تواجه ملايين الأسر في المملكة المتحدة كارثة جراء فواتير الطاقة التي من المقرر أن ترتفع العام المقبل، بعد أن خفّض جيريمي هانت وزير المالية البريطاني، بشكل كبير خطة الدعم الحكومية من عامين إلى ستة أشهر.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية، إن محللين حذروا من أن هذه الخطوة قد تضاعف متوسط الفواتير إلى أكثر من 5000 جنيه إسترليني لبعض الأسر.
وأصدر "هانت" قراره، وذلك بعد التراجع عن تخفيضات ضريبية بقيمة 32 مليار جنيه إسترليني لطمأنة الأسواق بعد الاضطرابات التي أشعلتها "الميزانية المصغرة" الشهر الماضي، وفي تحذير من احتمال العودة إلى التقشف، قال إن الحكومة ستحتاج إلى اتخاذ قرارات صعبة للغاية لموازنة الكتب.
استبعاد توسيع الضرائب غير المتوقعة على أرباح شركات النفط والغاز
وفي حديثه في مجلس العموم، رفض أيضًا وزير المالية البريطاني استبعاد توسيع الضرائب غير المتوقعة على أرباح شركات النفط والغاز العملاقة لجمع المزيد من الأموال لسد الثقب الأسود في المالية العامة، وستكون هذه الخطوة بمثابة منعطف آخر مؤلم لرئيسة الوزراء ليز تراس، التي استبعدت الشهر الماضي فرض المزيد من الضرائب غير المتوقعة، قائلة إنها ستعيق الاستثمار في الاقتصاد.
وقال "هانت" للنواب: "أنا لست ضد مبدأ فرض ضرائب على الأرباح التي تعتبر مكاسب غير متوقعة، ولا شيء خارج الطاولة".
الفواتير قد تصل إلى 5000 جنيه إسترليني
ويقول المحللون، إن الفواتير قد تصل إلى 5000 جنيه إسترليني، وقالت شركة استشارية، لصحيفة التايمز الأمريكية إن توقعاتها تظهر أن متوسط فواتير الأسرة قد يصل إلى 5078 جنيهًا إسترلينيًا في أبريل.
وتشير تقديرات الصناعة إلى أن المخطط السابق لمدة عامين قد يكلف ما بين 70 مليار جنيه إسترليني و140 مليار جنيه إسترليني، اعتمادًا على سعر الجملة للغاز، وفقًا لتقرير ديلي ميل.
وتعهد "هانت" بأن يستمر الوزراء في تقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع. وقال "الهدف هو تصميم نهج جديد سيكلف دافع الضرائب أقل بكثير مما هو مخطط له مع ضمان الدعم الكافي للمحتاجين".
وقال مايك فوست، الرئيس التنفيذي لتحالف الطاقة والمرافق، إن هذه الخطوة إلى جانب الإعلان عن سحب التخفيضات الضريبية الموعود، ستؤدي إلى ضغوط مالية هائلة على أولئك الذين يكافحون بالفعل لدفع فواتيرهم.
يأتي ذلك في الوقت الذي قد تواجه فيه الأسر في جميع أنحاء بريطانيا، انقطاع التيار الكهربائي المستمر لمدة ثلاث ساعات في يناير وفبراير إذا انخفضت مخزونات الغاز، حسبما زعم رئيس الشبكة الوطنية.
جدير بالذكر أن ارتفاع أسعار الطاقة دفع الكثيرون في أوروبا لاستخدام مواقد الحطب، حيث تشهد معظم بلدان القارة العجوز ارتفاعا في الطلب على وقود كرات الخشب.
ولجأ مواطنون آخرون إلى تأمين احتياجاتهم من الطاقة عن طريق شراء الألوح الشمسية، وبحسب اتحاد الطاقة الشمسية في بريطانيا، فقد تم الوصول إلى الطاقة الإنتاجية القصوى لصناعة الألواح بوتيرة قياسية.
وبلغت الطاقة الإنتاجية لألواح الطاقة الشمسية التي تم تركيبها فوق أسطح المنازل في بريطانيا خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 95 ميجاوات، بما يعادل نحو 3 أمثال الطاقة الإنتاجية لهذا القطاع خلال الفترة نفسها من العام الماضي.