في الوقت الذي تعثرت فيه الخطى لإمكانية إحياء مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، بعد أكثر من عام ونصف على بدايتها، وفي ظل عدم قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على متابعة أنشطة إيران النووية، أعلنت إيران عن نيتها بناء مفاعلات نووية جديدة في عدة مناطق بجنوب إيران.
وفي هذا الإطار أعلن محمد إسلامي، مدير وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، نية بلاده لإنشاء وصناعة المفاعلات النووية محليًا، منوهًا إلى أن المفاعلات الجديدة سيتم بنائها في منطقة شيراز وأصفهان، وسيتركز عملها على قضايا الإشعاع المتعلقة بالأغذية وغيرها من المجالات التي يدخل فيها الإشعاع النووي.
وأشار إلى أن تلك المفاعلات سيلحق بها مراكز للأبحاث بالتعاون بين الخبراء الروس وجامعة شيراز، بعد توقيع بروتوكول مع محافظة فارس لإنشاء موقع "فارس النووي"، ليكون نواة المفاعل الجديد الذي سيعمل بقدرة 10 ميغاوات، بالإضافة إلى تدشين مفاعل تدريب أخر ومركز إشعاع.
وعلى الرغم من توقف المحادثات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي من المفترض أن تشرف على بناء تلك المفاعلات، إلا أن محمد إسلامي رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية أكد في تصريحات سابقة له أن العلاقات بين بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمرة في الكثير من القضايا، حتى لو توقفت بسبب المفاوضات النووية في فيينا.
جدير بالذكر أن تلك التصريحات صدرت بعد أيام قليلة من تمكن قراصنة الإنترنت في إيران من اختراق موقع البريد الإليكتروني لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وحصلوا على وثائق وعقود تشغيل المفاعلات النووية، ونشروا تلك المعلومات على الإنترنت، كنوع من الدعم للاحتجاجات والتظاهرات التي خرجت مؤخرًا في كل المدن الإيرانية والتي تطالب بإسقاط النظام بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني.
وتضمنت المعلومات التي نشرها القراصنة الإيرانيون عقود تشغيل وتعاون بين إيران وروسيا في بناء وتشغيل بعض المفاعلات، وكذلك جداول إدارية وتشغيلية للمفاعلات النووية في بوشهر، وكذلك اتفاقيات بين إيران والصين وروسيا في عمل المفاعلات النووية.
