تنعقد اليوم الاثنين في جنوب أفريقيا مفاوضات السلام بين الحكومة الإثيوبية، وجبهة تحرير شعب تيجراي، لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ عامين وتسببت في أزمة إنسانية مروعة في شمال إثيوبيا.
وتعقد مباحثات السلام تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وتأتي في ظل استمرار الجيش الإثيوبي وحليفه الإريتري في قصف مدن تيجراي بالطائرات المسيرة بدون طيار، والتي استهدفت منشآت مدنية عديدة خلال الفترة الماضية.
وأبدى خبير في شئون القرن الأفريقي تشاؤمه من محادثات السلام التي ستعقد في جنوب أفريقيا، حيث أوضح "رشيد عبدي" في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر" أن "أديس أبابا كانت تأمل في أن تكون قد سيطرت على ميكيلي بحلول يوم الاثنين، من أجل إعلان النصر وتحضر المحادثات التي يقودها الاتحاد الأفريقي في جوهانسبرج لإملاء شروط الاستسلام على جبهة تحرير تيجراي، وكانت تلك هي الخطة، لا رغبة أو نية لوقف إطلاق النار".
وأضاف الخبير في القرن الأفريقي أن "جبهة تيجراي تنسحب من البلدات من أجل تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وسوف تعود إلى حرب العصابات، إنها تتكيف بشكل جيد مع ذلك، ولن تدوم نزعة الانتصار في أديس أبابا، لقد رأينا ذلك في الماضي، نفس الحلقة المفرغة من جديد".
وفي نفس السياق، أكد محمد خير عمر الكاتب والباحث في شئون القرن الأفريقي، أن محادثات السلام "وهمية" مشيرا في تغريدة له على "تويتر" إلى أن السلام يأتي بوقف العمليات العدوانية، ولكن حينما يعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بأنه سينهي الحرب فذلك يعني وقف أن قواته ستدخل ميكيلي "عاصمة تيجراي" قبل أو أثناء المحادثات، إذا استطاعوا وبعد ذلك سيعلن انتهاء الحرب".
وعادت الاشتباكات بين الجانبين في 24 أغسطس الماضي، بعد 5 شهور من الهدوء جراء الهدنة التي بدأت في مارس الماضي.
ويتحالف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مع الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي ضد جبهة تيجراي، ويشنان معا غارات جوية وقصف مدفعي على مدن شمال إثيوبيا، في محاولة للقضاء على الجبهة التي كانت تحكم إثيوبيا طوال 30 عاما، حيث تركت الحكم في 2018 بعد فوز آبي أحمد برئاسة الوزراء وينحدر كم عرقية أورومو، وخاضت إثيوبيا في عهد التيجراي حربا ضد إريتريا استمرت بين عامي 1998 و2000 وانتهى العداء بين أديس أبابا وأسمرة بتوقيع اتفاق سلام بين البلدين برعاية خليجية في عام 2018 نال على إثره رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد جائزة نوبل للسلام.
وشن آبي أحمد حربا ضد جبهة تيجراي بعد 11 شهرا فقط من حصوله على جائزة نوبل للسلام، متحالف مع ميليشيات الأمهرة "فانو" والرئيس أفورقي.
ويأمل المجتمع الدولي في إنهاء الحرب التي يخوضها التحالف الإثيوبي الإريتري ضد تيجراي، وعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة مغلقة الجمعة الماضية في محاولة لاستصدار بيان بشأن الصراع في إثيوبيا، إلا أن المساعي فشلت بسبب الانقسامات بين أعضاء المجلس، وقال دبلوماسيون إن النرويج والأعضاء الأفارقة الثلاثة في المجلس - كينيا والجابون وغانا - اقترحوا بيانًا من شأنه أن يعرب عن "القلق الشديد" إزاء التقارير المتعلقة بتصاعد القتال في تيجراي، ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وحث الأطراف على الالتزام مجددًا بالحوار، لكن الدبلوماسيين قالوا إن روسيا والصين منعت الموافقة عليها، وفقا لتقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
فيما وصفت سامنثا باور مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الوضع في إثيوبيا، التكلفة البشرية للصراع بأنها "مذهلة".