في فصل جديد من فصول الصراع بين ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام» وهي فصيل مسلح في الشمال السوري، والفيلق الثالث، وهو أحد فصائل ما يعرف بالجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، اتهمت الأولي، الثاني، بالخيانة والارتباط بـما سمته «جهات خارجية معادية لقوى الثورة».
وقالت «هيئة تحرير الشام»، في بيان نُشر على قناتها في تطبيق «تليجرام»، إنها حاولت مرارًا التفاهم مع «الفيلق الثالث» حول تنسيق الواقع العسكري والأمني في حلب وعفرين من أجل حماية المدنيين وتنظيم المؤسسات العسكرية بعيدًا عن المؤسسات المدنية.
وأضاف البيان، أن هناك علاقات مشبوهة تربط «الفيلق الثالث» بجهات خارجية معادية لقوى الثورة، إضافة لاتهام «الفيلق» بشن حملات عسكرية في الفترة الماضية بغية السيطرة على مناطق الهيئة.
خلافات بين القيادات
اتهامات ميليشيا «تحرير الشام» بزعامة أبو محمد الجولاني، تأتي بعد اشتباكات بين الطرفين كان آخرها قبل أسبوع، انتهت بسيطرة «الجولاني» على مناطق «كفر جنة» وعدد من بلدات وقرى بمحيط مدينة إعزاز، وأعقب تلك الاشتباكات، الاتفاق على وقف إطلاق النار مجددًا في المنطقة والعودة لتنفيذ بنود الاتفاق الأول القاضي بانسحاب ميليشيا الجولاني من المناطق التي تقدمت إليها بريف حلب الشمالي، في إشارة لعفرين وجنديرس وكفر جنة وما حولها.
وتضرب الخلافات قيادات صفوف الفيلق الثالث، وسط تخوف من نية «تحرير الشام» السيطرة الكاملة على مناطق الجيش الوطني بريف حلب، بما يشمل الملفات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وبذلك يقتصر وجود الفيلق على المهام العسكرية، وهو أمر يرفضه الأخير.
وخلال اليومين الماضيين، سحبت «تحرير الشام»، بعض من أرتالها العسكرية من منطقة عفرين وكفرجنة وجنديرس باتجاه معاقلها الأساسية في إدلب، وفق وكالة أنباء «سانا» السورية، و أكدت الوكالة أن «تحرير الشام»، مازالت موجودة في تلك المناطق بعد سحب عدد قليل من قواتها أمام عدسات الإعلام.
تظاهرات غاضبة
في السياق ذاته، واصل مواطنون في مناطق ريف حلب بمدن الباب وجرابلس ومارع وإعزاز، تظاهراتهم للتعبير عن الرفض الشعبي لدخول ميليشيا «الجولاني» إلى تلك المناطق، وسط مطالبات أمريكية لهيئة تحرير الشام، بسحب قواتها بشكل فوري من المنطقة، كونها مصنفة على قوائم الإرهاب الدولي.
إلى جانب ذلك، أصدر كلٌ من الشبكة السورية لحقوق الإنسان، والائتلاف الوطني، بيانات صحفية حقوقية، صبت في السياق ذاته، وحذرت من سيطرة هيئة تحرير الشام الجولاني على المنطقة.