سلط مقال نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية الضوء على تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، التي حذر فيها أن حرب أوكرانيا تتجه نحو تصعيد خارج نطاق السيطرة.
وأشار المقال، الذي كتبه الصحفي بيتر بيمونت، أن تلك التصريحات قد تكون بمثابة تمهيد من جانب روسيا للمزيد من التصعيد في الصراع الحالي في أوكرانيا ولاسيما بعد اتهام موسكو لكييف بالتخطيط لاستخدام "قنابل قذرة" في الحرب المشتعلة بين الطرفين.
وأوضح الكاتب أن وزير الدفاع الروسي أخبر نظراءه في بريطانيا وفرنسا وأمريكا وتركيا خلال محادثات عبر الهاتف أن الكرملين يعكف حاليًا على دراسة رد الفعل المناسب للهجمات المتوقعة من جانب القوات الأوكرانية على مدينة خيرسون الاستراتيجية والواقعة في جنوب أوكرانيا.
ويرى الكاتب أنه من الواضح أن روسيا تسعى لشن هجمات جديدة ضد القوات الأوكرانية في ظل استعدادات موسكو لنشر دفاعات جديدة تحسبًا لهجوم أوكراني على منطقة لوجانسك في شرق البلاد، موضحًا أن كبار القادة في روسيا وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين طالما ألمحوا بإمكانية استخدام السلاح النووي لردع أوكرانيا وحلفائها من الدول الغربية التي توفر لكييف الأسلحة الحديثة والمعلومات الاستخباراتية والتدريب العسكري.
وفي الوقت نفسه، كما يقول الكاتب، مازال الكرملين متمسكًا باتهامه لأوكرانيا بالتحضير لاستخدام قنابل قذرة في الصراع المحتدم بين الجانبين بينما أعلن رئيس وحدة الأسلحة الإشعاعية في القوات المسلحة الروسية إجور كيريلوف أن قواته على أتم الاستعداد للقتال في أجواء ملوثة إشعاعيًا.
ويشير الكاتب كذلك إلى تصريحات صحفية للمتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بسيكوف التي أكد فيها أن "التهديد الأوكراني حقيقي وقائم بالفعل".
ويردف الكاتب قائلًا: إن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين أكد لنظيره الروسي، خلال محادثة هاتفية منذ ثلاثة أيام، أن واشنطن لن تقبل أي مبررات من جانب روسيا لتصعيد الموقف العسكري في أوكرانيا.
ويتطرق الكاتب لتصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، التي أعرب فيها عن مخاوفه، أن اتهام روسيا لبلاده بالتحضير لاستخدام قنابل قذرة قد يعني أن القوات الروسية تستعد لتصعيد جديد ضد القوات الأوكرانية.
ويوضح الكاتب أن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أصدرت بيانًا مشتركًا في أعقاب المحادثات، التي جرت مع وزير الدفاع الروسي يؤكدون فيها دعمهم المطلق لأوكرانيا وأنهم سوف يستمرون في مساندة كييف مهما كلفهم الأمر.
ويختتم الكاتب المقال بالقول إن التهديدات الروسية الأخيرة تأتي في وقت تستعد فيه موسكو لإخلاء المنطقة الواقعة شرق نهر دنيبر بالقرب من مدينة خيرسون الاستراتيجية تحسبًا لهجمات أوكرانية على المنطقة، موضحًا أن القوات الروسيا قامت بإخلاء ما يقرب من 25،000 شخص من المنطقة منذ الثلاثاء الماضي.