لا شيء فى الدنيا أكبر من الإرادة القوية ولا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب واليأس وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف فـى هذه المحطات، كلمات يعتقد الكثيرون أنها مجرد كلمات عابرة لا مكان لها على أرض الواقع، لكن الحقيقة تختلف، فهذه الكلمات تنطبق على السيدة «إيمان». حاولوا إيقاف مسيرتها فى مواصلة كفاحها واستكمال تعليمها، فقررت تحدى الجميع وحتى نفسها، ولم تستسلم وقررت قهر ظروفها التى حالت سابقا فى طفولتها دون التعليم، حتى تمكنت من الحصول على شهادة محو الأمية، واستكمال تعليمها بداية من المرحلة الإعدادية مع ابنتها، وصولا للمرحلة الجامعية. إيمان ربيع رضوان، سيدة من الشناوية، فى مركز ومدينة ناصر، شمال محافظة بنى سويف، نجحت فى الالتحاق بكلية التجارة، لتلحق مع ابنتها «أمل مصطفى عبد التوابـ»، التى تدرس بنفس الكلية، فى مفارقة جديدة من نوعها على محافظة بنى سويف، من أجل أن تحقق حلم عمرها باستكمال دراستها».
فى البداية تقول «إيمان ربيع»: كان حلم عمرى إنى أكمل دراستى، حيث أجبرت على ترك المعهد الأزهرى فى المرحلة الابتدائية لظروف أسرية، بالإضافة إلى بُعد المسافة عن المنزل، وشعرت بالقهر وقتها، ثم تزوجت فى السادسة عشرة من عمرى، وبدأت أفكر فى استكمال تعليمى.. هكذا تروى ابنة الشناوية رحلتها مع استكمال دراستها.
وتضيف «إيمان»: «ظللت أبكى لسنوات على تركى للتعليم، وعند بداية كل عام دراسى كنت أشاهد التلاميذ يتوجهون إلى المدارس أدخل فى حالة بكاء شديدة وينتابنى الحزن، قبل أن أقرر استكمال دراستى ونجحت فى الحصول على شهادة محو الأمية، ثم توقفت لسنوات، وحينما وصلت ابنتى أمل إلى الصف الأول الإعدادى، قررت استكمال الدراسة معها ودخلنا فى تحدٍ سويا ومنافسة الغرض منها تفوقنا رغم أننى كنت بدرس منازل، وظللنا كذلك وتفوقت عليها فى نتيجة الشهادة الإعدادية والتحقنا بالمدرسة الثانوية التجارية، وتفوقت هى عليّ ونجحت فى المعادلة والتحقت بكلية التجارة». وتابعت: «لم أخجل أننى أدرس مع ابنتى، بالعكس أوقات كنت بذاكر لها العربى أو الرياضة، وأصدقاؤها وزملاؤها كانوا أصدقائى وبناتى، وشجعنا بعض وأخذنا الشهادة الإعدادية مع بعض والثانوية التجارية أيضا مع بعض إلا أننى واجهت تعثرا فى المعادلة والتحقت هى بكلية التجارة العام الماضى، ثم التحقت أنا العام الجارى، بنفس الكلية، بعد نجاحى فى المعادلة». واستطردت «إيمان»: «الناس مبسوطة مننا جدا وبيشجعونا»، ولا أستطيع أن أنسى بعض المُدرسين فى المرحلة الإعدادية أو الثانوية، كانوا بيرفضوا يعاملونا على أننا اثنين، بالنسبة لثمن الدروس الخصوصية وبياخدوا مننا ثمن واحدة فقط، وبيشجعونا، كذلك زوجى كان وما زال مؤمنا بما فعلته وشجعنى رغم أننى بذلت مجهودا فى البدايات لإقناعه إلا أنه كان السند الأول لي».
واستكملت حديثها بقولها: «لدى أربعة أولاد؛ اثنان من البنات واثنان من البنين، والحمد لله كلهم بيدرسوا وبيتعلموا وأنا سعيدة بكده، وشخصيا أنا مصممة أكمل تعليم لآخر يوم فى عمري».
البوابة لايت
من محو الأمية لزمالة ابنتها بكلية التجارة.. قصة كفاح إيمان
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق