في ظل يقظة أمنية تسيطر على شمال شرق سوريا، تترقب خلايا نائمة لتنظيم داعش الإرهابي أي فرصة سانحة لاستعادة تمددها ونشر وجودها المكاني على جزء من الأراضي السورية، حيث نفذ التنظيم عددا من العمليات الكبيرة لضرب الاستقرار، ولإعلان عودته التي ينتظرها.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن تمكنت من السيطرة على مدينة الرقة بشكل كامل بعد معركة كبيرة ضد التنظيم الإرهابي، بدأت في يونيو من العام 2017 وانتهت في أكتوبر من العام نفسه.
ونشر موقع "التحالف الدولي ضد داعش"، تقريرا "فيديوجراف" احتفاء بالذكرى الخامسة لتحرير المدينة تضمن عددا من المعلومات والأرقام المهمة، عن مرحلة ما بعد التحرير، خاصة وأن المدينة دخلت في مرحلة إعمار تتصف بالاستقرار والأمن بعد أربع سنوات من خضوعها تحت قبضة التنظيم الإرهابي، وكانت المعركة التي استمرت لقرابة 4 أشهر قد تركت 80% من المدينة مدمرا.
وبحسب "التحالف"، فإن نحو 300 ألف مواطن تمكنوا من العودة إلى منازلهم، كما تم رفع ما يقرب من 5 مليون متر مربع من الأنقاض، وجرى إزالة 70 ألف من المخلفات غير المتفجرة التي تركها داعش، كما أُعيد بناء 15 جسرا على ضفاف نهر الفرات لوصل طرفي المدينة ببعضها، وتمكنت السلطات المحلية من ترميم أو بناء أكثر من300 مدرسة.
ووفقا لـ"التحالف" فإن الرقاويين باتوا أكثر تصميما من أي وقت مضى على إحياء روح مدينتهم وحمايتها من الإرهاب.
"قسد" تلتزم بمطاردة داعش
وفي ذكرى الانتصار على التنظيم الإرهابي، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية عفوا عاما عن المقاتلين الفارين من أداء خدمة الدفاع الذاتي ودعتهم لتسوية أوضاعهم بشرط ما لم يكونوا تورطوا في أعمال إرهابية أو جنائية.
ونشر المكتب الإعلامي لـ"قسد" بيانا قالت فيه إن قوات التحالف الدولي قالت إنها تواصل مع "قسد" لمحاربة تنظيم داعش.
وتابع البيان، أنه في الذكرى السنوية الخامسة على تحــرير مدينة الرقة، أكد "التحالف" أنَّ قــوات "قسد" تمكنت منذ بداية العام من إزالـة أكثر من 250 مـادة قابلة للانفـجار واعتـقال 82 من الخلايا ومصادرة مئـات القطع من الأسـلحة مما يعزز من الاستقرار وأمـن السكان في الرقة.
محاولة "سجن غويران" لاستعادة "خلافة داعش"
آخر محاولات تنظيم داعش، كان الهجوم الذي قاده مطلع العام الجاري على سجن مدرسة الصناعة بمنطقة غويران بالحسكة، بهدف تهريب عناصره المحتجزة لدى قوات سوريا الديمقراطية، وقد عُثر مع الموقوفين على منشورات لتحريض عناصره للعمل من أجل "دولة الخلافة الثانية" خاصة وأن الأولى قد تم دحرها في العراق وسوريا.
وطالب المرصد السوري بضرورة الوقوف بجانب «قسد» التى يقع على كاهلها احتجاز ما يقرب من ١٢ ألف إرهابى ضمن سجونها، وهو ما وصفه بالحمل الكبير على قواتها.
وأسفرت العملية، وفقا لبيان المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن سقوط ١٨١ قتيلا، من بينهم ١٢٤ عنصرًا من تنظيم «داعش»، و٧ من المدنيين، و٥٠ من قوات سوريا الديمقراطية.
كما أسفرت عن نزوح ٤٥ ألف مدنى من سكان المنطقة خوفًا من عودة داعش بحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة.