قال الدكتور سمير رؤوف ، الخبير الاقتصادي ، و الباحث في معهد التخطيط القومي، إن الرمال السوداء من أهم الموارد الطبيعية الاقتصادية ، التي اهتمت بها الدولة المصرية في الفترة الأخيرة، إذ يستخرج منها العديد من المواد الأخرى التي تخدم صناعات كثيرة مثل ( هياكل الطائرات وإطارات السيارات بالدهان والسيراميك والهواتف الذكية ) .
كما يدخل معدن الماجنتايت في صناعة الحديد الإسفنجي وحديد الزهر عالي الجودة والخرسانات التي تتحمل درجات الحرارة العالية والأسمدة المعدنية ويستخدم في إزالة ملوحة التربة.
ويدخل معدن الجارنيت في صناعة أحجار الخلج وأوراق الصنفرة وأيضا فلاتر المياه وقطع الرخام والجرانيت بضغط الهواء والمياه، كما يعد معدن الزيركون مصدرا رئيسيا للعناصر الأرضية النادرة والتي تستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الصناعات عالية التقنية، مثل الهواتف الذكية والسيارات التي تعمل بالكهرباء، ومصدرا ثانويا للسيريوم واليورانيوم .
وأشار رؤوف ، في تصريحات ل"البوابة نيوز" إلى أن العالم يشهد أزمة اقتصادية كبيرة ولا أحد يستطيع التوقع متي ستنتهي، و نتج عنها تداعيات خطيرة منها ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في العديد من الصناعات، و إقامة مشروع مثل "مصنع الرمال السوداء" يساهم في الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة ويخفض فاتورة الاستيراد، ويحقق خفضا لأسعار المنتجات على المستهلكين ، و يحل جزء كبير من أزمة سلاسل الامداد العالمية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية و ما نتج عنها من صعوبة الحصول علي مواد الإنتاج و الخامات .
و أكد الخبير الاقتصادي، ان إقامة مصنع لاستغلال الرمال السوداء ، يعد خطوة إيجابية في ملف توطين الصناعة، و يساهم في زيادة الصادرات الصناعية وتوفير فرص عمل وزيادة في حجم المعروض من المنتجات في السوق المحلي .
و أوضح الدكتور سمير رؤوف ، ان مشروع استغلال الرمال السوداء ينتظر قرارا بالتنفيذ منذ 40 عاما ، لافتا ان الرمال السوداء ، تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة تكتسب أهمية اقتصادية كبيرة و لها دور هائل في الصناعات الاستراتيجية الهامة ، ويعد المصنع الجديد في " البرلس" إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الهادفة إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الامثل لموارد مصر الطبيعية، و نموذجا لاصرار الحكومة المصرية علي النهوض بالصناعة الوطنية و النهوض بها ، وفي الوقت نفسه تطهير الشواطئ من المواد المشعة الضارة بالبيئة.
أضاف رؤوف ، تشير التقديرات إلى أن الاحتياطي الجيولوجي من الرمال السوداء في مصر يصل إلى نحو 1.3 مليار متر 3 تنتشر في مناطق( رشيد في البحيرة ودمياط وبلطيم في البرلس بكفر الشيخ والعريش في شمال سيناء )، فيما يصل متوسط تركيز المعادن الثقيلة فيها حوالي 65%، ليعد بذلك أكبر احتياطي على مستوى العالم.
ويسهم المشروع في توفير أكثر من 5 آلاف فرصة عمل وبلغت تكلفته نحو 4 مليارات جنيها ، ويبلغ صافي الموارد القابلة للانتاج بالمشروع 238.5 مليون طن، وفقا لما أعلنته الشركة المصرية للرمال السوداء بمتوسط تركيز للمعادن الثقيلة يبلغ 3.39% تكفي للتشغيل لمدة حوالي 16 سنة بمعدل استغلال يبلغ 15 مليون طن/ سنة، وسيمثل إنتاج الشركة المتوقع حوالي 3-5% من الإنتاج العالمي.