الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"ذا ديبلومات": على واشنطن تسليح كوريا الجنوبية نوويا لردع بيونج يانج

توتر بين الكوريتين
توتر بين الكوريتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رأت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية أنه يتعين على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية الاستعداد للسيناريو الأسوأ المتمثل في حرب نووية مع كوريا الشمالية، مشيرة إلى أن التهديدات النووية والصاروخية لبيونج يانج تجاه سيول وواشنطن استمرت في التصاعد بشكل كبير.

وذكرت الدورية الأمريكية أنه في أبريل الماضي، أعلنت كوريا الشمالية عن نواياها لنشر أسلحة نووية تكتيكية، وفي سبتمبر 2022 أعلنت بيونج يانج عن قانون جديد للسياسة النووية يسمح للبلاد بشن ضربات نووية وقائية تجاه جارتها الجنوبية.

وأضافت أنه في الفترة من أواخر سبتمبر حتى أوائل أكتوبر 2022، أجرت "وحدات العمليات النووية التكتيكية" في كوريا الشمالية تدريبات على إطلاق الصواريخ المصممة لضرب أهداف كورية جنوبية محتملة مثل المطارات والموانئ ومنشآت القيادة، بالإضافة إلى أنه في 4 أكتوبر الجاري، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا متوسط المدى ومر الصاروخ فوق اليابان باتجاه المحيط الهادئ، مشيرة إلى أن هذا الاختبار أظهر مرة أخرى قدرة كوريا الشمالية على الوصول إلى أراضي "جوام" الأمريكية في حالة تدخل الولايات المتحدة في الاشتباكات العسكرية بين الكوريتين.

وأوضحت "ذا ديبلومات" أنه مع قدرة كوريا الشمالية النووية على الوصول إلى الأراضي الأمريكية، تساءل معظم الخبراء الكوريين الجنوبيين والأمريكيين عما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم بالفعل على عمل انتقامي نووي ضد كوريا الشمالية إذا تعرضت كوريا الجنوبية لهجوم بالأسلحة النووية التكتيكية، قائلة إنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة الرد بالأسلحة النووية على كوريا الشمالية مع امتلاك بيونج يانج قدرات تمكنها من شن هجمات نووية على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية "ربما العاصمة واشنطن أو مدينة نيويورك".

وأشارت "ذا ديبلومات" إلى أن بيونج يانج تدرك هذا الأمر جيدا؛ إذ لا تتوقع كوريا الشمالية أن تفتح الولايات المتحدة مظلتها النووية، وتخاطر باندلاع حرب نووية مع كوريا الشمالية، لذا اتخذت كوريا الشمالية إجراء جريئا بإطلاق صاروخ باليستي قصير المدى ردا على إعادة انتشار حاملة طائرات أمريكية تعمل بالطاقة النووية في الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية.

وذكرت أنه من المتوقع أن تطلق كوريا الشمالية في المستقبل صاروخا باليستيا عابرا للقارات (ICBM) نحو مياه المحيط الهادئ؛ لإظهار قدرتها على الردع وإمكانية وصولها لأهداف في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضا أن تقوم كوريا الشمالية ببناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، بحسب ما جرى تقديمه خلال المؤتمر الثامن لحزب العمال الكوري في عام 2021؛ لاستعراض قدرتها على توجيه الضربة الثانية.

وبحسب الدورية الأمريكية فإنه مع نمو ترسانة كوريا الشمالية النووية بسرعة، فإن التهديد الذي تمثله لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة يتزايد أيضا بشكل كبير، لافتة إلى أن الإدارات المتعاقبة في كلا البلدين كانت تطارد سراب "نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية"، دون التوصل إلى حلول واقعية للقضية النووية الكورية الشمالية.

وأضافت الدورية الأمريكية أنه من أجل تهدئة التوترات ومنع الحرب النووية مع كوريا الشمالية، يتعين على صُناع القرار والأكاديميين الأمريكيين النظر في التسلح النووي لكوريا الجنوبية كخيار؛ إذ ستكون كوريا الجنوبية المسلحة نوويا قادرة على بدء مفاوضات لخفض الأسلحة النووية مع كوريا الشمالية.

وأكدت أن امتلاك كوريا الجنوبية لسلاح نووي سيفيدها ويفيد الولايات المتحدة من خلال تقليل احتمالية استخدام كوريا الشمالية للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، وتجنيب الولايات المتحدة حربا نووية مع كوريا الشمالية.

وأشارت إلى أن كوريا الجنوبية إذا أعلنت أنه ليس لديها خيار سوى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي في حالة التجربة النووية السابعة لكوريا الشمالية، فإن كوريا الشمالية ستكون أكثر توترا نظرا لأن الجنوب لديه المواد الخام لإنتاج أكثر من 4000 رأس نووي، وفي هذه الحالة، ستضغط الصين أيضا على كوريا الشمالية لعدم إجراء التجربة النووية السابعة لأن الصين لا تريد السيناريو الأسوأ الذي يؤدي فيه استخدام سيول النووي إلى تطوير طوكيو وتايبيه أيضًا لأسلحة نووية.

وتابعت الدورية الأمريكية: "إذا استمرت كوريا الشمالية في إجراء تجربة نووية، فإن حكومة كوريا الجنوبية بحاجة إلى الإعلان، جنبا إلى جنب مع انسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي، أنها ستنفذ خططها للتسلح النووي ما لم تعد كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات لمناقشة نزع السلاح النووي مع الجنوب والولايات المتحدة والصين في غضون ستة أشهر".

وأضافت أن مثل هذا الإعلان عن "التسلح النووي المشروط" من قبل كوريا الجنوبية سيمنع بيونج يانج من تجاهل كوريا الجنوبية غير النووية، وستبدأ كوريا الشمالية في التفكير بجدية في العودة إلى طاولة المفاوضات، كما ستحث بكين بيونج يانج على العودة إلى محادثات نزع السلاح النووي، وتطبيق أقصى قدر من النفوذ، لمنع تأثير سقوط الدومينو النووي، الذي قد يثيره امتلاك سيول لأسلحة نووية لدى اليابان وتايوان.

واختتمت "ذا ديبلومات" بأن واشنطن وسول يمكنهما مناقشة التسلح النووي الفعلي لكوريا الجنوبية إذا فشلت هاتان الخطوتان للضغط على كوريا الشمالية والصين، ومع ذلك حان الوقت الآن لتحالف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة للعب بورقة "تسلح سيول نوويا" لإزعاج (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونج أون، وإلا فسيندم الجميع على ذلك.