يشارك السلاح الإيراني في الأزمة الأوكرانية بشكل فاعل ومؤثر من جانب الطرف الروسي الذي سبق وأن قدم لطهران أسلحة متطورة عديدة، لكن موسكو اليوم تبدو في حاجة ماسة إلى تزويد قواتها المقاتلة بهذا السلاح بعد أن باتت على أعتاب الهزيمة في خيرسون جنوب أوكرانيا.
وأرسلت طهران مسؤولين إلى موسكو لوضع اللمسات الأخيرة على شروط شحنات أسلحة إضافية، بما في ذلك نوعان من صواريخ أرض - أرض، وفقًا لما كشفه مسؤولون من الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن طهران تستعد لزيادة إمداداتها من الأسلحة الثقيلة لروسيا بشكل سري، وإن تم تنفيذ الصفقة، فسيكون ذلك أول تسليم لمثل هذه الصواريخ إلى روسيا منذ بداية الحرب.
وهذه التحركات تخالف ما كرره الخطاب الرسمي الإيراني تمامًا، بينما كانت المؤسسة العسكرية تستعد سرًا لتوريد أول شحنة من صواريخ "فاتح" و"ذو الفقار"، وهما صاروخان باليستيان قصيرا المدى قادران على ضرب أهداف على مسافات تبلغ مئات الكيلومترات.
وتجدر الإشارة إلي أن تلك الإمدادات المرسلة بهدف تعويض مخزونات الأسلحة الروسية، تأتي في وقت تظهر فيه تقييمات أجهزة الاستخبارات الغربية أن المخزون الروسي تناقص بسرعة خلال الأيام الأخيرة في الحرب، ففي منطقتي دونيتسك وخيرسون استطاع الأوكرانيون تحقيق اختراقات مهمة وغنيمة أسلحة كبيرة بعد أن فر الجنود الروس وتركوها أمام تقدم الجيش الأوكراني الذي جاء بشكل مباغت.
واتفقت طهران مع موسكو أيضًا على إرسال طائرات بدون طيار هجومية إلى جانب صواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع.
يأتي هذا بينما كرر وزير الخارجية الإيراني حسین أمیر عبداللهيان، التأكيد مؤخرًا على أن بلاده لم تقدم أسلحة لأي طرف في الحرب الأوكرانية وأنها لن تفعل ذلك في الأيام المقبلة.
وتؤكد الحكومة الإيرانية علنًا أن تسليح أي طرف من أطراف الأزمة سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب، وأنها لم ولن تعتبر الحرب الطريق الصحيح، سواء في أوكرانيا أو في أي مكان، على الرغم من أن الجيش الأوكراني أعلن رسميًّا تدخل طهران في صف موسكو عن طريق مدها بالأسلحة.
وكانت القوات الجوية الأوكرانية أعلنت إسقاط 6 مسيرات إيرانية من طراز «شاهد 136» أطلقتها روسيا جنوبي أوكرانيا خلال المواجهات العسكرية الدائرة بين الطرفين، والتي بدأت خلال شهر فبراير من العام الحالي.