أجرى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، ونظيره الأمريكي لويد أوستن، مباحثات هاتفية أمس الأحد للمرة الثانية خلال 3 أيام وأثيرت خلالها تخوفات حول "القنبلة القذرة"، ومن سيطلقها وهو ما يذكرالعالم بكارثة تشرنوبيل.
وتعد المباحثات الهاتفية بين شويجو وأوستن، هي الثالثة منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، حيث جرى اتصالا بينهما في مايو الماضي، وكان الاتصال الثاني في 21 أكتوبر الجاري.
الوزير الروسي أجرى أمس الأحد أيضا، مباحثات هاتفه مع نظرائه في بريطانيا وفرنسا وتركيا وهي دول أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، تحدث خلالها عن تخوفه من أن الوضع في أوكرانيا يزداد سوءا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية عن اتصال شويجو بوزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو "ناقشا الوضع في أوكرانيا الذي يتدهور بسرعة، إنه يتجه نحو مزيد من التصعيد غير المنضبط"، وفقا لما أوردته وكالة "رويترز".
وتحدث شويجو بشكل منفصل إلى وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، والبريطاني بن والاس، وأبلغ نظرائه الفرنسيين والتركي والبريطانيين بقلق موسكو من أن أوكرانيا قد تفجر "قنبلة قذرة" - وهي عبوة بها مواد مشعة.
وأثارت التأكيدات الروسية السابقة بأن أوكرانيا قد تلجأ إلى استخدام أسلحة محظورة مثل الأسلحة البيولوجية مخاوف في الغرب من أن موسكو ربما تستعد لشن هجمات مماثل وتحمل كييف المسؤولية عنها.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" للمكالمة أن أوستن أبلغ شويجو بأنه "رفض أي ذريعة للتصعيد الروسي" كما "أعاد أوستن التأكيد على قيمة التواصل المستمر".
وقال مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان إنه رفض مزاعم شويجو الكاذبة بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها، مضيفة،ن "العالم سيرى من خلال أي محاولة لاستخدام هذا الادعاء ذريعة للتصعيد".
ولم يكن هناك ما يشير من الجانب الروسي إلى أن المحادثات أسفرت عن أي نتائج إيجابية ومع ذلك، فقد أظهروا أن روسيا وأعضاء حلف الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة يحتفظون بنشاط بقنوات اتصال في وقت يتزايد فيه القلق الدولي بشأن تصعيد نووي محتمل.
وقال ليكورنو بعد الاتصال الهاتفي يوم الأحد إنه أعاد تأكيد رغبة فرنسا في حل سلمي للحرب في أوكرانيا وإن باريس رفضت الانجرار إلى أي شكل من أشكال التصعيد.
وقالت بريطانيا إن والاس "دحض" مزاعم شويجو بأن الدول الغربية تسهل خطة كييف لتصعيد الصراع.
ما هي القنبلة القذرة ؟
يعرف المختصون القنبلة القذرة بأنها عبارة عن "جهاز" لنشر الإشعاع وهي تعمل عكس القنبلة النووية التي تطلق طاقة هائلة، بمتفجرات بسيطة "تشتت" المواد المشعة.
ويصاب البشر عند تشتيت هذه المواد المشعة في منطقة محددة، فيما يمكن مقارنة الضرر الناجم عن القنبلة "القذرة" بعواقب الكوارث بمحطات الطاقة النووية، وعلى سبيل المثال محطة تشيرنوبيل النووية.
ومع ذلك تعد القنبلة "القذرة" من أسلحة الدمار الشامل، وفيها يتم دمج المواد المشعة مع العناصر المتفجرة التقليدية.
يشار إلى أن موجة الانفجار الناجمة عن "القنبلة القذرة"، أصغر من الموجة التي تنتج عن السلاح النووي. وهذا النوع من القنابل لا ينسب تقليديا إلى الأسلحة القتالية، بل إلى الأسلحة الإرهابية، حيث يعمل الإشعاع ببطء ويمكن أن يقتل عددا كبيرا من البشر من دون أن يلاحظه أحد تماما.
ويقول الخبير العسكري فسطنطين سيفكوف إن "القنبلة القذرة"، تحمل بعناصر مشعة أو بذخيرة كيميائية وتصميمها الاولي عبارة عن قذيفة بمادة مشعة مع شحنة طاردة. تنفجر القذيفة وتحمل الشحنة الطاردة المادة المشعة ويتم نشرها على مساحة كبيرة، فيما الخيار الثاني أن تُرسل بنظام صاروخي بعيد المدى لضرب نفايات محطات طاقة نووية، وفقا لما أورده موقع "روسيا اليوم".
تشرنوبيل القرن العشرين
ويشير سيفكوف إلى أن ما حدث في شيرنوبيل يعد بمثابة مثال عن "القنبلة القذرة" غير المقصودة، لافتا إلى أن هذا النوع من الأسلحة أسوأ من القنبلة النووية الكلاسيكية من حيث العواقب، ويكون عمر النصف بعد الانفجار النووي التقليدي أقصر، على التوالي، ويحدث وقف تنشيط المواد الخطرة بسرعة أكبر، "حتى هيروشيما وناغازاكي، التي ألقى الأمريكيون عليهما قنابل نووية، أعيد بناؤهما واستقرتا نسبيا بسرعة، فيما لا تزال تشيرنوبيل محاطة بهالة تنذر بالسوء.
وكارثة تشيرنوبل هي حادثة نووية إشعاعية وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، في 26 أبريل 1986، شمال أوكرانيا، التي كانت واقعة تحت حكم الاتحاد السوفييتي آنذاك، وتعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم.
والهدف من القنبلة "القذرة" ليس تدمير المنطقة التي تصيبها، فيما يمكن أن يكون انفجار قنبلة ذرية عادية أقوى بآلاف أو حتى ملايين المرات من انفجار قنبلة ذرية "قذرة"، لذلك فالقنبلة "القذرة" لا تعد، بحسب الخبراء، قنبلة بالمعنى الحقيقي للكلمة، ويمكن أن تكون مجرد حاوية لمواد مشعة تركت في مكان عام. أو الغبار الذي تنثره طائرة على مدينة، مثل المبيدات الحشرية التي تنتشر فوق الحقول، وحتى محطة الطاقة النووية المتضررة يمكن إدراجها في نفس السلاح.