تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا في تدهور الأوضاع الاقتصادية في غالبية دول العالم، فلم تفرق بين دولة غنية وأخرى فقيرة، بل اشتعلت الأوضاع في هذه الدول، رفضا للأوضاع التي تزداد سوءا يوما بعد يوم.
تسببت الأزمة الاقتصادية وفشلها في مواجهتها في استقالة ليز تراس، رئيس الوزراء البريطانية عقب 45 يوما فقط من تولي المنصب، لتصبح ثاني اقصر حكومة في التاريخ البريطاني.
فيما كشفت صحفية "الجارديان" البريطانية عن وجود أكثر من مليونى أسرة بريطانية تحمل مديونيات فى فواتير الكهرباء، فيما تراجعت الحكومة عن برامج الإعانة.
وأفادت البيانات الرسمية أنه بحلول نهاية يونيو، كان أكثر من 2.3 مليون عائلة بريطانية متخلفة عن تسديد فواتير الكهرباء، وأكثر من 1.8 مليون أسرة متخلفة عن تسديد فواتير الغاز، علما بأن كلا المؤشرين قد ارتفع خلال ثلاثة أشهر بمقدار الربع، وارتفع منذ نهاية عام 2020 بمقدار الثلثين تقريبا.
وكانت حكومة ليز تراس قد حاولت إخراج البلاد من الأزمة عبر خطة مالية عاجلة مبنية على تقليل الضرائب وزيادة النفقات العامة، إلا أن هذه الخطة ضاعفت من إرباك السوق وتراجع قيمة الجنيه بشكل كبير، الأمر الذي أدى في النهاية إلى إقالة مستشار وزارة المالية كواسي كوارتينج وتعيين وزير جديد وهو جيرمي هانت الذي جاء بخطة معاكسة مبنية على الإبقاء على الضرائب وإلغاء المساعدات المقدمة على فواتير الطاقة بعد أبريل من العام المقبل، مع العمل على آلية جديدة، قبل أن تستقيل لاحقاً رئيسة الوزراء ليز تراس. المؤشرات الأولية للخطة جيدة.
وبالانتقال إلى فرنسا، تشهد شوارع فرنسا تظاهرات واضرابات عمالية تسببت في حالة شلل كاملة للبلاد، وخاصة في ميادين وشوارع فرنسا الشهيرة.
كما اشتبك عشرات المحتجين مع قوات الشرطة حيث حطموا واجهات المحال التجارية، وذلك اعتراضا على ارتفاع التضخم في البلاد، وكذلك سوء الحالة المعيشية في البلاد.
وأعلنت الشرطة الفرنسية اعتقال العشرات على إثر الاحتجاجات التي شهدتها باريس وعدد من المدن، كما قام عدد من المزارعين بنقل روث الحيوانات في الميادين الرئيسية للبلاد، اعتراضا على أوضاعهم، وارتفاع أسعار مواد الزراعة.
وتوقف تسيير القطارات بين الأقاليم بنسبة النصف تقريباً في الوقت الذي دعت فيه نقابات عدة إلى إضراب على مستوى البلاد سعياً إلى استثمار الغضب على التضخم الذي لم تشهد له فرنسا مثيلاً منذ عقود، وكذلك مد الإضرابات العمالية المستمرة منذ أسابيع في مصافي النفط إلى قطاعات اقتصادية أخرى.
ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي تقريرا كشفت من خلال عن اشتعال التظاهرات في أكثر من 90 دولة حول العالم بسبب ارتفاع أسعار المحروقات بالتامن مع الحرب الروسية على أوكرانيا.
ومن خلال تحليل البيانات المتعلقة بالمظاهرات في جميع أنحاء العالم، والتي تم جمعها من قبل مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (Acled)، أثبتت بي بي سي أنه بين يناير وسبتمبر من هذا العام، خرج الناس في أكثر من 90 دولة وإقليم إلى الشوارع بسبب ارتفاع أسعار الوقود أو عدم توفره.
وثلث تلك الدول لم تشهد احتجاجات على الإطلاق بشأن الوقود في عام 2021. على سبيل المثال، لم تشهد إسبانيا أي احتجاجات في عام 2021، لكنها شهدت 335 مظاهرة في مارس من هذا العام فقط.
وقد شهدت إندونيسيا أكثر من 600 مظاهرة احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود حتى الآن هذا العام مقارنة بـ 19 مظاهرة فقط في عام 2021. كما شهدت إيطاليا أكثر من 200 مظاهرة احتجاجية في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022 مقارنة باثنتين فقط في العام الماضي. وفي الإكوادور، كانت هناك أكثر من ألف مظاهرة احتجاجية في شهر يونيو وحده.
