الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

تعرف على القديس هيلاريون الناسك

القديس هيلاريون الناسك
القديس هيلاريون الناسك ، رئيس الدير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بالقديس هيلاريون الناسك ، رئيس الدير الذي ولد  فى قرية طابورة فى فلسطين قرب غزة نحو عام 291م . 

 

كان أبواه وثنيين  فأرسلاه إلى مدينة الإسكندرية لكى يتعلم العلوم ، فبرع وأجاد وهناك عرف المسيحية ، فأمن بالمسيح ونال سر العماد ، وتقدم تقدماً عجيباً فى الإيمان والمحبة . 

 

كان مواظبا على الكنيسة ويجالس رجال الاكليروس وكان مثابراً على الصوم والصلاة ، محتقراً كل شهوة الملذات والمال . 

 

سمع بخبر القديس أنطونيوس الكبير الناسك فقصده ومكث عنده زماناً ولبس اسكيم الرهبنة وتتلمذ له . وتعلم منه نوع التصرف والقيام بالصلاة واستعمال التواضع والمواظبة على العمل والتقشف ثم عاد هيلاريون إلى بلاده . 

 

 برفقته بعض النساك مرادهم أن يسيروا السيرة النسكية فى بلاد الشام كما فى مصر ، ولدى وصول هيلاريون إلى بلدته سمع بموت أبيه . وزع قسماً من أمواله على إخوته والقسم الآخر منحه للفقراء . 

 

وسلك طريق النسك والعزلة فى برية مايوما بالقرب من ميناء غزة ، وهو بعد فى الخامسة عشرة من عمره . وكان يلبس على جلده مسحاً وقميصاً من جلد كان قد وهبهما له القديس أنطونيوس . وكان فراشه حصيراً من البردى وقلايته صغيرة تشبه القبر لا تكفى لتحوى جسمه كله إلا بالصعوبة . 

 

كان قوت يومه من خبز الشعير وقليلاً من الحبوب مطبوخاً فاحتد الشيطان عليه غضباً إذ رآه قد غلبه بسيرة التقشف ، فأثار عليه التجارب الصعبة ، وكان يضربه على صدره. فلم يفشل هيلاريون من ذلك ، بل صار يبالغ فى قمع جسده وقهر الشيطان ويخاطب جسده قائلاً له  " اننى سأجعلك ضعيفاً منحولا بنوع انك لن تقدر أن تلبث مستقيماً .

 

 واننى سأحرمك القوت بحيث انى لا أجود عليك إلا بالقليل من التبن لتعلفه ولاميتنك بالجوع والعطش واثقلنك بالاتعاب ولا قهرنك بالحر والبرد " . وكان يدوم على قراءة الكتب المقدسة والتأمل فيها . وكان ذا عفة وتواضع .

 

ذاع صيته فى أرجاء سوريا وفلسطين . فصار الناس يتوافدون إليه ليشفوا من أمراضهم وينالوا منه حاجاتهم . واعتنق المسيحية  كثير من الوثنيين الذين رأوا معجزاته وسيرة حياته . وبنى اديرة عديدة . بالرغم من ظروف العيش الصعبة التى فرضها على نفسه ، وجازى الله هيلاريون بكرامة صنع الآيات والمعجزات ،. يحكى أن يوماً دخل عليه اللصوص ، وهو راكع يصلى فى مغارته فقالوا له : " الا تخاف اللصوص ؟ فأجاب : " من لا يملك شيئاً لا يخاف أحداً " . فقالوا ألا تخشى الموت ؟ فقال كيف أخشاه وأنا استعد له فى كل ساعة ، ومن كان قلبه زاهداً فى كل ما فى الدنيا لا يصعب عليه أن يموت ، فأثر فيهم كلامه وعزموا على تغيير سيرتهم .  ولما بلغ الثمانين من العمر . رقد بالرب فى مدينة ﭘـافوس فى جزيرة قبرص يوم 21 سبتمبر عام 371م . أعاد جثمانه إلى مايوما تلميذه أوسابيوس .