في إطار احتفالات مصر والإمارات بمرور خمسين عامًا على تأسيس العلاقات الإستراتيجية بين البلدين والتي تمتد بشكل كبير في مجالات عديدة استثمارية وعسكريَّة، وقبل كل ذلك علاقات أخوية وتاريخية، تجمع بلدين شقيقين على دعم بعضهما البعض في كل المواقف والأزمات؛ فمصر كانت شاهدة وداعمة للإمارات منذ السبعينيَّات، منذ إقامة الدولة الإماراتية، وكان هذا جليا في إهداء الرئيس الإماراتي آنذاك الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرئيس السادات في زيارته له عام ١٩٧١وشاح آل نهيان تقديرًا لدوره في مساندة قيام الاتحاد.
ظلَّ الدَّعم المتبادَل بين البلدين مستمرًّا حكوميًا وشعبيًا على خُطى وصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذي قال فيها: "إن نهضة مصر، نهضة للعرب كلهم، وأن مصر للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة"، كلمات قويَّة تبرهن على عظمة ومكانة مصر في قلب الإمارات، والتي كانت خير الداعم والسند لمصر في ثورة ٣٠ يونيو حين خرج الشعب المصري، كالأنهار يجري في الشوارع للتخلص من جماعة إرهابية تتسلَّح بالدعم الدولي الجاهل بكوارثها حينها كانت الإمارات خير داعم للشعب المصري الرافض لهذا الواقع الأليم ودعمته في ثورته، وما بعدها من الوقوف بجانب الدولة المصرية من خلال تقديم المساعدات المادية لدفع عجلة الاقتصاد المصرية حتى تقف البلاد من جديد بعد ما خلفته سنوات من عدم الاستقرار، بالإضافة إلى الاعتراف بثورة الشعب وقيادته ومشاركة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات في عدد من الاحتفالات وافتتاحات المشروعات والمؤتمرات جنبًا إلى جنب مع قائد ورئيس مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي في رسالة إلى مدى عمق العلاقات الأخوية والصديقة، وهذا أيضًا ما برهنت عليه تصريحات الرئيس السيسي المتكررة حول أمن الخليج حين قال: إنَّ أمن الخليج هو أمن مصر، مؤكدًا بهذه الكلمات أن هذه هي الفلسفة الفكرية والاعتقاد الراسخ في وجدان القيادة السياسية المصرية والشعب المصري أجمع.
كما أن الإمارات ما زالت توثق هذه المتانة في العلاقات من خلال المجال الاقتصادي من خلال الدعم الاستثماري الذي تقدمه الإمارات في مصر، فالإمارات الآن تُعد من أكبر الدول الاستثمارية داخل مصر؛ وذلك لدفع عجلة الاقتصاد المصري خطوات للأمام.
هذا بالإضافة إلى التعاون المشترك في المجال العسكري والذي يشكل صمام أمان للشعبين، ويظهر هذا التعاون جليا من خلال الزيارات للتعاون في هذا المجال وإقامة التدريبات العسكرية المشتركة في البحر المتوسط إيمانا من البلدين بضرورة حماية الأمن الملاحي للبلدين، بالإضافة إلي التدريبات الجوية والبرية للقوات الخاصة للبلدين في إطار التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والتي تعد من أهم القضايا التي تواجه المنطقة.
أما عن العلاقات الإنسانية بين الشعبين فهي علاقات وطيدة وعميقة وتاريخية تمثل العلاقة بين القلب والجسد فهي علاقة حياة يعيشها شعبان سويا، هناك مظاهر عديدة لهذه الحياة المشتركة بين المصريين والإماراتيين من خلال احتواء الشعب الإماراتي للمصريين المقيمين في الإمارات بإشعارهم أنهم داخل وطنهم الثاني وحسن معاملتهم، كما برهن الشعب المصري على حبه للإمارات من خلال حسن الاستقبال والرحابة من قبل الشعب المصري مع المواطنين الإماراتيين في مصر.
هذا التعاون والدعم والمساندة بين البلدين يشكل ملحمة من الأخوة والتعاون العربي كما يجب أن يكون بين الأشقاء، فهذه العلاقة تمثل حقًا نموذجًا يُحتذى به في التآخي العربي تحت شعار مصر والإمارات.. للأخوَّة عنوان.
آراء حرة
العلاقات المصرية الإماراتية.. للأُخوة عنوان
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق