ترتبط مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، بعلاقات قوية وعميقة على كافة الأصعدة خاصة الصعيد العسكري، الذي يشكل العنصر الأهم والضمان لأمن واستقرار الشعبين المصري والإماراتي.
وتعمل مصر والإمارات، على تقوية وترقية جيشي البلدين والتعاون العسكري المشترك، الذي يتشكل عن طريق إقامة التدريبات المشتركة وتصنيع الأسلحة والمعدات وغيرها من أشكال التعاون العسكري المشترك.
وتؤكد مصر، دائمًا أن أمن مصر القومي مرتبط بأمن منطقة الخليج العربي عامة وبدولة الإمارات خاصة، وهو ما ظهر جليًا من خلال سبل دعم العلاقات الثنائية في مجال التعاون العسكري وتطويرها خلال زيارات متبادلة بين وفدي البلدين في العديد من المجالات، وإحداث نقلة نوعية في العلاقات العسكرية بين مصر والإمارات.
ويسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووصيته التي قال فيها: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم، إنّ مصر بالنسبة إلى العرب هي القلب، وإذا توقف القلب، فلن تكتب للعرب الحياة».
وفي إطار احتفالات مصر والإمارات بمرور خمسين عامًا على تأسيس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث يأتي التعاون العسكري من أبرز مجالات التعاون والتنسيق المصري الإماراتي، بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي منصب القيادة في مصر عام ٢٠١٤، صار لدى البلدين إيمان كامل بأنّ «الاستثمار في الاستقرار»، هو أفضل طريق لبناء المستقبل في المنطقة العربية، ولهذا عمل البلدان بشكل دائم من أجل تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد الصوت العربي في مواجهة كافة التحديات.
تدريبات عسكرية مشتركة
وتحرص القوات المسلحة المصرية والإماراتية، على زيادة التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة، حيث زادت المناورات والتدريبات المشتركة بين البلدين برًا وبحرًا وجوًا.
وفي ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة، شرعت الدولتان في إجراء شراكات متواصلة في مجال التعاون العسكري، بمشاركة الجيشين في عمليات تدريب عسكرية مشتركة، وتعزيز قدرات القوات المسلحة لمواجهة التحديات المختلفة، وعكست مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية، في يوليو ٢٠١٧، التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وقاعدة «برنيس» في يناير ٢٠٢٠، عمق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وقوة العلاقات الدفاعية والعسكرية بينهما.
ولعل أهم مؤشرات التعاون العسكري بين الدولتين التدريبات المشتركة، خاصة التدريبات البحرية في البحرين المتوسط والأحمر، بهدف حماية المياه الإقليمية والمصالح الاقتصادية في ظل التوتر الذي يسيطر على المنطقة العربية وتهديدات أمن الملاحة واحتجاز السفن، والتدريبات الجوية والبرية للقوات الخاصة في البلدين والتي تأتي في إطار مكافحة الإرهاب الذي بات أشرس ما تواجهه الدول العربية وعلى رأسها مصر.
كما حضر افتتاح قاعدة «٣ يوليو»، العملاقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في العام ٢٠٢١، وهو ما يؤكد ويعكس قوة وخصوصية العلاقات المصرية - الإماراتية في جميع المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
كما شهدت الفترة الأخيرة تعاونًا غير مسبوق في المجال العسكري بين مصر والإمارات، فقد شاركت قوات البلدين البحرية والجوية والبرية في سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة، كان أبرزها فعاليات التمرين العسكري المشترك «زايد ٣» في مايو ٢٠٢١، وكذلك مشاركة القوات الإماراتية في فعاليات التدريب المشترك «سيف العرب» في ٢٢ نوفمبر الماضي، ونفذت القوات المسلحة الإماراتية والمصرية التدريب العسكري المشترك «صقور الليل» عام ٢٠١٩، وفي ٢٥ يوليو ٢٠١٨، انطلقت فعاليات التدريب البحري المشترك «استجابة النسر ٢٠١٨»، وقبلها في إبريل من العام ذاته جرت فعاليات التدريب البحري المصري الإماراتي المشترك «خليفة ٣»، وغيرها من التدريبات والمناورات المشتركة بين البلدين.
زيارات عسكرية متبادلة
يحرص الجانبان المصري والإماراتي على تبادل الزيارات على المستوى العسكري، لمناقشة آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، وتوحيد الرؤية المصرية الإماراتية تجاه تلك القضايا.
التقى الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وكانت آخر زيارة لـ«محمد بن أحمد البواردي»، عضو مجلس الوزراء الإماراتى وزير الدولة لشئون الدفاع لمصر، خلال حضوره المعرض الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية «EDEX - ٢٠١٨».
وفي سبتمبر الماضي، حيث التقى الفريق أول محمـد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، محمد بن أحمد البواردى وزير الدولة لشئون الدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتناول اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون والعلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين.
وأكد القائد العام للقوات المسلحة، اعتزازه بعلاقات الشراكة الاستراتيجية التى تربط القوات المسلحة المصرية والإماراتية، مشيرًا إلى أهمية تنسيق الجهود العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين.
ومن جانبه أشاد وزير الدولة لشئون الدفاع الإماراتى بعمق الروابط التى تجمع البلدين الشقيقين، وتوافق الرؤى تجاه مختلف الموضوعات التى تمس المصالح المشتركة.
كما التقى القائد العام للقوات المسلحة، مع على بن حماد الشمسى رئيس جهاز الاستخبارات الوطنى الإماراتى وتناول اللقاء مناقشة عدد من الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية بما يعزز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
كما زار الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، مجمع توازن الصناعى التقى خلالها بالمديرين التنفيذيين لعدد من الشركات الإماراتية العاملة فى مجال الصناعات الدفاعية، كما استمع إلى شرح تناول الإمكانيات المتطورة لقطاعات الصناعات الدفاعية الإماراتية وفقًا لأحدث النظم التكنولوجية فى مجال التسليح.
وأشاد القائد العام للقوات المسلحة، فى ختام الزيارة بالعلاقات الممتدة من الشراكة والتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، معربًا عن تطلعه إلى استمرار تبادل الخبرات العسكرية بين القوات المسلحة المصرية والإماراتية بما يعظم القدرات القتالية لكلا الجانبين بهدف دعم ركائز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
