انسحب فصيل «هيئة تحرير الشام» الذي يتزعمه المدعو أبو محمد الجولاني، من مدينة عفرين ومحيطها بريف حلب الشمالي، لا سيما بعد اقتتال مع فصائل شبيهة أخرى في شمال غرب سوريا أدى إلى توغل الهيئة لمناطق واسعة في ريف حلب، الأمر الذي دعا الولايات المتحدة إلى التدخل السريع على خط الاقتتال لإجبار تحرير الشام على الانسحاب الفوري ومنعها من التمدد في المنطقة شمال غرب سوريا.
تدخل أمريكي
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية على خط الاقتتال الدائر بين المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا وفصيل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، بعد أسبوع من الاشتباكات بين الطرفين أدت إلى توغل تحرير الشام إلى مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي، ما دفع الولايات المتحدة إلى إرسال رسائل تحذيرية ترفض تمدد هيئة تحرير الشام المصنفة على قائمة التنظيمات الإرهابية.
وعبرت واشنطن عن قلقها من توسع القتال في الشمال السوري، وتمدد مقاتلي هيئة تحرير الشام، مطالبة بسحب قواتها من تلك المناطق على وجه السرعة، جاء ذلك في تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية في دمشق، الأربعاء 19 أكتوبر 2022، عبر حسابها الرسمي في «تويتر». وورد في التغريدة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بقلق عميق إزاء أعمال العنف أخيرًا في شمال غربي سوريا، داعية جميع الأطراف إلى حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم.
الموقف الأمريكي هو الثاني من نوعه بعد اندلاع الاشتباكات بين الفصائل وبين هيئة تحرير الشام، إذ دعت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى توخي الحذر حيال حياة المدنيين في الشمال السوري، مطالبة بوقف الاقتتال.
ويرى مراقبون أن هذه الاشتباكات تؤكد عدم الاستقرار في الشمال السوري، وضرورة إيجاد حل لهذا الصراع بين الفصائل المسلحة من جهة وبين هيئة تحرير الشام، التي تهدف إلى بسط السيطرة على كامل الشمال السوري.
انسحاب «تحرير الشام»
في الجهة المقابلة، واصل فصيل «هيئة تحرير الشام» سحب عدد من عناصره من مدينة عفرين ومحيطها في ريف حلب الشمالي وعادت به إلى مدينة إدلب شمال غربي البلاد تطبيقًا لاتفاق جرى بضغط تركي بعد قتال مع «الفيلق الثالث» التابع لـ«الجيش الوطني» ودخول «هيئة ثائرون للتحرير» كقوات فصل بين الطرفين في محور كفرجنة غربي أعزاز.
ولا يعني انسحاب «تحرير الشام» انسحاب الهيئة بالكامل، بل هو انسحاب فقط للعناصر التي كانت تنوي إكمال الهجوم باتجاه مدينة أعزاز، مضيفة أن العناصر التابعة للهيئة ستبقى في مدينة عفرين من أجل إدارة المدينة، حيث جاء ذلك عقب توقف القتال ودخول فصيل «هيئة ثائرون للتحرير» كقوات فصل بين الهيئة والفيلق في محور كفرجنة، ودخول قوات تركية إلى النقطة التركية في كفرجنة.
وكانت الهيئة قد توصلت، نهاية الأسبوع الماضي، إلى اتفاق مع «الفيلق الثالث»، لكن الاتفاق لم يستمر واستأنفت الهيئة هجومًا بداية الأسبوع الجاري وسيطرت على قرى وبلدات على طريق عفرين - أعزاز.، حيث عاد الهدوء مجددًا إلى المنطقة، فيما تابعت الهيئة سحب قواتها العسكرية عقب بيان أمريكي يعبر عن قلق واشنطن من تمدد الهيئة في المنطقة شمال غرب سوريا.