تمر في هذا الشهر الذكري الـ 21 لوفاة الأنبا جريجوريوس أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي.
ويعتبر الأنبا غريغوريوس هو أحد أشهر الرواد في النهضة الفكرية بالكنيسة القبطية الارثوذكسية، فقد ولد الأنبا جريجوريوس في 13 اكتوبر 1919م بمدينة أسوان، وبعد حصوله علي البكالوريا ألتحق بالكلية الاكليريكية عام 1936م وتخرج منها عام 1939م، بتقدير ممتاز، ثم ألتحق بالخدمة في كنيسة الانبا أنطونيوس بشبرا كما حصل علي ليسانس الاداب من جامعة فؤاد الأول (القاهرة) في الفلسفة عام 1944م
ثم التحق بمعهد الآثار وحصل علي درجة الماجيستير في الآثار المصرية واللغات القديمة بمرتبة الامتياز عام 1952م
وفي هذه الفترة كان يعمل معيدا بالكلية الاكليريكية .
سافر الي انجلترا ليحصل علي الدكتوراة من جامعة مانشستر عن رسالته " الكلمات اليونانية في استخدامها القبطي" وحصل علي تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الاولي عام 1955م
عرض عليه ان يعمل كمعيد في جامعة أكسفورد ولكنه عاد الي مصر وترهب في دير العذراء المحرق بالقوصية وتغير اسمه الي الراهب باخوم المحرقي سنة 1962م
وهو العام نفسه الذي سيم فيه صديقه أنطونيوس السرياني أسقفا للتعليم باسم الانبا شنوده
بعد سيامته بشهر واحد استمر يحمل عبء الاكليريكية حتي سامه البابا كيرلس السادس أسقف للبحث العلمي في 10 مايو 1967م باسم الانبا غريغوريوس
وقد شغل مناصب متعددة منها عضوية المجالس القومية المتخصصة وعضو مجمع اللغة العربية ورئيس لجنة الترجمة العربية للكتاب المقدس
قام بتأليف 60 كتابا تم إصدارها في منشورات اسقفية الدراسات العليا والبحث العلمي، كذلك تأليف 60 كتابا للمقررات التي تدرس في الاكليريكية في جميع فروع اللاهوت.
يقول الشماس الاكليريكي الدكتور وحيد رمزي عبدالله بكنيسة السيدة العذراء والبابا كيرلس السادس بمركز بدر- البحيرة أن من أهم صفاته أنه كان عالما بكل معني الكلمة في كل أوجه العلوم وليست الدينية فقط
كان وطنيا ومحبا لوطنه فهو لا يعرف الشعارات بل سلك بمحبة عملية مع جميع الناس مسلمين ومسيحيين، وليس غريبا ان تري الانيا غريغوريوس يعظ في جامع بدر بمديرية التحرير –البحيرة 12 يوليو 1967م
واختتم قائلا: توفي في 22 اكتوبر 2001م عن عمر يناهز 82 عاما.