تحديات كبيرة يواجهها العالم بسبب التغيرات المناخية، والتي تؤثر على كل دول العالم، بسبب آثاره التي تظهر حاليًا في صورة ارتفاعات في درجات الحرارة بشكل غير مسبوق وذوبان للجليد في القطب الشمالي، وفيضانات وعواصف مدمرة في عدد من البلدان.
وتزامنًا مع انعقاد قمة المناخ «COP٢٧»، في مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل، فإن العالم يتابع الآثار المترتبة على ظاهرة التغير المناخي، طامحين في تغيير يقوم دول العالم في مواجهة هذه الظاهرة، والخروج بتوصيات للعمل على تخفيض درجة حرارة كوكب الأرض ومواجهة الظاهرة المدمرة.
وعلى مستوى كرة القدم، فسيكون لظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ تأثير سلبي كبير قد يكون مدمرًا، حيث يواجه ربع أندية كرة القدم في إنجلترا وويلز فيضانًا سنويًا، لملاعبهم خلال العقد الحالي، ويمكن حتى أن يتم ضمهم بالكامل بحلول عام ٢٠٥٠، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «ذا صن» البريطانية. كما أن هناك تحذيرات من إمكانية غرق جسر ستامفورد بريدج في تشيلسي بحلول عام ٢٠٥٠، فيما أشار تقرير الصحيفة إلى أن بعض ملاعب بعض الأندية الإنجليزية مثل وست هام وتشيلسي وفولهام وساوثهامبتون لن تكون قادرة على التعامل مع كمية الأمطار المتزايدة المتوقعة خلال السنوات القليلة المقبلة.
فيما نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، دراسة حول دول كرة القدم غير المباشر في التغير المناخي والاحتباس الحراري، ونماذج للتأثير السلبي الذي تعرضت فه عددًا من الملاعب بسبب تغير المناخ. وطبقًا لدراسة نشرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن كرة القدم لعبت بطريقة غير مباشرة دورًا في التغير المناخي الذي يواجهه العالم حاليًا، حيث انتقال المشجعين والفرق بكافة وسائل النقل التي تستخدم البنزين والسولار، وهو ما يترتب عليه إنتاج كثيف لثاني أوكسيد الكربون الضار بشدة بالبيئة، كما أن بعض صناعات الملابس الرياضية التي تحتاج لأنواع معينة من الوقود الأحفوري، فضلًا عن الأغذية التي يكون للسولار دورًا في صناعتها مثل الخبر، كلها لعبت دورًا سلبيًا في التغير المناخي.
وكشف موقع «ذا أتلتيك» الأمريكي في تقرير له عن إمكانية تهديد ملعب ستامفورد بريدج معقل نادي تشيلسي بالغرق، وفقًا لإحدى الدراسات التي نشرها الموقع، والتي أشارت إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بجانب فترات الجفاف الطويلة، والعواصف المدمرة وارتفاع منسوب مياه البحر، فإنه بحلول عام ٢٠٥٠، يتوقع حدوث فيضانات جزئية أو كلية لربع الأندية الإنجليزية، ومن بينها ملعب ستامفورد بريدج معقل «البلوز»، وملعب سانت ماري ملعب نادي ساوثهامبتون، واستاد لندن الأوليمبي الضخم، والذي يلعب نادي ويست هام مباراياته عليه.
فيما لم يقتصر تأثيرات التغير المناخي على الملاعب والاستادات فقط، وإنما وصل للمتفرجين واللاعبين، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة الكبير سيكون له تداعيات هائلة على المباريات، وقد تصبح هناك فترات توقف معينة خلال المباريات من أجل تناول المياه لمجابهة الحرارة، وقلة عدد المشجعين الحاضرين للمباريات.
نماذج للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على كرة القدم
وبدأت التأثيرات السلبية بسبب التغيرات المناخية تظهر على كرة القدم، في معسكر نادي برشلونة الإسباني التحضيري للموسم الجديد ٢٠٢٢-٢٠٢٣ والذي أقيم في الولايات المتحدة، حيث اضطر النادي الكتالوني في بعض الأوقات لخوض التدريبات داخل الفندق الذي يقيم فيه أو حتى تأخير التدريبات، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في مدينة ميامي الأمريكية التي كان بها معسكر الفريق.