قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن نموذج العلاقات بين مصر والإمارات، وبما يعكسه من تكامل في الجوانب المختلفة، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، يُمثل وبكل الصدق مثالاً نطمح إليه، ونتطلع له لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين دولنا العربية، وللإمكانيات الكبيرة التي يُمكن إطلاقها، والطاقات التي يُمكن تفجيرها والاستفادة منها إذا أُديرت العلاقات بين دولنا على نحو صحيح، وبرؤية استراتيجية تكاملية.
جاء ذلك في كلمته خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لاحتفالية التي تم تنظيمها اليوم بمناسبة مرور خمسين عاماً من العلاقات المصرية الإماراتية المتميزة، بحضور دولة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية، وزير شئون مجلس الوزراء بدولة الإمارات محمد عبدالقرقاوي ،وعدد من الوزراء الحضور من مصر والإمارات.
وقال أبو الغيط إن هذه الاحتفالية التي نشهدها اليوم هي مناسبة لكي نتحدث عن العلاقات العربية-العربية ليس من باب الانتقاد أو التباكي كما يجري هذا الحديث عادة، ولكن من زاوية الإمكانية الكبيرة التي تنطوي عليها هذه العلاقات في ضوء نموذج مبهر.. نحتفي به اليوم ونُقدره ونُعرب عن سعادتنا به. لعلاقات ممتدة بين دولتين عربيتين، جمعتهما روابط شديدة الخصوصية والتميز لخمسة عقود متواصلة.
وتابع أبو الغيط إن الجامعة العربية هي الرابح الأول من أية علاقات بينية طيبة بيندولها الأعضاء،سواء في أي إطار، ثنائي أو متعدد،فيما بين الدول العربية وبعضهاالبعض،فلستُ من أنصار أن الرابطة العربية يتعين أن تتمثل في الجامعة وحدها دون غيرها، وإنما أعتبر الجامعة مظلة كبرى شاملة تضم تحتها كافة أشكال التعاون والتنسيق بين الدول العربية.
واستطرد أن الجامعة العربية تكتسب قوة وحيوية من كافة التجمعات العربية، ومختلف أشكال التعاون بين الدول الأعضاء.
وحث أمين عام الجامعة العربية الدول العربية دوماً على أن تجعل العلاقات بينها، سبيلاًوطريقاً، إلى التكامل العربي بمعناه الشامل، موضحا ان الغاية من الجامعة العربية هيأن يتخذ التعاون والتنسيق بين الدول شكلاً مؤسسياً، وطابعاً مستديماً وممنهجاً وشاملاً.
واستطرد أبو الغيط:"ونحن نتحدث اليوم عن دولتين لهما إسهام بارز، وحضور مهم في عمل الجامعةالعربية على كافة الأصعدة،فمصر والإمارات من الدول الحريصة على العمل العربيالمشترك بمعناه الجماعي، وكل منهما تُكرس جزءاً معتبراً من تحركاتها ونشاطها الدبلوماسي للعمل العربي في إطار الجامعة".
وأوضح أن الأوضاع الحالية والتحديات تفرض علينا، المزيد من التنسيق والعمل المشترك في عالم يزداد ميلاً للاستقطاب والمواقف الحدية، تشتد الحاجة إلى المواقف الجماعية وإلىالتكتل وتوحيد المواقف.
وأعرب عن تمنياته أن تكون القمة العربية، التي تنعقد في الجزائر بعد أيام بإذن الله، فاتحةً لهذا النهج في العلاقات العربية وأن تكون قمةً للمِّ الشمل وجمع الإخوة تحت سقف واحدمن أجل توحيد كلمتهم ورؤيتهم دفاعاً عن المصالح العربية ومستقبل الشعوب العربية،فيعالم تتعقد مشاكله، وتتوالى أزماته.
وذكر أن تجربة السنوات الماضية كشفت عن أن العرب هم الملجأ الأخير لإخوانهم العرب فيوقت الأزمة وزمن الشدة، معربا عن أسفه أن الكثير من دول منطقتنا لا زالت تمر بأزماتخطيرة تُهدد وجودها ذاته في بعض الحالات،ويظل العمل العربي المشترك سبيلاً لا بديل عنه للتعامل مع هذه الأزمات في داخل البيت العربي،وبعيداً عن تدخلات الآخرين وأجنداتهم.
واختتم: “نمر اليوم بصدد نموذج ناجح لعلاقات بين دولتين عربيتين، قامت على الصدق والمحبة والاخوة الخالصة منذ اللحظة الأولى، سواء على مستوى القيادات أوالشعوب، وفي شتى المجالات،وها هي شجرة العلاقات، التي تعهدها الشعبان والدولتان بالرعاية والمحبة لخمسين عاماً، تُثمر اليوم ثمراً طيباً.. وتمنحنا نموذجاً باهراً من استدامةالصداقة بلا انقطاع.. وتواصل العطاء المتبادل بغيرِ حدود”.