صدرت مؤخرا عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر في القاهرة رواية “طفل الثامنة والتسعين نصراني” للكاتب اليمني هاني الصلوي .
تقع الرواية في أكثر من ثلاثمائة صفحة من القطع المتوسط وتحكي سيرة بطل شيوعي مفترض وربما واقعي تقول سيرته في هذا العمل أنه من أدخل الشيوعية إلى الوطن العربي من بوابة عدن الكوزمبوليتانية الشاسعة عبر معلمة يونانية تدعى سافو هي من ترجمت رأس المال إلى اليونانية وتحوي الرواية أكثر من خمس روايات بداخلها منها رواية الناقد الذي يقدم نظراته النقدية خلال الرواية ويصحح للروائيين الأصليين نظرياتهم سواء من الناحية التاريخية أو الرؤيوية او غيرها من النواحي.
الجدير بالذكر أن الكاتب الصلوي هو أكاديمي وشاعر وقد صدرت له اكثر من ١١ مجموعة شعرية وعددا من الكتب الفكرية والفلسفية.
وعن ملابسات وزمن كتابة هذه الرواية يشير مفتتحها إلى أنها كتبت، في نسختها الأولى، عام 2005م أو تم الانتهاء منها وخضعت للتحرير والتعديل خلال الأعوام الخمسة التالية، وفي عام 2010م أعدت للنشر، فأوقف الكاتب نشرها في اللحظات الأخيرة قبل الصدور؛ بسبب من بعض المستجدات، فأعادَ وزاد عليها في الأربع السنين اللاحقة، لتكتمل بالشكل الذي هي عليه الآن سنة 2014م وإن كانت هذه الزيادة قليلة من حيث البعد الكمي.
وهي رواية يدير سردياتها حشد من الرواة الذين لايتوقفون عن الحكي متصارعين في معظم الأحيان متصالحين في النادر ومن غرائب هذا العمل أن ثمة ناقد يدير كثيرا من مجاديف السرد داخلها ويتدخل في حركتها ومجرياتها وقد يقسو أحيانا وخطواته واضحة في مقدمته النقدية وفي هوامشه على النص الأصلي وقد أشار الصلوي حين سألناه عما إذا كان هو نفسه الكاتب ينتقد عمله؛ إلى أنه ربما كان نفسي اللوامة الناقدة التي تمسك بخناقي دائما كلما انحرفت إلى اليمين أو الشمال.
يتعدد أبطال طفل الثامنة والتسعين نصراني بحيث تحس أن كل شخصياتها أبطال بينما يشير محقق الرواية في مقدمته أن اللغة قد تكون هي بطلة الرواية حيث أن جميع من يقومون بالفعل السردي متلبسين لغة أحمد النصراني البطل ويشير الناقد أيضا أنه هو /النصراني قد يكون في لغته وحياته ملتبسا بشخصية ولغة معلمته الاشتراكية
تبدأ أحداث الرواية من مولد البطل في إحدى قرى مدينة تعز المتاخمة لعدن لكن معظم الأحداث تدور في مدينة عدن وهناك احداث خارج اليمن والوطن العربي. وتمتد أجيالها إلى ما بعد الجيلين. وتشتبك صراعاتها المحلية بصراعات خارج الإقليم والقومية واللغة والهوية والدين والمذاهب الاخلاقية والسياسية.
أما الزمن فهو متعدد بتعدد الأشخاص والأمكنة والأحداث والنفسيات زمن موهم بالوقت قد تحدده بميلاد النصراني وقد يحددك هو بشجرة عائلته الاوائل في القرون الغابرة عدا عن تشظي زمن كتابة الرواية الذي يحتار القارئ في بدايته هل هي تاريخ ابن المجاور أم مقالات بلقيس افجينا الاسم المستعار لسافو. أم نص عبد الخالق أم نص أخيه باسم أم سرد نبيل مسعود وعمر طربوش أم رؤى وليد حنبلة.