31 لجامعة الدول العربية في الأول والثاني من نوفمبر القادم، مشيرا إلى أن الجزائر ستوفر لرؤساء الدول والحكومات العربية وقادة الدول والمؤسسات الدولية والاقليمية أرضية لإعطاء فرصة أخرى للدبلوماسية والسلام في تسوية النزاعات التي تعرض الأشخاص للخطر وتهدد رفاهية الجميع.