منحو قمة المناخ COP27
هنا مصر.. كل العالم فى شرم الشيخ (3)
العالم مع موعد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ المقرر عقده فى مدينة شرم الشيخ فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل.. العالم كله، بلا مبالغة، سيكون هنا فى ضيافة مصر، لتتحول المدينة إلى خلية نحل تنبض بالحياة على مدار 24 ساعة فى اليوم، بحضور قادة العالم ومسؤوليه ونوابه البرلمانيين ونشطاء المنظمات غير الحكومية من دول عديدة، ليتناقش الجميع حول أزمة المناخ والبيئة والاحتباس الحرارى وتنصل الدول الغنية من مسؤولياتها فى هذا الشأن.
"البوابة" تواصل تقديم هذه الصفحة، لتهيئة الرأى العام لهذه القضية المهمة من خلال متابعات شاملة حول العالم، تضع القارىء العزيز فى قلب الحدث قبل أن يبدأ.. ومعًا نقرأ الصفحة.
محمود حامد
شرم الشيخ بالألوان
منطقة زرقاء لمؤتمر الأمم المتحدة.. وأخرى خضراء لأنشطة الشباب والنساء من أنحاء العالم
وزيرة البيئة لـ«البوابة»: عرض قصص نجاح المشاركين من جميع الدول عبر أعمال وفعاليات عديدة
ياسمين فؤاد: أدعو الولايات المتحدة للتعاون مع مصر في مبادرة الربط بين المناخ والتنوع البيولوجي وفي مجال الغذاء والمياه والطاقة من خلال برنامج "نوفي"
كتبت - شرين حنفي
العمل يسير على قدم وساق لسرعة الانتهاء من مختلف الأعمال استعدادًا لاستضافة مصر للدورة الـ27 لقمة مؤتمر دول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27وتحويل مدينة شرم الشيخ لمدينة خضراء لأنشطة الوفود، إلى جانب المنطقة الزرقاء المخصصة للجلسات الرسمية للمؤتمر.
فى تصريحات خاصة لـ"البوابة"، قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة إن مؤتمر المناخ وعملية تحويل مدينة شرم الشيخ لمدينة خضراء يتم تنفيذه حاليا بالفعل بالتعاون مع كافة الجهات الحيوية بالبلاد وشركاء التنمية، وهو ما يمثل محاولة مصر لتجسيد الجمهورية الجديدة والفكر الجديد.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن المنطقة الخضراء، تُعد منصة تمكن مجتمع الأعمال والشباب والمرأة والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والفنانين ومجتمعات الموضة من جميع أنحاء العالم من التعبير عن أنفسهم وإيصال أصواتهم، وذلك من خلال المعارض والأحداث الجانبية التى سيتم إقامتها بها، كما ستسمح بتوفير حلقة وصل بين هذه الفئات والوفود الرسمية المشاركة في المؤتمر والمفاوضين للاستماع والاطلاع على مختلف الرؤى والأفكار والحلول المقترحة والنماذج الناجحة بما يساعد على تسريع وتيرة العمل المناخي.
وتطرقت الوزيرة إلى الموقف الخاص بحجز الأجنحة والأحداث الجانبية المقرر عقدها بالمنطقة الخضراء على هامش قمة المناخ، وذلك باستعراض أفضل قصص النجاح والتجارب البيئية المميزة، والتي تُعد نموذجًا واقعيًا للتطبيق يمكن تكراره والاستفادة منه على نطاق أوسع محليًا وعالميًا.
ولفتت الوزيرة إلى أن مصر تلقت 268 طلبًا لاستئجار مساحات بالمنطقة الخضراء تبلغ مساحتها الإجمالية 11553 مترًا مربعًا، حيث ستشهد تلك المساحات عرض الشق الخاص بالابتكار للزوار والمتحمسين للمناخ خلال المؤتمر، كما تستضيف المنطقة الخضراء "يوم أفريقيا"، وعددًا من الأيام الموضوعية التي تناقش بعض الموضوعات ذات الأهمية المرتبطة بتغير المناخ، كما ستقام مجموعة من الأحداث الجانبية المتعلقة بموضوعات هامة مثل التمويل ومشاركة الشباب والمجتمع المدني والمرأة والتنوع البيولوجي والحلول القائمة على الطبيعة والحياد الكربوني.
أشارت الوزيرة إلى أن تزايد الإقبال العالمي على المشاركة في مؤتمر المناخ COP27فرض على مصر مضاعفة مساحة المنطقة الزرقاء المخصصة للمؤتمر الرسمى، حيث سيكون المؤتمر الأكبر حتى الآن من حيث المشاركة، كما حرصت مصر على التخطيط للمنطقة الخضراء بشكل مختلف يشجع المشاركة من الجميع، بعرض ما لديهم من رؤى وأفكار وحلول ومشروعات، وأبرزت اهتمام مصر للتقارب المكاني بين المنطقتين مع تنفيذ مجموعة من الأنشطة الجاذبة التي تساعد على دمج الشباب في العمل المناخي، وإقامة منطقة للمسرح تضم مجموعات من الموسيقيين والفنانين وعروض الأزياء والموضة القائمة على التدوير، مما يعكس أهمية القوة الناعمة في تقديم نماذج مبسطة للتوعية بقضايا تغير المناخ.
الأيام الموضوعية
وأضافت وزيرة البيئة إلى قيام مصر بإعداد مجموعة من المبادرات الوطنية والاقليمية التي سيتم اطلاقها خلال الأيام الموضوعية للمؤتمر، كإحدي آليات التنفيذ التي يتطلع إليها العالم، والتى تقوم على الربط بين الموضوعات المشتركة المتعلقة بالمناخ، كالربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، وعقد مؤتمر التنوع البيولوجي COP15 في مونتريال في ديسمبر المقبل وخارطة الطريق لما بعد ٢٠٢٠ للتنوع البيولوجي المنتظر الإعلان عنها خلاله.
وأضافت: "إن الحكومة المصرية تعلم جيدا بأن صون التنوع البيولوجي ضرورة للحفاظ على المياه والغذاء والمأوى، مما تطلب تخصيص يوم للتنوع البيولوجي ضمن الأيام الموضوعية لمؤتمر المناخ COP27 باعتباره مرجعية فارقة في الربط بين مخرجات مؤتمر المناخ COP27 ومؤتمر التنوع البيولوجي COP15
وأكدت وزيرة البيئة على أن مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة للربط بين صون التنوع البيولوجي وتغير المناخ تساهم في توفير فرص عمل وإشراك القطاع الخاص، والربط بين حشد الزخم السياسي تسليط الضوء على المجتمعات المحلية ونوعية الحياة المستدامة.
وتابعت: أدعو الولايات المتحدة للتعاون مع مصر في مبادرة الربط بين المناخ والتنوع البيولوجي، وفي مجال الغذاء والمياه إلى جانب الطاقة من خلال مشروعات برنامج "نوفي"، لتقديم نموذج للعالم في كيفية إدراج البعد الإنساني في قلب عملية المناخ، وكذلك التعاون في مبادرة المخلفات ٥٠ بحلول ٢٠٥٠، والبناء على ماتم الوصول إليه فيما يخص الميثان في مؤتمر جلاسكو للمناخ COP26باعتباره من نواتج إدارة المخلفات.. موضحة أن المبادرة تركز على أفريقيا وتفتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار فى المخلفات وتقليل الانبعاثات ومنها الميثان.
وأكدت الوزيرة أن مصر تحرص من خلال رئاستها لمؤتمر المناخ COP27 كمؤتمر للتنفيذ أن يكون محفلًا لقصص النجاح حول العالم سواء على مستوى المجتمعات المحلية أو المشروعات المتوسطة أو الاستثمارات الضخمة، لعرضها أمام أفريقيا والدول النامية، وضرورة تسريع وتيرة العمل المناخي، حيث انتهت مصر من إعداد وثيقة بتلك القصص بمساعدة برامج منظمة الأمم المتحدة وشركاء التنمية، وأبدت تطلعها لمساهمة الجانب الأمريكي في صياغة نموذج تنفيذي في مجال التكيف يتوج تلك الوثيقة، وصولا إلى تحقيق الهدف العالمي للتكيف، ومضاعفة تمويل التكيف، لإظهار مزيد من المصداقية والالتزام للدول النامية.
القارة السمراء تصرخ: نرفض «الظلم المناخي»
الأكثر تأثرًا بتغير المناخ رغم أنها لا تمثل إلا 4% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية
كتبت – فاطمة بارودى
أفريقيا المسؤولة عن 4٪ فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، تدفع الثمن باهظًا وتتحمل أكبر الخسائر مع موجات الجفاف القاسية التي تسبب المجاعات والتكيف المكلف للغاية.
كان هذا هو مضمون أسبوع المناخ الأفريقى الذى عُقد فى ليبرفيل عاصمة الجابون، كأحد الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل حول تغير المناخ (COP27).
فى هذا اللقاء، بحضور ألف ممثل عن الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص من جميع أنحاء القارة، دعت الدول الأفريقية إلى وضع حد لـ"الظلم المناخي".
كان الهدف على وجه الخصوص هو التحدث بصوت واحد لأفريقيا في COP27 وصياغة مقترحات "ملموسة".. فى افتتاح الاجتماعات، قال علي بونجو أونديمبا رئيس الجابون "لقد حان الوقت بالنسبة لنا نحن الأفارقة لنأخذ مصيرنا بأيدينا"، مشيرًا إلى فشل المجتمع الدولي لتحقيق أهداف COP21 في باريس في عام 2015، وهو احتواء الاحترار العالمي أقل بكثير من 2 درجة مئوية مقارنة بمستويات حقبة ما قبل الصناعة، ومن الأفضل قصرها على 1.5 درجة مئوية. ومع ذلك، وفقًا لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية، يتجه الكوكب نحو ارتفاع درجة حرارة من 2.5 درجة مئوية إلى 3 درجات مئوية.
وتابع رئيس الجابون: "تنعم قارتنا بجميع الأصول اللازمة للازدهار المستدام والموارد الطبيعية والأراضي والتنوع البيولوجي المثير للإعجاب، لكن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) تصف إفريقيا بأنها القارة الأكثر ضعفًا، إذ يتسبب الجفاف في حدوث مجاعات شديدة في القرن الأفريقي، وتتعرض دول الجنوب للدمار بشكل منتظم بسبب الأعاصير، كما أن ارتفاع المحيطات يهدد مدنًا مثل داكار ولاجوس وكيب تاون وليبرفيل".
فى هذا الاجتماع أيضًا، كان صوت مصر حاضراَ بقوة من خلال وزير الخارجية سامح شكرى حبث أكد أن إفريقيا "هي القارة الأكثر تضررًا في العالم، وفقًا لمجموعة الخبراء الدوليين". وتابع "في الوقت نفسه، تضطر إفريقيا، بموارد محدودة ومستوى دعم منخفض للغاية، إلى إنفاق 3٪ من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي للتكيف مع هذه الآثار"، مستنكرًا "الظلم المناخي" وانتقد عددًا من البلدان المتقدمة "التي تخلت عن التزاماتها"، وحذر من أنه "لن يكون هناك تأجيل في COP27".
وهكذا، فإن الالتزام بالمناخ دون أية مساومة هو الموقف الذي تعتزم أفريقيا الدفاع عنه فى COP 27حيث تخسر أفريقيا ما بين 5٪ إلى 15٪ من ناتجها المحلي الإجمالي كل عام بسبب تغير المناخ.
قال مو إبراهيم، مؤسس ورئيس مؤسسة محمد إبراهيم "وهى مؤسسة أفريقية تعنى بقضايا التنمية"، يوجد حتى الآن أكثر من 600 مليون شخص في القارة لا يحصلون على الكهرباء، و930 مليونًا ليس لديهم وقود للطهي النظيف، وأكد أن "الوصول الشامل إلى خدمات الطاقة ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
يجب أن يتذكر الأفارقة بلا كلل أنه على الرغم من أنهم يمثلون 4٪ فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، فإنهم الأكثر تعرضًا لعواقب تغير المناخ.. في غضون عامين، ضرب القارة 131 حدثًا مناخيًا شديدًا (العواصف والجفاف والفيضانات وما إلى ذلك)، وفقًا لبنك التنمية الأفريقي في تقريره لعام 2022 حول التوقعات الاقتصادية الأفريقية، بعنوان "دعم مناخ المرونة والانتقال العادل للطاقة في أفريقيا".
الزيادة في الطلب على الطاقة أمر حتمي في قارة من المتوقع أن يتضاعف عدد سكانها تقريبًا بحلول عام 2050 ويتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2100، ومن الأمور الحتمية أيضًا ان صوت أفريقيا سيكون عاليًا وموحدًا فى سماء شرم الشيخ.
الجفاف القاتل فى كينيا
الفقر ينتشر بين الناس.. وانعدام المياة يقضى على الماشية
كينيا فى خطر.. انعدام الأمن الغذائي يؤثر بالفعل على أكثر من 2.5 مليون شخص فى شمال البلاد.. نفوق الماشية صار ظاهرة تهدد الحياة البرية وتحرم المزارعين من رأسمالهم الأساسى فى العمل.
الآبار جافة والماشية تموت والجوع آخذ في الازدياد والصراعات بلا نهاية. بعد عدة مواسم سيئة لقلة الأمطار، يتسبب الجفاف في إحداث الفوضى في العديد من المقاطعات في شمال وشرق كينيا. وعلى الرغم من ضخ ملايين الدولارات للاستجابة الإنسانية من قبل الحكومة والمنظمات الدولية، لا يبدو أن الوضع يتحسن في الوقت القريب.
وفقًا للأمم المتحدة، يعاني أكثر من 465000 طفل دون سن الخامسة و93000 امرأة حامل أو مرضع من سوء التغذية. يؤثر انعدام الأمن الغذائي بالفعل على 2.5 مليون شخص في عشرين مقاطعة قاحلة وشبه قاحلة في شمال البلاد التى يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على الثروة الحيوانية.
كينيا ليست الوحيدة المتضررة: يمتد الجفاف إلى جنوب إثيوبيا والصومال وشمال شرق أوغندا وفقًا لشبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET)، وهي مكتب إعلامي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
تلقى القرن الأفريقي معدل هطول أقل من المتوسط منذ أكتوبر 2020. وفي معظم أنحاء كينيا، كانت المياه التي سقطت خلال موسم الأمطار الأخير، أقل بنسبة 55٪ إلى 70٪ مما كان متوقعًا.
يقول الخبراء إن تغير المناخ، الذي يؤثر بالفعل بشدة على كينيا، من المرجح أن يزيد من معدل الجفاف في المستقبل. بدون تجديد كافٍ لنقاط المياه والمراعي مرتين في السنة، ينخفض دخل السكان في المناطق الشمالية من البلاد. فقد بعض الرعاة ما يصل إلى 75٪ من حيواناتهم بسبب الجوع والعطش. الحيوانات، التي تكون أحيانًا أضعف من أن تقوم برحلة إلى نقطة المياه أو لإنتاج الحليب، فقدت الكثير من قيمتها عند البيع.. تعاني الحياة البرية بنفس القدر: تم العثور على 23 زرافة ميتة في المقاطعات المتضررة.
يرى جيمس أودور، مدير الوكالة الحكومية لإدارة الجفاف (NDMA)، الأسوأ: "على المدى الطويل، فإن آثار الجفاف في المناطق المجاورة المباشرة ستكون التخلف وزيادة الفقر".. الجفاف ليس سوى أحدث صدمة تتعرض لها المجتمعات التي تعيش في بيئات قاحلة.
مصر تدعم أفريقيا (3)
مبادرة الزراعة والغذاء.. التعاون الإفريقي بقيادة مصر يحمى القارة من آثار التغيرات المناخية والجوع
كتب - وسام حمدي
مع اقتراب مؤتمر المناخ العالمي في شرم الشيخ 27COP، أطلقت مصر عدة مبادرات لحشد التمويلات المناخية لدعم الدول النامية وخاصة الإفريقية، وتنوعت المبادرات بين حياة كريمة والانتقال العادل والمنصف للطاقة والمرأة والتكيف والزراعة ونظم الغذاء التي تهدف إلى النظر في الممارسات الزراعية والنظم الغذائية والتنوع البيولوجي التي تهتم بحماية الحياة البحرية والمخلفات الصلبة 2050.
وعن مبادرة "الغذاء والزراعة"، يقول الدكتور إسلام جمال الدين شوقي خبير الاقتصاد والتنمية المستدامة: تُعدُ التنمية الزراعية من أقوى الأدوات لإنهاء الفقر المدقع وتوفير الغذاء وتعزيز الرخاء المشترك وتزيد من فاعلية النمو في القطاع الزراعي بواقع مرتين إلى أربع مرات عن القطاعات الأخرى من حيث زيادة مستوى الدخل فيما بين الفئات الأشدّ فقرًا، حيث إن حوالي 65% من العمالة الفقيرة يكسبون قوتهم من الزراعة.
ويضيف شوقي لـ"البوابة": يهدد النظام الغذائي الحالي أيضًا صحة الإنسان والأرض ويتسبب في مستويات غير مستدامة من التلوث والنفايات فثلث الغذاء المنتج على مستوى العالم إما يتعرض للفقد أو الهدر. وتعد معالجة الفاقد والمهدر من الأغذية أمًرا بالغ الأهمية لتحسين الأمن الغذائي، فضلًا عن المساعدة في تحقيق الأهداف المناخية والحد من الضغوط على البيئة لذلك تُعد مبادرة مصر في مؤتمر تغير المناخ Cop27 الخاصة بالزراعة ونظم الغذاء والتي تهدف إلى إعادة النظر في الممارسات الزراعية والنظم الغذائية في أفريقيا من المبادرات الرائدة لأن تغير المناخ يؤثر بالفعل على الإنتاج.
ويُتابع شوقي: "أصبحت الحاجة إلى معالجة المخاوف المتعلقة بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والبصمة البيئية أكثر إلحاحًا عبر ثلاث خطوات هي: زيادة الإنتاجية الزراعية؛ وبناء القدرة على الصمود عبر معالجة التحديات المتصلة بالمياه والمناخ في مجال الزراعة؛ وزيادة استخدام البيانات والرقمنة كما تهدف المبادرة إلى بناء أنظمة غذائية ميسورة التكلفة وصحية ومستدامة وأنظمة غذائية مقاومة للمناخ، وتتناسب هذه المبادرة مع الجميع، سواء الدول النامية أو الدول المتقدمة".
ويقول الدكتور هشام عيسى، رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة السابق: تعانى أفريقيا من مشكلة التصحر والجفاف وهنا لن تنجح مصر وحدها فى تقديم مبادرة وإنما يجب تعاون الدول الافريقية لإنجاح هذه المبادرة، حيث أن مشكلات الدول تتباين وتختلف ما بين التصحر والجفاف وأخرى تعانى من الفيضانات مثل "دول نهر الكونغو" وهنا ندرس كل دولة على حده وما تملكه وما تفتقر إليه ونقوم بعمل بنية أساسية تستطيع نقل المياه المهدرة في المحيط الأطلنطي لإعادة استخدامها في ري أراضى الدول التى تعاني من الجفاف.
يضيف عيسى لـ"البوابة": هنا تعتمد الدول على التوازن بالتعاون الإفريقي وتتولى مصر التسويق دوليًا لهذا المشروع الضخم والمطالبات بإيجاد تمويلات مناخية، فلا حديث عن مبادرات بدون توفير آليات تنفيذ واجراءات الحصول على التمويل والتنسيق مع كل الأطراف الافريقية مع وضع آليات قياس معدلات التنفيذ.
وفى السياق ذاته يقول، خبير البيئة العالمي الدكتور مجدي علام: إن الأمن الغذائي مهدد بالقارة السمراء نتيجة الجفاف والتصحر حيث نجد نحو 25% من الرقعة الزراعية، حسب تقرير الفاو، قد تصحرت في افريقيا خاصةً فى الصومال، وهى ظاهرة خطيرة وهنا يستلزم دعم النشاط الزراعي وزراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والدرة لدعم الأمن الغذائي الأفريقي بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة فى إطار مبادرة إنقاذ الحياة.
ويضيف علام لـ"البوابة": الفقر هو السبب في قطع الأشجار ومن ثم فقدان مصدر طبيعي للأكسجين وتقليل الكربون المسبب الأول للاحتراز العالمي، ومن هنا كانت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي التى ذكرت بزراعة 100 مليون شجرة كمرحلة أولى في مصر ومبادرة ولي عهد المملكة السعودية الأمير محمد بن سلمان بزراعة مليار شجرة في السعودية، كما نتمنى تنفيذ المبادرتين على أراض الواقع بنسبة 25% المخصصة للقارة الأفريقية وهذه الأشجار تدخل ضمن مبادرة التخفيف والتكيف.
شعلة نشاط
أياخا مليثافا.. فتاة إفريقية تسعى لعقد ميثاق إجتماعى حول انتقال مناخى عادل
كتب – مازن محمود
إنها واحدة من الوجوه الشابة الجديدة فى قارتنا الإفريقية اللاتى يناضلن من أجل "مناخ عادل".. تدعى أياخا مليثافا، تبلغ من العمر 21 عامًا، وتمثل النظير الجنوب أفريقي للناشطة السويدية جريتا ثونبرج التى أشرنا إليها الأثنين الماضى.. في سبتمبر 2019، كانت جنبًا إلى جنب مع جريتا ثونبرج، ضمن ستة عشر من الشباب قدموا شكوى إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل بسبب تقاعسهم عن المناخ ضد خمس دول (فرنسا، ألمانيا، البرازيل، الأرجنتين، تركيا).. في هذه المعركة، كانت تريد أن تكون جنوب إفريقيا "وكل إفريقيا" صوت الفقراء والملونين وصغار المزارعين.. أولئك الذين هم أول من يتأثر بتغير المناخ ولكننا لم نسمعهم أبدًا.
تدعو مليثافا إلى إدراج أصوات متنوعة في النشاط المناخي، وكتبت على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "من المهم جدًا للفقراء والأشخاص الملونين أن يذهبوا إلى المسيرات لأنهم يشعرون بالتغير المناخي أكثر من غيرهم. من المهم أن يكون لهم رأي، وأن يُسمع صوتهم ومطالبهم".
أصبحت الفتاة فى قلب المشكلة عام 2017، عندما احتل خطر نقص المياه في كيب تاون، حيث تعيش، عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.. بعد عام، كانت والدتها، التي تمتلك مزرعة صغيرة في مقاطعة الكاب الشرقية، تكافح فى مواجهة الجفاف بينما يقوم المزارعون البيض بحفر الآبار في ممتلكاتهم الكبيرة.
في ديسمبر 2020، أصبحت أصغر عضو في لجنة المناخ الرئاسية التي تهدف إلى بناء "ميثاق اجتماعي" حول "انتقال مناخي عادل" في جنوب إفريقيا، وهي المصدر الثاني عشر لغازات الاحتباس الحراري في العالم الذي تعتمد طاقته على أكثر من 80٪ على الفحم.
وتعمل بنشاط فى مبادرة لمنظمة جنوب أفريقية ملتزمة بخفض الكربون بنسبة 90٪ بحلول عام 2030. كانت وجهًا مشرفًا لإفريقيا فى مؤتمر المناخ فى جلاسكو العام الماضى، ومن المتوقع مشاركتها فى مؤتمر شرم الشيخ.
300000 شخص يقتلهم تلوث الهواء سنويًا في الاتحاد الأوروبي
تسبب تلوث الجسيمات الدقيقة في 307 آلاف حالة وفاة مبكرة في الاتحاد الأوروبي في عام 2019، وهو رقم لا يزال ينذر بالخطر لكنه انخفض بأكثر من 10٪ في عام واحد، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة البيئة الأوروبية منذ نحو أربعة شهور.
ووفقًا للدراسة التى نشرتها وكالة فرانس برس، يمكن إنقاذ أكثر من نصف هؤلاء الأرواح إذا حققت الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة أهداف جودة الهواء الجديدة التي حددتها مؤخرًا منظمة الصحة العالمية.
كان تلوث الجسيمات الدقيقة مسؤولًا في عام 2019 عن 53800 حالة وفاة مبكرة في ألمانيا، و49900 في إيطاليا، و29800 في فرنسا و23300 في إسبانيا.
تقيس الوكالة الاقتصادية الأوروبية أيضًا الوفيات المرتبطة بالملوثين الرئيسيين الآخرين من ملوثات الهواء الخطرة على الصحة، لكنها لا تجمع النتائج لأن هذا سيؤدي، وفقًا لها، إلى مضاعفة الحساب.
تُعد أمراض القلب والسكتة الدماغية من أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة المبكرة من تلوث الهواء، تليها أمراض الرئة وسرطان الرئة، كما تذكر الوكالة الاقتصادية الأوروبية.
عند الأطفال، يمكن أن يعيق تلوث الهواء نمو الرئة، ويسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويزيد من حدة الربو.
هذا التقرير يجعلنا نطرح سؤالًا: هل تمتلك دولنا العربية "وكالة للبيئة" يمكن أن ترصد بالأرقام مثل هذه الحالات؟!.
انبعاثات متزايدة بسبب الوقود الأحفورى
تُظهر الطريقة التي يخرج بها الاقتصاد العالمي من الأزمة التي سببها فيروس كوفيد-19 أنه لا يزال يعتمد على الوقود الأحفوري. يتضح من الأشهر السبعة الأولى من عام 2022 أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالوقود الأحفوري أعلى بنسبة 2.9٪ مقارنة بالربع الأول من عام 2019، قبل الأزمة الصحية، و1.13٪ مقارنة بفترة عام 2020 خلال قيود النشاط بسبب كورونا. لذلك فقد تجاوزت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من الوقود الأحفوري بالفعل مستويات عام 2019.
الوقود الأحفورى هو الناتج أساسًا من الفحم والنفط والغاز.