ازدادت مؤخرًا المطالبات بالتوسع في زراعة الذرة الصفراء والتي تعد المكون الأهم في صناعة الأعلاف بعد أزمة عدم توافر الأعلاف مؤخرا، واتجاه البعض إلى إعدام الكتاكيت لعدم توافر العلف لها.
وقال المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، إن مصر تسعى لتقليل الاعتماد على الاستيراد من الأعلاف وزيادة قدراتنا المحلية، حيث قامت وزارة الزراعة بمجهود كبير مع اتحاد منتجي الدواجن، وتم تحديد تعاقدات وسعر مبدئي للمزارعين قبل زراعة الذرة الصفراء، مثل ما حدث مع القمح.
وأوضح الصياد، أنه تم زراعة نحو 3 ملايين فدان ذرة هذا العام لتوفير الأعلاف للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، وستزيد المساحات العام القادم.
وأضاف، نائب وزير الزراعة، أن مصر تستورد حوالي أكثر من 90 % من فول الصويا، ونسعى لزراعة فول الصويا بمصر، ووزارة الزراعة وفرت تقاوي تكفي لزراعة 150 ألف فدان من فول الصويا كمرحلة أولى وسنتوسع في زراعته في الأراضي الجديدة والصحراء لزيادة الإنتاج المحلي لمواجهة الأزمات.
من جانبه أكد الدكتور نادر نور الدين الخبير الزراعي وأستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إنه لابد من زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا في مصر لصنع الاعلاف محليا، خاصة وانهم محاصيل صيفية ويوجد مساحة في الأراضي الزراعية تكفي المحصولين في الموسم الصيفي.
وأوضح نور الدين، أنه يتم زراعة مليون ونصف فدان بمحصول الأرز، وربع مليون فدان قطن فقط ، أي أن هناك 4 ملايين فدان متبقية من الأراضي الزراعية يمكن زراعتها بالذرة الصفراء وفول الصويا، وبالتالي يتم حل مشكلة الدولار وتقليل فجوة الاستيراد، ومشكلة الأفدنة الفارغة التى لا يتم زراعتها في الموسم الصيفي.
وطالب نور الدين وزارة الزراعة، بتوفير الصوامع اللازمة لتخزين محصول الذرة الصفراء، بعد استلامها من المزارعين، على ان تتعاقد مع القطاع الخاص بأن تسلم لهم حصة شهرية من المحصول الموجود في صوامعها، وبالتالي لا يتم اللجوء إلى استيراد مكونات الأعلاف من الخارج، ويتم تصنيعها في مصر.
وأشار نور الدين، إلى أن وزارة الزراعة ليس لديها صوامع للذرة الصفراء بعد استلامها من المزارعين، وتطالب المستوردين بإنشاء الصوامع الخاصة بهم، في حين أن المستوردين يطالبون الوزارة بتوفير الصوامع، خاصة وأنه يتم توفير صوامع لمحصول القمح، كما أن الذرة الصفراء من المحاصيل التى تحتوي على نسبة رطوبة عالية تصل الى 15% وبالتالي تحتاج مجففات لتجفيفها إلا أن الوزارة والمستوردين يرفض كل منهم توفيرها، خاصة وان الذرة التي يتم استيرادها من الخارج تكون مجففة بالفعل، مطالبا وزارة الزراعة أن تساهم بتوفير المجففات.
في ذات السياق أكد الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، على أهمية التوسع في زراعة محاصيل الأعلاف الصيفية من الذرة خاصة أن إنتاجية مختلف أصناف وهجن الذرة أعلى إنتاجية من نظيرتها لمحصول فول الصويا الذي لا يمكن له منافسة المحاصيل الصيفية لإن إنتاجية فول الصويا لا تتخطى 1.25 طن مقارنة بإنتاجية الذرة التي تصل إلى 3 أطنان للفدان.
وشدد رئيس مركز البحوث الزراعية على أن أزمة العلف أزمة حقيقية وإن نفكر بصورة غير تقليدية تسهم في تلبية إحتياجات البلاد من محاصيل الأعلاف وخاصة الذرة، موضحا إنه يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الذرة الصفراء خلال عام واحد وذلك من خلال زراعة 2 مليون فدان بإنتاجية 3.5 طن تحقق 7 ملايين طن تلبي 70% من الاحتياجات اللازمة لصناعة الأعلاف خلال عام ويعتمد ذلك على توفير التقاوي اللازمة لزراعة هذه المساحة حتى نفيق من الغفلة التي عشناها خلال الفترة الماضية.
كما أكد سليمان ، عن استعداد المركز لتوفير التقاوي اللازمة للتوسعات المستقبلية في زراعة الذرة وتوفيرها لصالح إتحاد منتجي الدواجن على أن يتعاقد من المزارعين علي المساحات المستهدفة وفقا للتقاوي الجاهزة بهذا الشأن على أن يتم تحصيل قيمة التقاوي بعد حصاد المحصول من المزارعين.
وأوضح رئيس مركز البحوث الزراعية، إن مشكلة مصر المتعلقة بتوفير الكميات اللازمة لإنتاج الأعلاف هو أننا أغفلنا دور الذرة الصفراء خلال السنوات الماضية بسبب انخفاض أسعارها عالميا، وأن اللجوء لاستيراد الذرة الصفراء من الخارج يشكل دعمًا للمزارع الأجنبي على حساب المزارع المصري.