أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة حفل توقيع كتاب "وثائق ومدونات لجنة جمع تراث رواد المسرح الغنائي (سلامة حجازي، داود حسني، كامل الخلعي، سيد درويش)، وذلك مواكبة للدورة الـ31 من مهرجان الموسيقى العربية، والذي تنظمه لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه برئاسة الدكتورة رشا طموم، وتحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمي، وبإشراف الكاتب محمد ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية.
أدارت الأمسية الدكتورة رشا طموم، أستاذ النظريات والتأليف كلية التربية الموسيقية جامعة حلوان ومقررة لجنة الموسيقى والباليه بالمجلس، والتي بدأت بسرد مبسط عن مسيرة تجميع هذا المنجز الضخم، من الوثائق التي لا بد أن يتم التعامل معها بشكل مختلف، وتضم أوراقًا ومكاتبات مهمة ونادرة تعود إلى القرن الماضي سنة ١٩٥٨.
وأضافت أن الدكتورة سمحة الخولي التي رأت أن أعمال سيد درويش لا بد أن تقدم بشكل مختلف، مستعرضة الإجراءات التي تمت لحفظ تراث سيد درويش من أغنيات وأوبريتات.
واستعرضت طموم كذلك بعض الصعوبات التي واجهت تلك المسيرة الصعبة، ومنها ضعف الصوت وعدم وجود أجهزة تصلح لهذا النوع القديم من الشرائط، ولكن رغبة الجميع من وصول تلك النوادر والتحف كانت سببًا كافيًا للاستمرار ومتابعة الجهد حتي يكون مرجعًا للباحثين والمهتمين بهذا الشأن.
كما أسعدت الحضور بخبر إصدار جزء ثان لهذا الكتاب القيم سوف يراعى فيه أن يكون معه "CD" صوتي لكي يستمتع الجميع بهذا الكنز الغنائي النادر.
ثم جاءت كلمة الأمين العام دكتور هشام عزمي والتي رحب فيها بالحضور من ضيوف مصر الذين واكب حضورهم مؤتمر الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية تلك المناقشة المهمة لهذا الكتاب المهم، والذين حرصوا على الحضور لكي يتعرفوا على مسيرة إعداده وكيف خرج للنور.
كما وجه الشكر إلى الدكتور سعيد المصري صاحب قرار تشكيل لجنة لجمع المواد النادرة للكتاب وتوثيقها، وكان التوثيق كما قال لأعمال هؤلاء الرواد كذلك توثيقًا لأعمال لجان شكلت واصلت الليل بالنهار وعملت عملًا عظيمًا دون التوقف أمام كم الصعوبات الهائلة التي واجهتها، فكان الكتاب نتاج أربعة أعوام من العمل الجاد الشاق، وأضاف أننا في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد في التوثيق لكي نعلم قدر قاماتنا ومبدعينا، فنحن كما قال لا نعرف قدرهم إلا بعد رحيلهم، لذلك طالب عزمي بالاهتمام بالتاريخ الشفاهي والنظر إليه لأنه يوثق من خلال أطراف حية، كما يوثق معلومات ممكن ألا توجد في أي مصدر توثيقي آخر، وتابع عزمي أنه يجب محاولة اللحاق بالموجود من المبدعين والحديث معهم وتوثيق ما يقولون سواء مكتوبًا أو مسموعًا.
ثم تحدث الدكتور سعيد المصري الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة معربًا عن سعادته الغامرة عندما علم بصدور الكتاب، واستشعر أننا لسنا أقل من الغيورين على تراثهم والمهتمين به، وأثنى على جهد الدكتور هشام عزمي لاستكمال ما فعله الآخرون، عكس المتبع غالبًا في المؤسسات، لعلمه أن هذا العمل يعد عملًا جيدًا لا بد من استكماله وإتمامه على أكمل وجه، كذلك وجه الشكر إلى لجنة الموسيقى ومجهودها الضخم منذ أن أصدر قراره بتشكيل لجنة لفحص المستندات والمراسلات والنوت الموسيقية سنة ٢٠١٩ فقرر الجميع بذل الجهد من أجل خروج هذا الكتاب.
ثم جاءت كلمة الكاتب محمد ناصف الذي وصف نفسه بأنه "رجل الحكايات"، كذلك عشقه لمرحلة تنفيذ القرارات، وأضاف أن الفضل في إخراج هذا العمل المهم هو جهد عظيم لكتيبة كاملة قديمة وحديثة، فهذا العمل كما قال يحقق هدف حفظ وصيانة التراث، لأن فيه توقيف لعدد كبير من الأوبريتات الموثقة بالنوت الموسيقية، وكذلك الأغاني.
وطالب ناصف أن يكون هناك مهرجان سنوي للمسرح الغنائي المصري، وأكد ضرورة أن تصل مقترحات اللجنة المنجزة لهذا العمل القيم لجميع قطاعات وزارة الثقافة لإنتاج تلك المسرحيات والأوبريتات الموجودة في هذا التراث للعرض مرة أخرى.
وعن القيمة الفنية للكتاب تحدث الدكتور محمد شبانة الذي وصف الجهد المبذول بأنه كالضوء في نهاية نفق، وأن هناك دائمًا وصل لما انقطع، كل تلك المعاني الأصيلة تمثَّلت في خروج هذا المنجز إلى النور.